أخبار ومقالات دينية

الدكروري يكتب عن سلمان ابن الإسلام

الدكروري يكتب عن سلمان ابن الإسلام

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

إن الشهيد الذي قتل في المعركة في سبيل الله مخلصا مقبل غير مدبر هذا هو أَرفع الشهداء منزلة عند الله تعالى، وأفضلهم مقاما في الجنة، وهو المسلم المكلف الطاهر، الذي قتل في المعركة مخلصا لله النية، مقبلا غير مدبر، سواء قتله أهل الحرب أو البغي أو قطاع الطريق، أو وجد في المعركة وبه أثر القتل، فإن من طلب الشهادة صادقا، بأن يكون قَصده الجهاد في سبيل الله لنصرة دينه، ثم مات على فراشه، فإن الله يكتب له أجر شهيد، ويبعثه في زمرة الشهداء،لأن الله علم صدق نيته وشرف قصده، وهكذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “من سأل الله الشهادة بصدق، بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه” رواه مسلم، ومع صحابي جليل من صحابة رسول الله صلي الله عليه وسلم ممن ضحوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله عز وجل.

فهو الصحابي سلمان الفارسي أبو عبد الله، ولد في إيران بالقرب من مدينة أصفهان، وقد نشأ لعائلة تتبع المجوسية أو الزردشتية، سُمي بسلمان ابن الإسلام، وسلمان الخير، والباحث عن الحقيقة، وقد كان زاهدا حازما، عارفا بفنون الحرب، تميز برجاحة العقل، ونبل الأخلاق، ولقد آخى النبي صلى الله عليه وسلم، بين سلمان الفارسي وأبي الدرداء، وسلمان الفارسي هو صحابي، ومولى للنبي صلى الله عليه وسلم وأحد رواة الحديث النبوي، وهو أول الفرس إسلاما، وأصله من بلاد فارس، وقد ترك أهله وبلده سعيا وراء معرفة الدين الحق، فانتقل بين البلدان ليصحب الرجال الصالحين من القساوسة، إلى أن وصف له أحدهم ظهور نبي في بلاد العرب.

ووصف له علامات ليتحقق منه، واتفق سلمان مع قوم من بني كلب لينقلوه إلى بلاد العرب، فغدروا به وباعوه إلى يهودي من وادي القرى، ثم اشتراه يهودي آخر من يثرب من بني قريظة، ورحل به إلى بلده، وها هو ذا، جالس هناك تحت ظل الشجرة الوارفة الملتفة أما داره ” بالمدائن ” يحدث جلساءه عن مغامرته العظمى في سبيل الحقيقة، ويقص عليهم كيف غادر دين قومه الفرس الى المسيحية، ثم الى الاسلام وكيف غادر ثراء أبيه الباذخ، ورمى نفسه في أحضان الفاقة، بحثا عن خلاص عقله وروحه، وكيف بيع في سوق الرقيق، وهو في طريق بحثه عن الحقيقة، وكيف التقى برسول الله صلي الله عليه وسلم وكيف آمن به.

الدكروري يكتب عن سلمان ابن الإسلام

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار