القصة الشاعرة بين الجَمْع التقني ومتغيرات العصْر الرقمي.
حماد مسلم يكتب عن
القصة الشاعرة بين الجَمْع التقني ومتغيرات العصْر الرقمي.
…محمد الشحات محمد رائد الجنس الادبي
القصة الشاعرة بين الجَمْع التقني ومتغيرات العصْر الرقمي.
* لا مفر من الإفادة من جهود الراسخين؛ الحكم لا بد أن يكون عن علم، عن درس، لا عن هوى، ثم إن أهمية التواصل تكمن في (معاودة الشرح والتوضيح) والمساعدة لفتح الباب أمام المتحققين والمهتمين لتناول فن القصة الشاعرة، وفقا لمحددات ومفاهيم دقيقة، ونماذج وتطبيقات تفيد منها الإنسانية، وهو ما يقتضي أن نبذل جهدا فائقا على كل الجبهات، وتهيئة المجال للجهود الأكاديمية، ونربأ بأنفسنا عن شخصنة الأمور، وسخافة (الأدعياء) والمتحولين (على حسب الريح) والإغراءات المتنوعة، أو فرقعات (الشو)؛ نحن نقرأ من نصوص القصة الشاعرة المبهرة، لا عن الناقلين دون وعي أو تمحيص، ولا يشغلنا عن مشروعنا من (يصرون على الحديث في شأنها عن غير علم بخصائصها وسماتها الجوهرية الفارقة، والمشتركة الموروثة عن الأجناس المولّدة لها)؛ ما يهمنا هو المبدع الحقيقي والباحث الجاد والمتطلعين للمعرفة، لاستشراف هذا الجنس الأدبي الجديد.
* إن التقنيات أو الموضوعات ليست سببا في تحديد النوع، ولكن عندما نعرف الوظائف التي تؤديها التقنيات في سياقات محددة، ونوعية الموضوعات، فقد يعدّ هذا أساسًا للفروق والتعريفات؛ المسألة ليست مجرد تنظير، وأذكر هنا مثلا:
إن النوفيلا الأوروبية لم يتم تعريفها حتى الٱن، بل إن بعض النقاد يعتبرونها ضمن القصة القصيرة، وعند دراسة تقنياتها يعتبرونها رواية قصيرة، ويستمرون في التغطية بالرجوع إلى أصل الكلمة الايطالي وبعض النماذج والدراسات الألمانية، ويركزون على النماذج الفرنسية والهولندية، والبرتغالية، حتى أن القواميس الإنجليزية والأمريكية لم تصل إلى تعريف محدد، وانما اعتمدت على عدد الكلمات أو الصفحات وبعض الأساطير، وفي كل يتفقون على المنطوق -وان اختلفت حروف الكتابة من بلد إلى أخرى- حرصا على الموطن الأصلي للمصطلح، وكذلك شعر الهايكو (haiku) الياباني، ليس له أي تعريف ومحددات، غير عدد الكلمات والمفارقة، تلك المفارقة الموجودة أيضا في النوفيلا والأساليب مختلفة، وليست المفارقة محصورة في النوفيلا أو الهايكو، إنما في مختلف الفنون، وبنسب متفاوتة، ورغم ذلك كان الحرص على أن يكون منطوق مصطلح (الهايكو) كما صدر من موطنه الأصلي (اليابان)، وكذلك مصطلحات أخرى، لم تسعفها الترجمة الإنجليزية، وحتى قصيدة النثر الذي لم يتم لها أي تعريف مانع ومازالت هناك مشكلات حول المصطلح، رغم أن الشعرية قد تكون في نصوص نثرية أكثر مما هي في نصوص النظم الموزونة والمقفاة أو غير المقفاة، بل إن مصطلح الشعر الحر اختلفت مفاهيمه بين الكُتَّاب، ورجع تاريخه إلى أصله الغربي في القرن الثامن عشر، ومازال بعض الكُتَّاب العرب يختلفون حول روّاده في القرن العشرين.
وإذا كان الأمر كذلك، فمن باب أولى أن نحافظ على منطوق المصطلح المصري: القصة الشاعرة (Alkesa Alsha’era) كما هو احتراما للموطن الأصلي الذي خرج منه المصطلح، وحقوق الملكية الفكرية، فضلا عن أن فن القصة الشاعرة له تعريفه ومحدداته وخصائصه الجمالية المميزة، وانتشر في مدة أقصر بكثير من مدة النوفيلا والهايكو وما يسمى قصيدة النثر والشعر الحر، ولم تقف القصة الشاعرة ضد أي فن أو شكل، وتم تطبيق قوانين الأجناسية على نصوصها المختلفة، ما يجعلها جنسا أدبيا يقف جنبا إلى جنب مع الأجناس الأخرى، وكذا يكون التعامل مع أي اختراع أو ابتكار علميا كان أو أدبيًّا!
القصة الشاعرة بين الجَمْع التقني ومتغيرات العصْر الرقمي.
لفن القصة الشاعرة محددات مفاهمية واصطلاحية، منحته التميز والمفارقة، وتعريف القصة الشاعرة يحررها، ويمنحها شخصية مستقلة وسمات خاصة ومستويات دلالية، وقد انتسب لهذا الفن عدد وفير من الكُتَّاب والمبدعين والنقاد والباحثين والدارسين، وللقصة الشاعرة حضور فاعل في المشهد الأدبي، والدراسة أكاديميا، وقد ورد عدد من نصوص القصة الشاعرة في كتب بعض الأساتذة التي يدرسها طلاب الجامعة، وللقصة الشاعرة (حضورها المتميز هناك على مستوى بحوث الامتحانات النهائية)، وحركة الرقمنة والنشر الإلكتروني، وإذا كانت اللغة الشاعرة تجعل الإبداع السردي عابرا للحدود، وإذا كانت الأجناس البينية الجديدة تعمل على اتساع نظرية الأدب عموما ونظرية الأجناس خصوصا، فليس شرطا أن تكون النثرية وحدها أساس بنية السرد، بل إن التفعيلة ضرورة سردية في القصة الشاعرة، حيث تتعدد الأنسجة مع الرمز والتكثيف، والتدويرات عروضيا وقصصيا وبصريا، وكذلك التبئير الرمزي والتضمين والاقتصاد وغيرها من عناصر تتضافر، وتتداخل التقنيات، كما تتعانق الفنون، ولا يمكن فصل بعضها عن بعض؛ لأن الجمع في القصة الشاعرة جمع تقني، وليس جمعا شكليا كما في المسرح الشعري أو المسرواية، وغيرهما، ولذلك فإن جنس القصة الشاعرة جنس جامع بين السردي والشعري تقنيًّا لا شكليا، ونَصُّ القصة الشاعرة نَصٌّ بَيْنيّ تشعبيّ جامع، يُمثّلُ سبيكة، لها رؤيتها ومشاركتها الحضارية الخاصة في التشكيل العالمي الجديد.
يقول جلبرت هايت في كتابه هجرة الأفكار:
“إن فترة تقدم الحضارة هي فترة تنتقل فيها الأفكار بحرية من عقل إلى عقل ومن بلد إلى آخر، ومن الماضي إلى الحاضر.. أما العصر البربري، والبلد الهمجي فهما اللذان يحاولان شل الاتصال، وحبس الأفكار” وفي عام 1868 أصدر إمبراطور اليابان مرسوم القسم، وقد ورد في عبارته الأخيرة: “سنبحث عن المعرفة في جميع أنحاء العالم”
وفي عصر المعلوماتية الرهيب، ومع النشر الإليكتروني ورقمنة الأدب والذكاء الاصطناعي وواقع التفاعل مع التكنولوجيا ومشاكل العصر، وصل جنس القصة الشاعرة إلى أكبر عدد من المتلقين على مستوى العالم، وهو ما ساهم بشكل كبير في الانتشار وتسجيل الرسائل العلمية، وانعقاد جلسات بعض المؤتمرات والورش (أونلاين) لطرح الجدليات الرائعة والأفكار الممتازة، وإن كانت الفخاخ كثيرة، فالعصف الذهني قد يبدأ من جدار على مواقع التواصل الاجتماعي، أو جريدة إليكترونية، وهو ما حدث بالفعل مع نشر نصوص القصص الشاعرة وبعض البحوث حولها، ودفع بعض الدول إلى إيفاد بعثات مختلفة، مع سهولة الاتصال بالمجلات المُحكمة، والنشر عبر الإعلام البديل (الإنترنت)
وقد خاض فن القصة الشاعرة معارك كثيرة، لم يلتفت فيها إلى “المَكْلمات” ومحاولات “الاستهداف”، وحمولات المتقولبين وغيرتهم، إنما ردَّتْ نصوص هذا الجنس الأدبي المائز العابر (القصة الشاعرة) على المعارضين وجرائم “التهكير” و”التشفير” وألاعيب “المتحوّلين” و”الأدعياء”، وألْسنة المناشير، كما كشف تحليلُ النصوص حاملي نفس حقيبة افتعال الفوضى واستغلال الظروف وتشابه الأسماء والمنصات والتُّهَم المُعَلَّبة، لاستبعاد المبدعين الحقيقيين، و”التشويش” على الرّوّاد من النقاد والإعلاميين والأكاديميين والناشرين ومؤسسات المجتمع المدني، والمهتمين بالريادة الثقافية ومواكبة مستحدثات العصر.
تجاوزت القصة الشاعرة المناهج النقدية المختلفة، والتي بدأت إرهاصاتها عند الفلاسفة، من قواعد “فن الشعر” لأرسطو، ثم تم الخروج عليها، بالمناهج المعتمدة على الظروف الخارجية/السياقية (تاريخي، اجتماعي، نفسي، ..) إلى أن جاءت المناهج الداخلية/النسقية (البنيوية، السيميائية) للاهتمام بدراسة النسق اللغوي الداخلي للنص، ومع الحروب العالمية والتشكيك في بعض الثوابت ظهرت المناهج ما بعد الحداثية (التفكيكية) لتعدد قراءات النص، ليأتي بعد ذلك الجنس الأدبي الجديد: القصة الشاعرة “جامعًا السردي والشعري والدرامي والمجازي والإيقاعي دفعة واحدة وفي حد تشكيلي بيني تشعبي تعددي تداخلي، وفي اقتصاد تعبيري جمالي ومعرفي متعدد ومتجادل، بصورة تكثيفية، تتجاوز الإقصاء والحدود”.
ولأن القصة الشاعرة ابنة الفكر الشبكي المنظومي والتخييل البيني التشعبي، فهي (القصة الشاعرة) مفتوحة على كافة الأشكال الجمالية، تأخذ من كل حد جمالي بطرف، ثم تعلو عليها جميعا بحدها الجمالي والمعرفي والتخييلي الخاص بها.
يقول الدكتور أيمن تعيلب- عميد كلية الآداب جامعة السويس الأسبق:
“القصة الشاعرة من أعقد فنون القول، وليس أسهلها، كما شاع وهما من النقاد المتسرعين الذين اكتفوا بالجلوس على كرسي النظرية النقدية المريح متهمين مقصين منددين ..؛ ومن هنا غاب عن وعيهم النقدي الراسخ المتخشب أن جنس القصة الشاعرة جنس تخوم لا جنس حدود، جنس انتشاري لعوب ينتشر وينسرب في جميع حدود الفنون دون أن ينحصر في حد إحداها، بل يعلو عليها جميعا لأنه ينبع من تصور معرفي تخييلي جديد للعالم.” ( ١).
ويقول الدكتور محمد فكري الجزار: “بفضل الجنس الأدبي الجديد: “القصة الشاعرة”، أمكن لنظرية الأجناس خصوصا ونظرية الأدب عموما، أن تحقق ثلاثة أمور لم تكن موجودة من قبل “القصة الشاعرة، هي:
١- انتفاء مساحة الفراغ بين الأجناس الأدبية.
٢- تواصل الأجناس الأدبية، بشكل يؤسس لوجود مفاهيم جديدة في خطاب نظرية الأدب.
٣- انضباط التبادل التقني ما بين الأجناس الأدبية وبعضها بعضا.” ( ٢).
مئات من البحوث المُحكّمة والقراءات النقدية لرموز متحقّقين، ومثلها لقاءات وأخبار وتحقيقات وتقارير عبر وسائل الإعلام، وعدد من الرسائل العلمية في جامعات محتلفة، ومؤتمرات سنوية، للتفكر والنقاش المباشر، وطرح الجنس والفروق والعلائق والمشابهات والتفرّدات، وندوات وورش، ورصد وتحليل وتقييم، وحضور ومسابقات وعشرات الكتب، بالإضافة إلى “موسوعة القصة الشاعرة”، واستثمار تجربة الأدب الرقمي وتعاون بين كيانات ثقافية وتنموية والتفاف وطني، لدعم المشروعات الكبرى ومواجهة الإرهاب والتطرف الفكري، ولا تزال الجهود في هذا “الماراثون” مستمرة والتحديات كبيرة، ولا يزال مبدع/ناقد/باحث القصة الشاعرة منشغلا بما لا ينتهي، وأحسب أن إلقاء الضوء على هذه المرحلة التأسيسية لفن القصة الشاعرة أمر مهم بالتوازي مع مدارسة تراكم المنجز وتفرداته جماليا وموضوعيًّا والمقاربات مع الفنون العالمية واتساع الترجمات والوعي بالقضايا المشتبكة مع متطلبات الواقع.
خصائص القصة الشاعرة( ٣).
١- مركزية القص: يعبر مصطلح “القصة الشاعرة” عن مركزية القصة أولا، ثم تكون الصفة “الشاعرة” لتحريك الحد الفاصل بين القص والشعر بما يسمح للقص بالاستعانة بخصائص الشعر، دون أن تتأثر ماهيته بما هو قص. إذن، فالحدث والشخصية أصلان في القصة الشاعرة، تضعهما قيد التصرف الإبداعي بهما؛ لتحقيق صفتها، وتمييزها من القصة الخالصة، لتكون جنسا أدبيا (جديدا)
٢- التفعيلية: في القصة الشاعرة تعتبر التفعيلة أو التفعيلات التدويرية من التقنيات الأساسية؛ لضبط علاقة الموصوف: القصة بالصفة: الشاعرة.
٣- المجازية: إن عامل التفعيلة على محور الاختيار في القصة الشاعرة يضيف إلى المجاز النصي الكلي الذي للقص المجازَ التركيبيَّ الذي للشعر، وهكذا يصبح هذا الجنس الجديد مجازيا بامتياز، دون أن يخل ذلك بمركزية القص، وتتضافر اللغة العادية واللغة الشعرية تركيبا وسياقا في إنتاج القصة الشاعرة، لتتجاوز التركيب إلى البنية الكلية للنص.
٤- الوعي والموضوع: يقول الدكتور محمد فكري الجزار: “القصة الشاعرة جنس جامع بين السردي والشعري، ليس جمعا شكليا كما في المسرح الشعري، بل هو جمع تقني لا يتميز فيه هذا من ذاك”، ومن المقومات الأجناسية المائزة للقصة الشاعرة والمستندة إلى متغيرات العصر الرقمي، أن السردية والشاعرية تقنيتان في القصة الشاعرة والسياق النصي هو البنية الضابطة لامتزاج التقنيتين، دون إمكان لفصلهما وإن فصل بينهما إجرائيا؛ لأن إدماج الإيقاعين: التفعيلي والسردي، يعمل على القراءة المتصلة (قراءة النفس الواحد)، فالتفعيلة في القصة الشاعرة ضرورة سردية، ومن هنا تأتي أهمية التدويرين: العروضي والقصصي
٥- الاقتصاد الإبداعي: طبيعي أن الانتقاء الدقيق سواء من العناصر السردية، أو التراكيب المجازية وحتى التفعيلات (صافية، مركبة) في القصة الشاعرة جعل هذا الجنس الأدبي يحقق أعلى درجات الاقتصاد اللغوي
٦- جدل الشفاهي والكتابي: إن الانتقائية المفرطة التي تحدثها القصة الشاعرة تفرض تضافر زمان السرد ومكان المسرود، كما يتضافر زمان الإيقاع التفعيلي مع مكان الدوال؛ قيتم تعويض غياب بعض العناصر –ظاهريًّا- بطبيعة التراكيب والعلاقات، و”جنس القصة الشاعرة يعتمد نوعا من جدل الشفاهي بحكم قصصيتها والكتابي بحكم وسيطها الاتصالي (قناة الاتصال) إضافة إلى شاعريتها”
ومن السمات المميزة للمضمون في القصة الشاعرة
١- القصدية الإبداعية
هي “معيار نقدي حاكم لتحديد نوع الجنس الأدبي، فالمبدع حين ينشئ أدبًا فإنه يعي بالضرورة جنس هذا الإبداع، وهذا التحديد للنوع الأدبي يسبق بطبيعة الحال عملية الإنشاء الأدبي”( ٤).
وتعد القصدية الإبداعية سمة من سمات القصة الشاعرة، أو شرط من شروط الكتابة التي تجعل إطار النص مختلفًا عن الأطر السابقة،
والقصدية الإبداعية ثلاثة أقسام: قصدية النص، وقصدية المؤلف، وقصدية المتلقي، وهذه الثلاث قصديات تتكامل لتنتج لنا القصدية الإبداعية في النص
٢- التدوير القصصي
هو تقنية سردية تعمل على سيادة السرد على التفاعيل، وتجعل من البناء كلا ممتزجًا لا انفصال فيه، وتجعل من التدوير الشعري آلية سردية لازمة لهذا البناء، مما يجعل القص متبطنًا النص من أوّله إلى آخره.
و”التدوير القصصي” مصطلح جديد وضعه “محمد الشحات محمد” مع نصه ليصبح سمة مميزة للنص، فهو يقصدها ويقصد تسميتها بذلك، ومن وظائفه ربط الجمل القصصية ذات الدلالات المختلفة والصور الفنية والأحداث بعضها ببعض – نفسيًّا أو معنويًّا- من خلال التغلب على التفاعيل وسيادة السرد، للتأثير على الصور الذهنية التي يُكوّنها القارئ، ولا شك أن هذا يتبطن به الأسلوب المستخدم في صياغة الأحداث ودمجها.، ومن ثمَّ فإن التفعيلة أصبحت ضرورة سردية في القصة الشاعرة، وعليه فالتدوير القصصي يؤدي إلى التماسك القصصي والسردي إذ أن الصور موزعة على الجمل بشكل متناوب لا يمكن إغفال إحدى الجمل عن الأخرى، فالصورة الكلية مقسمة بين تلك الجمل التي تحمل كل منها صورة تختلف في مضمونها ومدلولها عن الجملة التالية.” ( ٥)
٣- التبئير الرمزي
هو تلك البؤرة التي ترتكز حولها جميع الصور المتناثرة، “فلا يبقى التنافر بين البؤر الداخلية والخارجية للرموز المختلفة في النص وإنما تجتمع جميعها تحت ارتكاز واحد يضم دلالة لجميع تلك الرموز المختلفة.” ( ٦)
٤- التكثيف ويعتمد على قدرة الكاتب في انتقاء عناصرة واختيار مفرداته
٥- علامات الترقيم، والفضاءات البصرية، للدلالات والوقف والابتداء.
من الأجناس الأدبية الجديدة:
* بالمعنى الاصطلاحي:
– القصة الشاعرة
– القصة القصيرة جدا.
– الإبيجراما
* الجديد بمعناه الفني: يتسع، ليضم ظواهر الأدب الرقمي.
ومن ظواهر الأدب الرقمي:
– القصة الشاعرة
– رواية الشات
– يوميات الميديا
– أدب المدونات
– المونو دراما
– عودة المقالات القصصية
* والقصة الشاعرة حاضرة في المعنيين: الاصطلاحي والفني، وقد كتب حول القصة الشاعرة أكثر من مائتي مبدع وناقد وأكاديمي، ووصلت عدد النصوص إلى حوالي خمسمائة، على امتداد الوطن العربي، وهو عدد غير قليل بالنسبة لعمر هذا الجنس الأدبي ومتطلباته
* من المشاركين في تنظيم مؤتمرات القصة الشاعرة:
– جمعية دار النسر الأدبية – الهيئة العامة لقصور الثقافة
– مؤسسة شرف للتنمية المستدامة
– مركز عماد على قطري للإبداع والتنمية الثقافية
– ملتقى السرد العربي – دار الزيات للنشر والتوزيع – جريدة الحوار الجديد
– اتحاد الكتاب الأردنيين، ومنارة العرب للثقافة والفنون
– مجلة الدراسات الأفريقية والعربية – المجلة العربية مداد – مجلة ضاد
* من الأماكن التي عقد فيها “المؤتمر العربي للقصة الشاعرة”
– المجلس الأعلى للثقافة
– مكتبة مصر العامة
– مكتبة المستقبل
– مركز الحسين الثقافي (الأردن)
– النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر
– مركز السينما والحضارة بالأوبرا
– هيئة خريجي الجامعات
نموذج من الورش التي تم عقدها حول فن القصة الشاعرة
نص: “هجرسة الخشيش” لـ محمد الشحات محمد
ضمت الورشة مناقشة النص من جوانب: الوزن (فعولن مفاعلن) والمضمون وشكلي الكتابة، وطبعا التبئير الرمزي والتدويرات (عروضي، قصصي،..) والفضاءات البصرية وتوظيف الزمكانية وعلامات الترقيم، والإحالات الدلالية، ثم الخلفيات (موسيقى، صور، فنط الخط وألوانه، ..)، الأساليب مع الرمز والتكثيف والمرجعيات الثقافية، وتنوع الشكل الكتابي والقراءات، والفروق والمشابهات مع الفنون الأخرى، والأثر:
الشكل الأول: هجْرسةُ الخُشَيش
بِمَرْوحة المُسوخِ..
عِكْرِشةٌ تنمَّرتْ بغزالةٍ..،
أشارتْ محبة..،
تَخَمَّرتِ الفروعُ،
مدَّتْ على السُّقُوفِ..،
أسْقَطَتِ الغزالةُ البَوَّ..،
فاستوى على عرْشِ غابةٍ:
هضَمْتُ كبيرَكمْ، وحانَ الـ..
فَهجْرسَ الغزالُ الخُشَيْشَ..،
ألْقتِ الأُسْدُ حبْلَها..
هُنَا اسْتَيْقَظَ النَّهارُ
فَوْقَ سَتَائري.
الشكل الثاني: هجْرسةُ الخُشَيش
بِمَرْوحة المُسوخِ.. عِكْرِشةٌ تنمَّرتْ بغزالةٍ..، أشارتْ محبة..، تَخَمَّرتِ الفروعُ، مدَّتْ على السُّقُوفِ..، أسْقَطَتِ الغزالةُ البَوَّ..، فاستوى على عرْشِ غابةٍ: هضَمْتُ كبيرَكمْ، وحانَ الـ.. فَهجْرسَ الغزالُ الخُشَيْشَ..، ألْقتِ الأُسْدُ حبْلَها..
هُنَا استَيْقَظَ النَّهارُ فَوْقَ سَتَائري.
—
ويتبقى .. بفعل قصدي كان ابتكار وتأسيس الجنس الأدبي “القصة الشاعرة”، لإثبات الحضور الأدبي العربي الفاعل في مشهد التطور العالمي، وتقديم قالب/ وعاء بيني تشعبي يتفوق على ما هو موجود، ويواكب متغيرات العصر، فَتحققت على نصوصه قوانين الأجناسية، وحقق ثباتا وحضورًا بتميز استثنائي!
**