المقالات

الدكروري يكتب عن إن لله في أيام الدهر نفحات

الدكروري يكتب عن إن لله في أيام الدهر نفحات

بقلم / محمـــد الدكـــروري 

الدكروري يكتب عن إن لله في أيام الدهر نفحات

إن لله في أيام الدهر نفحات، فمن تعرّض لها يوشك أن تصيبه نفحة ولعله لا يشقى بعدها أبدا، فقال عمر بن ذر “اعملوا لأنفسكم رحمكم الله في هذا الليل وسواده، فإن المغبون من غُبن خير الليل والنهار، والمحروم من حُرم خيرهما، وإنما جعلا سبيلا للمؤمنين إلى طاعة ربهم ووبالا على الآخرين للغفلة عن أنفسهم، فأحيوا أنفسكم بذكر الله، فإنما تحيا القلوب بذكر الله” فإن هذه الأيام التي نعيش فيها، وهذا الشهر الكريم الذي اقترب علي الرحيل، إنه فعلا ضيف عزيز كان يحتاج إلى استعداد له فإنه موسم كبير يحتاج إلى ملء الأوقات بذكر رب البريات عز وجل، وإن أول ما نذكره نحن في هذا الشهر كيف يكون مغفرة؟ لأن الله تعالى وعد بالمغفرة لمن يدخل فيه فيصومه احتسابا وإيمانا، إيمانا بفرضيته.

 

واحتسابا بالأجر فيه، يحسن الظن بالله بعدما يعمل العمل الصالح، وأن الله لن يضيعه، وأنه سيقبله منه، هذا الشهر الكريم الذى فيه الثواب والأجر، الذى فيه الطمع بمغفرة الله سبحانه وعندما يكون الله عز وجل أقرب إلى عباده ينبغي على العباد أن يقتربوا أكثر من الله، فإننا نريد فعلا أن نكون من المتقين، فإن الحصول على التقوى في هذا الشهر هو أصلا السبب في فرضيته، وهذا هو الخوف من الجليل، والعمل بالتنزيل، والقناعة بالقليل، والاستعداد ليوم الرحيل هو التقوى وهو العمل بطاعة من الله، ترجو ثواب الله، وتترك معصية الله، على نور من الله، تخاف عذاب الله، هذه هي التقوى، أن تجعل بينك وبين عذاب الله وقاية بفعل ما أمر، وترك ما نهى عنه وزجر، فهذه هي التقوى، فقد قال عمر بن عبد العزيز لصاحبه يكتب له.

 

وكان السلف كثيرا ما يكتبون يوصون، ونحن اليوم أيضا نستطيع أن نتواصى بها في الحق والصبر، فقال له “أوصيك بتقوى الله التي لا يقبل غيرها، ولا يرحم إلا أهلها، ولا يثيب إلا عليها، فإن الواعظين بها كثير والعاملين بها قليل، جعلنا الله وإياك من المتقين” وفعلا، إنها عاصم فى الفتنة، وحجاب عن المعصية، وستار بين العبد وبين الرذائل في الأقوال والأفعال، وما أكثرها في هذا الزمن، زمن القاذورات والفواحش، وهذه المواخير الفضائية المفتوحة على الناس بالشر ليل نهار، لقد غرق الناس بالعفن، لقد غرقوا بالملوثات، تلوث الجو، ولا نقصد تلوث البيئة ببقايا النفط وعوادم السيارات، فإن هذا تلوث هين بالنسبة للتلوث الآخر، لقد تلوث الجو بالموجات التي تنقل هذه القاذورات.

 

شبُهات وشهوات وفتن ورزايا، هذا ما يعم به الجو اليوم أدمغة المسلمين وعقولهم، إنه ينقل إليهم هذا السم الناقع المبثوث في الهواء، إنك لا تراه، لكن الأجهزة تلتقطه وتبثه إلى الأدمغة، كثيرون اليوم يقولون اشتبهت علينا أمور، وتشككنا في آيات، اضطربت عندنا أحاديث، لماذا؟ فقد أصبحنا نسمع الكثير والكثير فقالوا قد سمعنا قس في قناة فضائية يقول كذا، وسمعنا شخص في قناة فضائية يقول كذا، وما عدنا ندرى ما الحق، كيف نفهم هذا؟ ما هو التوفيق بين هذا وهذا؟ ما هو الحق فى هذه المسألة؟ اضطربنا، تزلزلنا، فإن تلويث الأدمغة، وتلويث العقول، وإفساد القلوب اليوم يحتاج إلى مغسلة، وشهر رمضان هو المغسلة لتك الذنوب. 

الدكروري يكتب عن إن لله في أيام الدهر نفحات

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار