الدكروري يكتب عن إخلاص النية لله
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الدكروري يكتب عن إخلاص النية لله
إن جبر الخواطر هي كلمة واحدة قد تسير مسار حياة إنسان،
لأن قائلها قالها بإخلاص ولطف ومراعاة لكيفية التعامل مع الشخص الذي تكلمه فتغير مجرى حياته تماما،
وكثير والله من الأمراض النفسية سببها الكثير من المواقف السيئة والسلبيية التي مر بها إنسان بكلمة أو سب وشتم أو غلظة من شخص،
فديننا يعلمنا كيف نرى الجميل في الناس ونجبر بخواطرهم،
ويروي أن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أنه كان يجتني سواكا من الأراك، وكان دقيق الساقين،
فجعلت الريح تكفؤه، فضحك القوم منه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “مم تضحكون؟ قالوا يا نبي الله من دقة ساقيه،
فقال “والذي نفسي بيده لهما أثقل في الميزان من أحد” فهذه الساق التي تضحكون عليها قام صاحبها بأعمال كثيرة، فهو من السابقين للإسلام.
الساعين إلى المساجد وإلى الخيرات ومن القائمين بالليل، فوزن أعمال هذه الساق التي تضحكون منها عند الله أثقل من جبل أحد سبحان الله العظيم،
وهذا فيه منقبة لعبد الله بن مسعود من جهة وجبرا لخاطره وإعلاء لشأنه ومكانته بين الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين،
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لابن عمر رضى الله عنهما
“نعم الرجل عبد الله لو كان يقيم الليل” وإن لحسن الخاتمة أسباب وأعظم أسبابه هو إخلاص النية لله،
والصدق في عبادته وتقواه فقال تعالى كما جاء في سورة الأحزاب
” من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضي نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا،
ليجزي الله الصادقين بصدقهم ويعذب المنافقين إن شاء أو يتوب عليهم إن الله كان غفورا رحيما”
فإن صدق العبد مع الله بالطاعة سلك به طريق المصلحين،
وختم له بالحُسنى، ومن أسباب حسن الخاتمة هو الاستقامة على العمل الصالح،
وهي أن يلزم الإنسان طاعةَ الله في كل أحواله،
فمن عاش على شيء مات عليه، فقال سبحانه وتعالي في سورة إبراهيم ” يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة وفي الآخرة”
وقد بشر الله تعالى أهل الاستقامة بتأييد الملائكة وتثبيتهم لهم عند الممات،
كما أن حُسن الظن بالله تعالى من أهم الأسباب التي يُوفق بها العبد لحُسن الخاتمة،
وهو أن يرجو الإنسان سعة رحمة الله تعالى، وكرمه في مغفرة ذنوبه، فقال صلى الله عليه وسلم
” لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله عز وجل”
وإن من أعظم ما يُورث حُسن الخاتمة هو تعجيل التوبة والصدق فيها، فقد كانت سببا في نجاة رجل قتل مائة نفس.
لكنه صدق في التوبة مع الله تعالى،
فأكرمه الله بحُسن الخاتمة،
وكما أن من علامات حُسن الخاتمة
هو أن يوفق الله العبد ويلهمه لعمل والتزام الأعمال الصالحة والاستمرار عليها حتى يلقى الله عز وجل وهو على ذلك،
فيزيد الله له الحسنات، ويمحو عنه الزلات، ويرفع له الدرجات، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
” إذا أراد الله بعبد خيرا استعمله فقيل كيف يستعمله يا رسول الله؟
قال ” يوفقه لعمل صالح قبل أن يموت
” فأوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى وطاعته ولنعلم أن الخاتمة الحسنةَ هي أول الثمار التي يجنيها المؤمن وهو في طريقه إلى عالم الآخرة،
حيث تحسن خاتمته ويموت ميتة حسنة، وتحصل له جملة من الثمار، من نزول الملائكة بالبشارة لهم بالأمن وعدمِ الخوف،
والبشارة بالجنة، والنعيمِ المقيم، فقال تعالى كما جاء في سورة النحل ” الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون”