الدكروري يكتب عن صاحب الرأي في سقيفة بني ساعدة
الدكروري يكتب عن صاحب الرأي في سقيفة بني ساعدة
الدكروري يكتب عن صاحب الرأي في سقيفة بني ساعدة
بقلم/ محمـــد الدكـــروري
لقد شهد الصحابي الجليل زيد بن ثابت رضي الله عنه غزوة تبوك مع النبي صلى الله عليه وسلم، وكان بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، اجتمع الناس في سقيفة بني ساعدة، واجتمع المهاجرون والأنصار لاختيار خليفة منهما، فقد قال الأنصار للمهاجرين رجل منا ورجل منكم، ولكن زيد بن ثابت كاتب الوحي قال رأيا سديدا جعل الناس جميعا ترضى بحكمه، فقال رضى الله عنه “إن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان من المهاجرين ونحن أنصاره، وإني أرى أن يكون الإمام من المهاجرين ونحن نكون أيضا أنصاره” ولقد أسفر التخطيط السليم والجهود العملية المبذولة لاستثمار موهبة الصحابى الجليل زيد بن ثابت رضي الله عنه عن تحقيقه لإنجازات عظيمة، قدم من خلالها زيد بن ثابت رضي الله عنه.
باقة من تلك الإنجازات لدينه وأهله وقضيته، وقد انتفعت منها الأجيال اللاحقة، وما زلنا نحن اليوم نأخذ منها الكثير وننتفع بها، فكان بعد أن تمكن زيد بن ثابت رضي الله عنه من إتقان الكتابة جيدا، فقد اختاره رسول الله صلى الله عليه وسلم، ليكون كاتبا للوحي، ولقد تعلم رضي الله عنه اللغةَ السريانية التي كان اليهود يتعاملون بها قراءة وكتابة، وفي وقت قياسي وبأمر من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد أتقنها فعن زيد بن ثابت رضي الله عنه، قال “أمرني رسول الله أن أتعلم السريانية” وقد أصبح عالما بالفرائض وعلم المواريث، فكان المرجع في هذا العلم لبقية الصحابة والتابعين، وبذلك كان يمارس موهبته في الرياضيات ويخدم من خلالها أهله، فلقد كان زيد بن ثابت رضي الله عنه من علماء الصحابة.
فعن عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما، أنه أخذ لزيد بن ثابت بالركاب، فقال “تنحّ يا بن عم رسول الله” فقال عبد الله “هكذا نفعلُ بعلمائنا وكبرائنا ” وعبدالله بن عباس رضي الله عنه معروف مَن هو، إنه حبر الأمة وعالمُها، وقد اختاره أمير المؤمنين أبو بكر الصديق رضي الله عنه بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، لإنجاز أشرف مهمة يقوم بها إنسان، وهي كتابة القرآن الكريم كلام الله تعالى لأول مرة، بجمعه مرة واحدة في كتاب واحد، وكان العمل بمرحلتين في عهد أبي بكر رضي الله عنه وعثمان بن عفان رضي الله عنه، وكان زيد بن ثابت رضي الله عنه هو رئيس فريق العمل ورأس الحربة فيه، فعن زيد بن ثابت رضي الله عنه ” فقال أبو بكر، إنك رجل شاب عاقل، ولا نتهمك.
كنت تكتب الوحى لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فتتبع القرآن فاجمعه، فوالله لو كلفنى نقل جبل من الجبال ما كان أثقل عليّ مما أمرني به من جمع القرآن الكريم، قلت كيف تفعلان شيئا لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقال أبو بكر، هو والله خير، فلم أزل أراجعه حتى شرح الله صدري للذي شرح الله له صدر أبي بكر الصديق وعمر، فقمت فتتبعت القرآن أجمعه من الرقاع والأكتاف والعسب وصدور الرجال”