الدكروري يكتب عن لن تؤمنوا حتى تحابوا
الدكروري يكتب عن لن تؤمنوا حتى تحابوا
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الدكروري يكتب عن لن تؤمنوا حتى تحابوا
ذكرت كتب الفقه الإسلامي أن شرط دخول الجنة هو الإيمان بالله وشرط الإيمان هو المحبة بين العباد، فعن أبو السوار العدوى قال “كان رجال من بني عدي يصلون في هذا المسجد، ما أفطر أحد منهم على طعام قط وحده، إن وجد من يأكل معه أكل، وإلا أخرج طعامه إلى المسجد فأكله مع الناس، وأكل الناس معه” فيقول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم “لن تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولن تؤمنوا حتى تحابوا” وإن عادة تفطير الصائمين في بيوت الله ينبغي أن يرافقها أمور مثل الدعوة الاحتسابية لهؤلاء الذين يجمعون من العمال والموظفين وغيرهم، من العازبين والذين لا أهل لهم، فلو سمعوا كلمة طيبة مع هذه الوجبة للإفطار لكان ذلك أمرا طيبا، فإن كثيرا منهم تعشعش عندهم أشياء من الجهل، بل من الشرك الأكبر.
وليس فقط الأصغر، فلماذا لا يسمع كلاما في التوحيد؟ لماذا لا يسمع كلاما في العقيدة الصحيحة؟ لماذا لا يسمع كلاما في معنى العبادة في شروط لا إله إلا الله، لماذا لا يسمع كلاما في أركان الإيمان وأركان الإسلام، ولماذا لا يسمعون كلام، في أشياء من شروط العبادات، وكثيرا ما يحصل بها جهل عندهم، وخصوصا الأعاجم هم الذين يغشون أكثر موائد الإفطار عند المساجد، فهل من زيادة في قضية العطاء غير الأكل، إن هنالك أشياء بلغتهم مطبوعة، أفلا يمكن توزيعها عليهم؟ وإن هنالك دعاة من بني جلدتهم وألسنتهم يمكن أن يفيدوهم، فلماذا لا يؤتى بهم؟ وإن العمل ببذل الخُلق الحسن وبشاشة الوجه، والتقرب إلى الله في هذا الشهر الكريم بالأخلاق الكريمة، إنه شيء عظيم، فقال صلى الله عليه وسلم.
“إن من أحبكم إلي وأقربكم مني منزلا يوم القيامة هؤلاء من؟ أحاسنكم أخلاقا” وكذلك فإننا نحتاج أن نقطع قضية البطالة، والإكثار من النوم لأن هذا الوقت الذى تنام فيه محسوب عليك، وتخسره إذا لم تستثمره، إذا لم تستثمره تخسره، فليكن نومك على قدر الحاجة والباقى عبادة، ولا تقعدوا فراغا فإن الموت يطلبكم، فقال تعالى كما جاء فى سورة الكهف” واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشى يريدون وجهه” ويقول تعالى فى سورة التوبة ” يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين” ويقول تعالى كما جاء فى سورة لقمان ” واتبع سبيل من أناب إلى ” فإذن نكون مع الرفقة الطيبة، فقال الشافعى “طلب الراحة في الدنيا لا يصح لأهل المروءات، فإن أحدهم لم يزل تعبان في كل زمان”
وقيل للإمام أحمد بن حنبل متى يجد العبد طعم الراحة؟ قال “عند أول قدم يضعها في الجنة” وهكذا هو العمل ببذل الأوقات في رمضان في صلة الأرحام والزيارات الطيبة، وبذل المعروف، والبشاشة، والبشر، فهذا من الأشياء العظيمة التي لها أجر كبير عند رب العالمين، وإن اهتمامنا بصلاة الجماعة، والحرص عليها، لا نضيعه فجرا، ولا ظهرا، ولا عصرا، وهذه الصلوات من أكثر ما يضيع في رمضان، وإن من المؤسف أن نجد أنواعا من الاعمال عجيبة في هذا الشهر الكريم، فهذا هو عمل أهل الآخرة، فما هو عمل أهل الدنيا؟ إن أعمالهم في الحقيقة اعمال مخيفة جدا، فأنت ترى الآن دعايات وإعلانات بمناسبة رمضان وخصومات على المشاركة في القنوات، والمواقع وخصومات بمناسبة رمضان، وكل هذا لتضييع العقيدة من قلوب المسلمين.