
المرأة المسلمة ودورها في توطيد العلاقات.
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله، الحمد لله بارئ النسم، ومحيي الرمم، ومجزل القسم، مبدع البدائع، وشارعِ الشرائع، دينا رضيّا، ونورا مضيّا، أحمده وقد أسبغ البر الجزيل، وأسبل الستر الجميل، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة عبد آمن بربه، ورجا العفو والغفران لذنبه، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وأتباعه وحزبه صلاة وسلاما دائمين ممتدين إلى يوم الدين أما بعد إن من مهام المرأة المسلمة هو أن توطد العلاقات الحميمة بين الأقارب من صلة للأرحام وزيارة للمرضى ومشاركة في الأفراح بغير إختلاط أو أعمال تنافي الشريعة الإسلامية وغير ذلك من أعمال الخير مما يشيع روح التعاون والمحبة، فتنشأ الأجيال على مُثل الإسلام، وقيمه السامية بالتعامل الطيب وبالمحاكاة الودودة، وعلى المرأة المسلمة.
أن تشجع كل بادرة خيرة تبدو من أجيالنا الناشئة، فتهنئ بنجاحهم، وتفرح لتفوقهم، أما ما نسمعه عن خروج التافهات إلى الساحات العامة ليشجعن المباريات، فذلك ليس من التشجيع المشروع، فضلا عن أنه لا يدل بحال على وعي المرأة المسلمة وكذلك المرأة عموما لما يناسبها من مهام، وبالمقابل أن تتيح الفرصة لمناقشة الصغار وسماع آرائهم وتقدير أعمالهم الناجحة دون ضجر، ولنذكر أن من يعتبره بعض الناس طفلا كثير الثرثرة قد يكون ممن له شأن في المستقبل، وكثرة أسئلته ما هي إلا دليل على قوة ملاحظته وتعبير عما يجيش في نفسه التواقة للمعرفة والاطلاع ولا ننسى الأثر الطيب في توجيه الصغار وتشجيعهم، فعلينا ألا نبخل بكلمة طيبة نشجع بها صغارنا، فالكلمة الطيبة صدقة، والتوجيه الهادف لن يعدم له أثر، والكلمة المخلصة تصل إلى القلوب بلا حواجز.
وكما أن من المهام الأساسية للمرأة المسلمة هو أن تساهم في تحصين الأجيال بالثقافة الأصيلة والعقيدة الصحيحة، ولا تترك قيادة الأجيال بيد العابثات اللاتي يركبن كل موجة من أجل الوصول إلى أهدافهن في تخريب النشء، فمن خلال مشاركتها في المراكز الثقافية وعدم ترك هذا المجال الهام لغيرها من صاحبات المذاهب الهدامة، ممن جعلن همهن أن تكون هذه المراكز بؤرة للإفساد ووسيلة للتخريب، ومن الصور المشرفة مساهمة المسلمة في الجمعيات النسائية الخيرية لتحافظ على وجهتها السليمة من خلال مشاركتها بما تقدر عليه، بالمحاضرات والندوات والنشاطات الاجتماعية الطيبة والمتنوعة فتصبح تلك فرصة طيبة لها للتعلم والتعليم وتوجيه الأجيال، فتستفيد وتفيد في آن واحد.
ورب كلمة طيبة ونصيحة مخلصة تأخذ بيد الأمهات والمعلمات والمربيات نحـو الخير، وتبعدهـن عن الأخطار التربوية، وتصل بالنشء إلى التقدم والفلاح، وإننا إذ نطلب مساهمات المرأة والإستفادة من عمرها الذي ستسأل عنه وعن علمها الذي تعلمته، لا نعني بذلك التزامها بعمل رسمي مهني تداوم فيه ولو أدى ذلك إلى إهمال حق زوجها ورعاية أبنائها، ولا نعني المرأة العاملة التي تعود إلى بيتها مكدودة الجسم مثقلة النفس بهموم العمل، فكيف بأمثال هذه المكدودة المتعبة أن تفيد الأجيال التي تنتظر اللمسة الحنون منها، فلا يجدون لديها إلا الزجر والتأنيب لأن أمهم متعبة وتريد أن ترتاح من عناء العمل طوال يومها، وبنفس الوقت لا يعني هذا أن تترك الأعمال الممكنة التي تتناسب مع فطرتها ولا تشق عليها كتطبيب النساء وتعليمهن الخياطة ونحوها ولا تترفع عن أعمال يمكن أن تسد بها ثغرة طيبة في مجتمعها.