أخبار ومقالات دينية
الدكروري يكتب عن يرثنى ويرث من آل يعقوب
الدكروري يكتب عن يرثنى ويرث من آل يعقوب
بقلم / محمـــد الدكـــروري
لقد كان نبي الله زكريا حريصا أن يدعوا الله عز وجل أن يرزقه الولد وهذا ليرث منه العلم والنبوة، حيث قال ” يرثنى ويرث من آل يعقوب واجعله رب رضيا ” والمعني هو إنا معشر الأنبياء لا نورث من جهة المال، ما لنا ميراث، لو مات نبي وله مال لا تقسم تركته على أولاده وزوجاته، ماله للمسلمين، لبيت المال، وقول زكريا أن يرث العلم من بعدى، ويرث النبوة من بعدي، ويرث قيادة بني إسرائيل من بعدي، وكذلك قوله تعالى كما جاء فى سورة النمل ” وورث سليمان داود ” ليس معناه ورث عنه المال، وإنما وراثة النبوة، فنبى الله يحيى جاء بعد زكريا عليهما السلام، وورث النبوة، ولكن لماذا لا يورث الأنبياء؟ وهو لأن الله تعالى بعثهم مبلغين، وأمرهم ألا يأخذوا أجرا، فهو سبحانه وتعالى القائل فى سورة الأنعام.
” قل لا أسألكم عليه أجرا ” وقال تعالى فى سورة الشعراء ” وما أسألكم عليه من أجر ” فلئلا يظن الناس أن الأنبياء يجمعون المال لأولادهم، فسبحانه وتعالى قطع الطريق على من يظن أن الأنبياء يجمعون الأموال، أو يريدون أولادهم بها، وكان لما حصل هذا النداء من نبى الله زكريا عليه السلام كما جاء فى سورة آل عمران” فنادته الملائكة وهو قائم يصلى فى المحراب أن الله يبشرك بيحيى مصدقا بكلمة من الله وسيدا وحصورا ونبيا من الصالحين ” وقال الله تعالى كما جاء فى سورة الأنبياء “فاستجبنا له ووهبنا له يحيى وأصلحنا له زوجه ” فقد أصلحها الله بعد أن كانت عاقرا، فصارت ولودا، أصلحها للحمل والولادة، كانت الإجابة عن طريق الملائكة، نادت زكريا بصوت يسمعه، وخاطبته مشافهة.
وهو في محل خلوته وعبادته، وفي مجلس مناجاته وصلاته، وبشرته من الله، أن الله يبشرك بيحيى، وهو اسم جديد على البشرية، ما سبق أحد في البشرية سمى يحيى قبلك، والاسم من الله نزلت البشارة به، لأنه جاء قبل أن يولد، وهذا يعني أن نبى الله زكريا عرف أنه سيولد له ولد، وأنه سيكون ذكرا، والاسم موجود جاهز من الملائكة، فقال قتادة سماه يحيى لأن الله أحياه بالإيمان، وبشره على يد الملائكة، باسم موافق للمسمى، يحيى حياة حسية فتتم به المنة، ويعني لا يموت صغيرا، أو يسقط جنينا، يحيى حياة حقيقية، وحياة القلب والروح بالوحي والعلم والدين، لم يسمى أحد قبله بهذا الاسم، وهذا من تمام البشارة، ومن الاتصاف بالصفات الجميلة، إذا يحيى سيأتي ويصدق ويخبر بكلمة من الله.
وهى عيسى عليه السلام فهو الكلمة، ويبشرك بيحيى مصدقا بكلمة من الله، فإذا يحيى سيبشر بعيسى، ويصدق بعيسى، الدليل على ذلك قوله تعالى كما جاء فى سورة آل عمران “إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى بن مريم وجيها فى الدنيا والآخرة ومن المقربين ” إذا عيسى الكلمة لأنه خلق بالكلمة، ولذلك قيل كلمة الله لأنه خلق بكلمة الله كن، كما جاء فى سورة آل عمران” إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون ” فيحيى أول من صدق بعيسى ابن مريم، وكانت البشارة بيحيى متضمنة للبشارة بعيسى، ومصدقا بكلمة من الله.
الدكروري يكتب عن يرثنى ويرث من آل يعقوب2