الدكروي يكتب عن العناية بالصلاة
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الدكروي يكتب عن العناية بالصلاة
إن الواجب على كل مسلم ومسلمة هو العناية بالصلاة التي هي عمود الإسلام، وهي أعظم أركانه بعد الشهادتين، فمن حفظها حفظ دينه، ومن ضيعها ضيع دينه ولا حول ولا قوة إلا بالله، ومن المحافظة عليها ومن إقامتها الخشوع فيها وعدم مسابقة الإمام، فيقول الله سبحانه وتعالى ” قد أفلح المؤمنون الذين هم فى صلاتهم خاشعون” ويقول النبى صلى الله عليه وسلم “أسوأ الناس سرقة الذي يسرق صلاته” قيل يا رسول الله، كيف يسرق صلاته؟ قال لا يتم ركوعها ولا سجودها ولما رأى النبي صلى الله عليه وسلم رجلا قد أساء في صلاته، فلم يتم ركوعها ولا سجودها أمره أن يعيد الصلاة، وقال له إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء، ثم استقبل القبلة فكبر، ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن.
ثم اركع حتى تطمئن راكعا، ثم ارفع حتى تعتدل قائما، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا، ثم ارفع حتى تطمئن جالسا، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا، ثم افعل ذلك في صلاتك كلها وكثير من الناس ينقرها نقرا، ولا شك أن ذلك منكر عظيم لأن من نقرها بطلت صلاته للحديث المذكور، فلابد من الطمأنينة في الركوع والسجود، والاعتدال بعد الركوع وبين السجدتين، مع الحذر من مسابقة الإمام، فإذا كنت مع الإمام فلا تسابقه، إذا كبر فلا تكبر حتى يكبر وينقطع صوته، وإذا قال “الله أكبر” راكعا، فلا تركع حتى يستوي راكعا وحتى ينقطع صوته، ثم تركع، وهكذا في السجود لا تسابق الإمام، ولا تكن مع الإمام، لا معه ولا تسابقه، لا هذا ولا هذا، يقول صلى الله عليه وسلم “إني إمامكم فلا تسبقوني بالركوع ولا بالسجود ولا بالقيام ولا بالانصراف”
ويقول صلى الله عليه وسلم “إنما جعل الإمام ليؤتم به، فلا تختلفوا عليه، فإذا كبر فكبروا، ولا تكبروا حتى يكبر، وإذا ركع فاركعوا، ولا تركعوا حتى يركع، وإذا قال سمع الله لمن حمده، فقولوا ربنا ولك الحمد، وإذا سجد فاسجدوا، ولا تسجدوا حتى يسجد وهذا الأمر واضح بين لكل من وفقه الله تعالى، ولكن بعض الناس لا يصبر، بل يسارع ويسابق الإمام، فالواجب الحذر من ذلك، ومما يعين على المحافظة على صلاة الفجر في وقتها وعلى أدائها في الجماعة هو التبكير بالنوم وعدم السهر، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يكره النوم قبل صلاة العشاء والحديث بعدها، فالمشروع لكل مؤمن ومؤمنة بذل المستطاع في المحافظة على أداء الصلاة في وقتها وعدم السهر بعد العشاء لأن ذلك قد يسبب النوم عن صلاة الفجر.
وينبغي أن يستعان بالساعة المنبهة على ذلك، كما ينبغي التعاون على ذلك بين الرجل وأهله في هذا الأمر، فلا بد من التناصح، والتواصي بالحق، والتعاون على الخير، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قبل حلول العقوبة، ثم يقول سبحانه وتعالى بعد الصلاة ” ويؤتون الزكاة” فالزكاة حق المال، يجب على المسلم أن يؤدي زكاة أمواله إلى أهلها، مخلصا لله، راجيا ثوابه، خائفا من عقابه، سبحانه وتعالى، وقد بين الله أهلها في قوله تعالى ” إنما الصدقات للفقراء والمساكين” ثم قال تعالى بعدها ” ويطيعون الله ورسوله” فبعدما ذكر سبحانة الصلاة والزكاة والموالاة بين المؤمنين والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قال “ويطيعون الله ورسوله” وهذا يعني في كل شيء، كما يطيعونه في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وفي الصلاة والزكاة، يطيعونه في كل شيء.