المقالات

الدكروري يكتب عن شهادة خزيمة بن ثابت للنبي

الدكروري يكتب عن شهادة خزيمة بن ثابت للنبي

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

لقد ذكرت المصادر الإسلامية عن الصحابي الجليل خزيمة بن ثابت صاحب الشهادتين أنه كان خزيمة ممن شهد تولية الرسول صلى الله عليه وسلم، لعلي في حادثة غدير خم، وعن الأصبغ قال، نشد علي الناس في الرحبة، من سمع النبي صلى الله عليه وسلم، يوم غدير خُم ما قال إلا قام، ولا يقوم إلا من سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول، فقام بضعة عشر رجلا فيهم خزيمة بن ثابت، فقالوا نشهد أنا سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول ” ألا أن الله عز وجل وليي وأنا ولي المؤمنين، ألا فمن كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وأحب من أحبه، وأبغض من أبغضه، وأعن من أعانه ” وفى وقعة الجمل فقد لحق بالإمام علي بن أبى طالب.

من أهل المدينة جماعة من الأنصار وفيهم خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين، فهل لحقه ليشيم سيفه ويكون من المتفرجين كما يقول من قال انه لم يقاتل حتى قتل عمار بن ياسر بصفين، ثم قيل عنه رضى الله عنه، في صفة دخول علي البصرة ” ثم تلاهم فارس آخر عليه عمامة صفراء وثياب بيض متقلد سيفا منتكب قوسا معه راية على فرس أشقر في نحو ألف فارس فقلت من هذا فقيل هذا خزيمة بن ثابت الأنصاري ذو الشهادتين، وقد وردت هذه القصة في الحديث الذي رواه خزيمة بن ثابت ” أن النبي صلى الله عليه وسلم قد اشترى فرسا من سواء بنِ الحارث فجحده فشهد له خزيمة بن ثابت، فقال له رسول صلى الله عليه وسلم ما حملك على الشهادة ولم تكن معنا حاضرا فقال صدقتك بما جئت به.

وعلمت أنك لا تقول إلا حقا فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم من شهد له خزيمة أو شُهد عليه فحسبه” فلذلك كانت شهادة خزيمة بن ثابت تعدل شهادتين، وقد قال الخطابي في تفسير شهادة خزيمة إن الشهادة لا تُؤخذ من أي شخص فقط لأنه يُصدّق كل ما يسمع، ولكن أخذت شهادة خزيمة بن ثابت، لأنها لم تكن في أي شخص، بل كانت في حق الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، لما عُرف عنه من صدقه، وأمانته، ولذلك قُبِلت شهادته، وجعلها الرسول صلى الله عليه وسلم بشهادة رجلين، وأمّا الحافظ فقد قال في شهادة خزيمة إن سبب اختصاص الصحابي الجليل خزيمة بن ثابت، بهذه الشهادة دون غيره من الصحابة هو فطنته، وسرعته في المبادرة إلى تصديق الرسول صلى الله عليه وسلم في ذلك الموقف.

وقال ابن القيم في ذلك إن شهادة خزيمة بن ثابت كانت بشهادتين، لأنها تضمنت شهادته لرسول الله صلى الله عليه وسلم بالتصديق العام، بالإضافة إلى شهادة المؤمنين للرسول صلى الله عليه وسلم في ذلك أيضا، فعندما كان الصحابي الجليل خزيمة في ذلك الموقف وحده دون غيره من الصحابة، كانت شهادته بشهادتين، وقال إن شهادته وحده خاصة به، وقد قبلها الخلفاء الراشدين، ومن أخباره يوم صفين أن معاوية بن أبى سفيان أرسل إلى رجال من الأنصار فعاتبهم منهم خزيمة بن ثابت.

الدكروري يكتب عن شهادة خزيمة بن ثابت للنبي

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار