اخبار

المحبوب من الشجر والحجر والجبل

المحبوب من الشجر والحجر والجبل

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

الحمد لله كما أمر وأشكره على نعمه وقد تأذن بالزيادة لمن شكر، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولو كره ذلك من أشرك به وكفر، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله سيد البشر الشافع المشفع في المحشر، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان ما إنبلج فجر وإنفجر وسلم تسليما كثيرا، أما بعد عندما نتكلم عن رسول الله المصطفي صلي الله عليه وسلم، فنتكلم عن الرحمة المهداة و النعمة المسداة كنا على شفا حفرة من النار فأنقذنا الله به، فحديثا عن أروع قصص الحب و لكن من المحب ؟ ومن المحبوب ؟ وما نوع الحب ؟ أما المحب فالشجر والحجر والجبل والسهل والحيوان والطير والحديث عن حب البشر له فشيء آخر وحديث آخر ما بالكم بحب أعين إكتحلت بالنظر إلى وجهه الكريم وآذان تلذذت بسماح حديثه ما بالكم بحب من جالسه وعاشره. 

 

صلى الله عليه وسلم لا شك أنه حب لم يشهد مثله على وجه البسيطة، أما المحبوب فهو خير من مشى على الأرض وخير من طلعت عليه الشمس بل هو شمس الدنيا وضياؤها بهجتها وسرورها ريقه دواء ونفثه شفاء وعرقه أطيب الطيب أجمل البشر وأبهى من الدرر يأسر القلوب ويجتذب الأفئدة متعة النظر وشفاء البصر إذا تكلم أساخت له لقلوب قبل الأسماع فلا تسل عما يحصل لها من السعادة والإمتاع كم شفى قلبا ملتاعا وكم هدى من أوشك على الهلاك والضياع، وقال ابن الجوزي رحمه الله في وصفه من تحركت لعظمته السواكن فحن إليه الجذع وكلمه الذئب، وسبح في كفه الحصى وتزلزل له الجبل كل كنى عن شوقه بلسانه يا جملة الجمال، يا كل الكمال، أنت واسطة العقد وزينة الدهر تزيد على الأنبياء زيادة الشمس على البدر، والبحر على القطر والسماء على الأرض. 

 

أنت صدرهم وبدرهم وعليك يدور أمرهم، أنت قطب فلكهم وعين كتبهم وواسطة قلادتهم ونقش فصهم وبيت قصدهم، ليلة المعراج ظنت الملائكة أن الآيات تختص بالسماء فإذا آية الأرض قد علت، ليس العجب إرتفاع صعودهم لأنهم ذوو أجنحة، إنما العجب لإرتفاع جسم طبعه الهبوط بلا جناح جسداني، فالمحبوب هو رسول الله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، أما نوع الحب فيكفي أنه حب أنطق الحجر وحرك الشجر وأبكى الجذع وأسكب دمع البعير فما بالك بإنسان له جنان يفيض بالحب والحنان ؟ وروي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال كان المسجد مسقوفا على جذوع من نخل فكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خطب يقوم إلى جذع منها فلما صنع له المنبر وكان عليه فسمعنا لذلك الجذع صوتا كصوت العشار حتى جاء النبي صلى الله عليه وسلم فوضع يده عليها فسكنت ” رواه البخاري. 

 

وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقوم يوم الجمعة إلى شجرة أو نخلة فقالت امرأة من الأنصار أو رجل يا رسول الله ألا نجعل لك منبرا قال إن شئتم فجعلوا له منبرا فلما كان يوم الجمعة دفع إلى المنبر فصاحت النخلة صياح الصبي ثم نزل النبي صلى الله عليه وسلم فضمها إليه تئن أنين الصبي الذي يسكن قال كانت تبكي على ما كانت تسمع من الذكر عندها” رواه البخاري، وزاد في سنن الدارمي بسند صحيح قال أما والذي نفس محمد بيده لو لم التزمه لما زال هكذا إلى يوم القيامة حزنا على رسول الله صلى الله عليه و سلم، فأمر به فدفن، وكان الحسن رحمه الله يقول يا معشر المسلمين الخشبة تحن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم شوقا إلى لقائه فأنتم أحق أن تشتاقوا إليه. 

 

وعن عمرو بن سواد عن الشافعي رحمه الله ما أعطى الله نبيا ما أعطى محمدا فقلت أعطى عيسى إحياء الموتى، قال أعطي محمدا حنين الجذع حتى سمع صوته فهذا أ

كبر من ذلك.

المحبوب من الشجر والحجر والجبل

المحبوب من الشجر والحجر والجبل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى