الملاعبة والمداعبة والمؤانسة للزوجة
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأربعاء الموافق 11 ديسمبر 2024
الحمد لله الذي كتب علينا الإحسان ونهانا عن الفجور والفسوق والعصيان،
وأشهد أن لا إله إلا الله الكريم المنان وأشهد أن سيدنا محمدا النبي المصطفى العدنان اللهم صل وسلم عليه صلاة دائمة تشفع لصاحبها يوم العرض على الملك الديان وبعد إن من حب النبي صلي الله عليه وسلم للسيده عائشة رضي الله عنها هو ما قالته السيدة عائشة
حيث قالت “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطيني العظم فأتعرّقه، أي آكل ما بقي فيه من اللحم وأمصه، ثم يأخذه فيديره حتى يضع فاه على موضع فمي” فأي حب وأي مودة منه صلى الله عليه وسلم لأزواجه؟ وهو في بيته كان صلى الله عليه وسلم لا يأنف من أن يقوم ببعض عمل البيت ويساعد أهله،
سئلت السيدة عائشة رضي الله عنها “ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته؟
قالت كان يكون في مهنة أهله، أي في خدمتهم، فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة ” وفي رواية عند الإمام أحمد ” كان بشرا من البشر، يفلي ثوبه ويحلب شاته ويخدم نفسه، وفي رواية أخرى ” كان يخيط ثوبه ويخصف نعله ويعمل ما يعمل الرجال في بيوتهم”
ثم إنه صلى الله عليه وسلم كان يتحمل ما يصدر من نسائه ويعذرهن فيما يصدر منهن فقد دخل إحدى الليالي بيت إحدى نسائه ولم تكن ليلتها وإنما دخل ليبول فلما خرج وذهب إلى الأخرى التي هي ليلتها أغلقت عليه الباب ولم تفتح له فكان يقول لها إنما دخلت من أجل البول
وهي مصرة على الإغلاق فلما فتحت لم يغضب عليها ولم يضربها مع أنها فعلت فعلا كبيرا لكنه صلى الله عليه وسلم عذرها وعفى عنها، وها هو يحن على أزواجه ويعطف علهن فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال.
“خرجنا إلى المدينة قادمين من خيبر، فرأيت النبي يحوّي لها، أي لصفية وراءه بعباءة، ثم يجلس عند بعيره فيضع ركبته، وتضع صفية رجلها على ركبته حتى تركب” هذا هو رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم زوجا وهذه هي بعض معاملاته وأخلاقه مع أزواجه فقد كان أفضل الأزواج
على الإطلاق، فهل للأزواج اليوم أن يحسنوا معاملة ومعاشرة أزواجهم كما كان نبيهم المصطفي صلى الله عليه وسلم، وهل للأزواج أن يغيروا من أسلوب القهر والظلم على الزوجات، فإني آمل أن تكون حيات النبي صلى الله عليه وسلم قدوة لنا نجعلها نصب أعيينا في التعامل مع أزواجنا، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وأزواجه، وإن الملاعبة والمداعبة والمؤانسة للزوجة لها صور متعددة.
فلقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يطعم زوجاته ويسقيهن بيديه الكريمتين الشريفتين الطاهرتين،
وقد تعجب أيها الزوج من هذه المعاملة ولربما سفهت منها وتذمرت من صنيعها، لكنه الواقع يحكيه لك رسولك المصطفي صلى الله عليه وسلم حيث يقول لسعد بن أبي وقاص رضي الله عنه لما زاره في بيته وهو مريض،
قال له ” حتى اللقمة تضعها في في امرأتك يكون لك بها صدقة ” فما أجمل الإسلام وما أشمل تعاليمه،
لقمة لكنها تقرب الزوجين إلى أن يسكن أحدهما إلى الآخر، لقمة لكنها تهدف إلى إيجاد محبة ومودة بين الزوجين، لقمة لكنها ترسم الإبتسامة على شفتي زوجين متحابين،
إنها لو تأملتها أخي الزوج المبارك هي والله لقمة لا تقدم ولا تؤخر، لكنه الشعور والتضامن عقب هذه اللقمة من حسن العشرة ورقة الطبع وتآلف القلوب.