المقالات
الشعب المصري والتجربة الزيلانيسكية المجيدة
الشعب المصري والتجربة الزيلانيسكية المجيدة
كتب : وائل عباس
قصتنا اليوم تكاد تكون النسخة المترجمة أو الناطقة بالعربية لأحدى الأفلام الأمريكية ؛ والتى يلعب فيها بعض الفنانين المصريين معظم أدوار البطولة فى النسخة العربية ؛ ك تلك التى مرت علينا من قبل ؛ وأشهرها فيلم ” الرسالة ” والتى لعب فيها العالمى ” انتونى كوين ” دور البطولة للجمهور العالمى ؛ ولعب فيها البارع الراحل ” عبدالله غيث ” دور البطولة في النسخة العربية .
وقصتنا اليوم هى قصة الديمقراطية الزائفة التى ينادى بها عضو مجلس النواب الأسبق ” أحمد طنطاوي ” وهى النسخة العربية ؛ والتى يقوم على إنتاجها أجهزة المخابرات المعادية وعلى رأسها البريطانية والأمريكية .
وتم عرض النسخة الغربية منها بدور العرضوشاشا السينما والمنصات الأوكرانية والعالمية ؛ بل على معظم الأراضي الأوكرانية ؛ ودفع الشعب هناك مبلغا باهظا وما زال يدفع حتى الآن ؛ فقد أستبدل الأمن بالخوف ؛ والأستقرار بالتشرد ؛ وغامر بحريته على يد أصدقاء وحلفاء زائفون ؛ كان كل غيتهم هو تدمير عدوا لهم ؛ ولكن بدون أستخدام شعوبهم ومواطنيهم وجنودهم ؛ دفعوا المال والسلاح ولكن ضحوا بالشعب الأوكراني ككبش فداء على يد أحد خونة الأوطان هناك ؛
أنها “حربا بالوكالة ” :
دفعوا بممثل كوميدى فاشل وحملوه لواء الديمقراطية ؛ أختاروا لبطولة هذا الفيلم ؛ بطلا ونجما ” سوبر ستار ” ذو كاريزما عالية الهدوء ؛ تليق بهذا الدور الثورى تتسم ملامحه بالطيبة ؛ وتعكس ملامحه مصداقية زائفة ؛ أختاروا نجما بدرجة ” عميل خائن ” ؛ باع بنى وطنه وأهله وأرضه ؛ مقابل المال والشهرة والحماية ؛ والأمر لن يطول عن بضعة اشهر ثم يهرب زيلينسكى أوكرانيا بعد أن ضاع الوطن ؛ وتشردت الأسر ؛ وترملت النساء ؛ وأسر الرجال ؛ هذا هو زيلينسكى الغرب … !!!
أما عن زيلينسكى الشرق فنفس الملامح الهادئة ؛ والطيبة الذائدة والصوت الواثق ؛ وكأن مخرج النسختين العربية والغربية وفريق أعداد كليهما واحد .
ولكن من حقى كمشاهد أن اقتنع بالبداية حتى أعيش ذلك السيناريو لأخره ؛ دون ملل أو حتى أن اتوقع النهاية مسبقا … !!!
ولكن كيف اقتنع بذلك المنادى بالثورة والحرية والأستفتاء عبر صناديق الأنتخابات ؛ وهو أصلا ابن رجل فقير وقد أصبح خلال بضعة سنوات ” وهى سنوات الثورة وما بعدها ” ثريا يمتلك سيارات فارهة ؛ يذهب ليستجم ويدرس كما يدعى بدولة ك ” لبنان ” ؛ وأى دراسة تلك التي يتلقاها فى لبنان ؟ وعلى يد من يتلقاها ؟ ومن يدفع تكاليف تلك الرحلة السياحية في دولة لا استقرار فيها ؟ دولة لا توجد بها كهرباء إلا ٣ ساعات طوال اليوم كله !!!
ومن أين أتت تلك الثروة التى تملكها ؟ وكيف أتت ؟ وما هى المهنة التى تمتهنها ؟ ومن أين لك كل هذا ؟ وماهى خلفيتك السياسية لتتطلع للرئاسة وتطالب بتحكيم الصندوق ؟ وما هو موقفك من الأرهاب العالمى الذى هزمته مصر نيابة عن دول العالم أجمع ؛ وكيف كنت ستواجهه ؟ وما هو مشروع النهضة الذى أعدوه لك لتغازل به بسطاء الشعب المصري ؛ كما فعل خونة الأخوان وعملائهم من قبل .
اسئلة كثيرة لا أجوبة لها … ؟؟؟ وأصبح الغلاء وسوء الأحوال المعيشية التى يتعرض لها الوطن ؛ كما تعرضت لهه معظم دول العالم عدا الخليجية منها ؛ نتيجة الأزمات والحرب ؛ أصبح مدخلا لمن لا مهنة له ؛ لكل عاطل يسعى للثراء والشهرة ومدعى الثورجة ؛ وراكبى الموجات والأزمات .
” تحدى رئيس الجمهورية ” ذلك هو عنوان الخطاب المخاطب : هو الشعب المصري .
وطرفى التحدى ( ” رجل لا تاريخ له ” … ورجل عمره كله فى خدمة وطنه )
خلفية صاحب الخطاب : يسارية ينتمى إلى حزب يسمى الكرامة يترأسه ” حمدين صباحي ”
خلفية الطرف الآخر : بيت الوطنية وتاريخ مصر العسكري فى العصر الحديث ” ابن أصيل من أبناء الشعب المصري ؛ وأحد رجالات القوات المسلحة المصرية “
طرفا : يعمل ليل نهار من أجل وطنه وبنو شعبه ؛ ليل نهار رغم تجاوزه سن الستين عاما ؛ والطرف الأخر لم يتعدى الأربعين عاما ؛ لا مهنة ولا حرفة تذكر له ؛ رغم ثرائه الفاحش وعدم معاناته من غلاء الأسعار الذى يعانى منه الشعب المصري وسياحته الدراسية في عز تلك الأزمة .
تخدم عليه إعلاميا قناة ال BBc البريطانية رغم كلامه الأجوف ؛ دون سبب يذكر غير ” حبها الشديد للشعب المصري وأبنائه ” وحرصها على حريتهم ورخائهم .
يشكك صاحب الخطاب فى تأثر مصر بالأزمات العالمية كأزمة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية ؛ رغم تأكيد المؤسسات الدولية بأن مصر من أكثر البلاد التى تأثرت اقتصاديا نتيجة تلك الأزمات ؛ ويدعى أن لديه حلول لكل تلك الأزمات كما أدعى الإخوان من قبل … !!! وربما تأتى الحلول ولكن حلولهم فى أى مقابل … ؟؟؟
وأعجب العجب أن يتهم طنطاوى الرئيس السيسى أنه اسوء رئيس منذ مائتى عام … !!! وكأنه لا يعرف مبارك ونظامه وزبانيته ورجاله الذين سرطنوا الأرض ونهبوا خير هذا الوطن ؛ وتلك المرحلة من المؤكد قد غابت عن وعي كاتبى ومعدى هذا السيناريو الهابط ل ” زيلينسكى ” جديد ؛ أرادوا أن ينصبوه حاكما فى الشرق ؛ بعد أن استطاعت مصر أن تخرج من تبعية الغرب فى التسليح والزراعة والصناعة والبناء ؛ بعد أن قضت على العشوائيات وتجريف الأراضى ؛ وأعادت بناء الدولة من جديد ؛ فأصبح لها شبكة طرق تربطها ؛ ومحطات كهرباء لإدارة أعمالها ؛ أصبح لها عاصمة لا يستطيعون أن يحاصروها كما خططوا لمحاصرة القاهرة على يد الإخوان من قبل ؛ بعد أن أصبح للوطن ” درعا وسيف “
السيناريو الذى تم أعداده من قبل ويتم عرضه حاليا ؛ به مشاهد أخرى لاحقة ؛ قد تم إعدادها كخطة بديلة فى حالة فشل الأخوان فى الأستيلاء على السلطة ؛ تحت اسم ” زيلينسكى الشرق ” والذى يلعب البطولة فيه نجما جديد بعد أن فقد ” وائل غنيم ” و ” ايمن نور ” و ” محمد على ” وغيرهم … فقدوا بريقهم كنجوما زائفة لسرقة الأوطان .
هذا وللحديث بقية
الشعب المصري والتجربة الزيلانيسكية المجيدة