المدينة تسرق اعمارنا بالنحيب
حين نشعر
الصحفي والشاعر / جاسم العبيدي
ان الشوارع تخلو من الهمس
وان المرافيء تسحب احلامنا
يتكدس بوح التصحر فينا
ويسرقنا الليل
تخفق اعمارنا
في الشوارع تحضن قاماتنا هلعا
وان الجهات التي اسرتنا تمسد اضلاعنا
قلقا
تودع العمر
تلهو على وجع
ثم تغمس اضلاعنا بالمرارات
تعتصر الهم فينا
وشيئا فشيئا
يقتفي الصمت اقدامنا
ويرتعش البحر في جوفنا
دبقا
يلهث البحر خلف المرافي باسمائنا
ويمحو من الرمل احلامنا
ويمنحنا وطنا
لا نساوي به حفنة من تراب
•
حين نشعر انا انزلقنا الى الهاوية
وان المدينة تسرق اعمارنا بالنحيب
وان السويعات صارت تدور بنا
وانا سنرحل مهما التصقنا بها
حين دارت بنا دورة للرحيل
وكنا هنا لا ندور
وتبقى الرياح تلملم اعناقنا
على عجل
وتنفذ فينا
ايها العمر كم ضقت فينا وكم
اوجع الهم اعمارنا
أي حلم تسوق الينا
ونحن الذين تبعثر وجه الحقيقة فينا
وسارت بنا الريح مذ عرفتنا كما تشتهي
فاصبح ماكان فينا جوى
لا يلم من الارض اشتاتنا
فقمنا جزافا
ومتنا جزافا
ولا شيء غير التصاريح
تكنس عبر الحدود جواباتنا
والطوابير تنمو وترحل فينا
كالوجوه التي قد الفنا هواها
لم تعد
غير محض افتراض
•
وحين اكتشفنا
بان الحكايات زيف
وان المروءات زيف
وان جحيم خطانا تدورعلينا يقينا
ومن دون ان نرتوي من ظما
وان نسترد على وجع خيبة قد تدلت باعناقنا
صار فينا الزمان غريبا
وصار لنا العشق ذنبا
وصار لنا العيش محض افتراء
وصار …وصار
واضحت لنا عربات الخديعة جوعا يطاردنا
فمن ذا سيوقد فينا النبوءات
ومن ذا سيستل سيف المرارة من جوفنا
ولم تبق فينا سوى تصاويرنا
على النار هادئة تحرقها المدفاة
•
ولما عرفنا بان المدينة
جرح عميق يحز حناجرنا
شجر يوقد فينا التوحد والموت
رحنا نلم اصابعنا من فتات السجائر
وكان علينا الخروج بالامنا
نمنح اوجهنا للمدينة
نكنس كل الجروح التي اورثتنا الوداعة
صمتا ونمضي
الى حيث لا يرجع الراحلون