قصة

الواد الجن

جريدة موطنى

الواد الجن

قصة قصيره

بقلم .م محمود عبد الفضيل

في إحدى الليالي حالكة السواد وبعد أن جمعنا محصول القمح طلب مني الوالد المكوث في الحقل لحراسه المحصول من السرقة. كان الهدوء يسيطر علي المكان باستثناء أصوات الضفادع ونباح بعض الكلاب الضالة التي تتشاجر طوال الليل

ونسمات الصيف تتداعب أوارق الأشجار المزروعة علي جانبي الحقل بجوار الترعة التي نروي منها الزروع والثمار. ولجت إلى داخل الكوخ وأخذت السنارة وتوجهت إلى شاطئ الترعة لاصطياد الأسماك كهواية اقتل بها الوقت في هذا الليل البهيم.

بدأت في الصيد وكان الرزق وفير حتى خرجت سمكة كبيرة الحجم جميلة المنظر في السنارة وتعجبت من تلك السمكة لجمالها وألوانها الجذابة وحجمها الكبير و تعجبت ما آتي بها إلى تلك الترعة المليئة ةبالنفايات ومخلفات القرية والحيوانات النافقة. وكيف عاشت في هذه البيئه الملوثة ومن اين اتت؟ 

وضعتها في الكيس المعد لحفظ الاسماك واكملت الصيد الا انني لاحظت حركه غير مألوفه خلفي. ألتفت الي الخلف فوجدت فتاه في غايه الجمال والروعة وذات صوت رقيق. لم اتمالك اعصابي من هول المفاجاه وفي ثوان تذكرت جميع الحكايات والقصص التي كان ترويها جدتي عن النداهه والعفاريت وعالم الجن وما كان يرويه لي ابي واعمامي عن قصص العالم السفلي والاشخاص الذين تعرضوا للخطف تحت الارض من اهل القريه القدامى حيث لم يكن هناك كهرباء او عمار.القيت بالسناره في الترعه وهرولت الي الكوخ في الموجود في اول الحقل والقيت بجسدي علي الحصيره لالتقاط انفاسي واستيعاب ما حدث ولكني وجدت تحت راسي ما يشبه الوسادة في رقتها وليونتها نظرت الي الاعلي فاكتشفت ان تلك الفتاه موجوده في الكوخ وانا انام علي فخدها. صعقت للمره الثانيه وسالت الي اين اذهب في هذه الليله الداميه

ابتسمت وحاولت تهدئتي وانا في غايه الرعب وشرحت لي انها من اهل الجن وغضب عليها ملك الجن وحولها الي سمكه نظرا لانها رفضت الزواج من ابنه الامير

شمهورش وانني عندما اخرجتها من الترعه فانني اطلقت سراحها وعادت الي طبيعتها وان الحل في الخروج من قبضه ملك الجان ان تتزوج باسرع فرصه وعرضت علي الزواج. لم أستوعب كل هذه الأحداث دفعة واحدة ولكن جمالها الاخاذ ورقتها وكذلك احساسي بصدقها بدات في الاطمئنان والاستيعاب خاصة انها اخبرتني انها ستكون ملكي وتدين لي بالفضل في انقاذها من قبضه ملك الجان والامير شمهورش.تم الزواج في الكوخ في تلك الليله واصبحت زوجتي وطلبت من والدي ان اقوم بحراسه الارض ليلا حتي اقضي معها الليل نتسامر وتقص علي الحكايات العجيبه عن هذا العالم المثير ومملكه العالم السفلي. مرت الايام واخبرتني انها حامل واستاذنت في الذهاب الي تحت الارض لتضع المولود وتخبر اهلها بالزواج الميمون وتأتي لتستمر معي في رحلة الكفاح في هذه الحياه الصعبة.

بعد اسبوع عادت بالابن وكان علي هيئه انسان ولكن بشعر احمر وعيون زرقاء اللون وابيض البشره ويشبه امه الي حد كبير.

واتفقت ان نسميه عامر حتى يكون من عمار المكان. وكما يحدث في الحياه العاديه كانت شيرسان زوجتي الجنيه تغار علي عند محادثه احد الفلاحات وتشتد المشاجرات بيننا في اوقات كثيرة بسبب مزاحي الدائم مع قريباتي الفتيات وكان دور عامر ان يخبر امه عن كل صولاتي وجولاتي ومصاريفي ومكاسبي وكأنه كاميرا مراقبة تلتصق بي

وكانت شيرسان تطلب مني كل فتره دعوه اهلها لزيارتها وكمْ كان هذا مكلفا لي خاصة ان اهل القريه تعجبوا من شرائي كميات من العظم اكلة نسايبي المفضله كل فتره رغم انني لا أقتني كلاب. ومع ضغط والدي علي زواجي من احد بنات القريه بدات الكوابيس تطارد والدي وكلما ارغمني علي التقدم للزواج من احد الاسر ترسل شيرسان ابنها عامر لافساد الجلسه ويكون نصيبي ومن معي الطرد من اهل العروس حتي يأس والدي من موضوع زواجي وصرف النظر عنه نهائيا. مرت الايام بسرعه واصبح عامر شابا يافعا وطلبت شيريان ان نقوم بتزويجه ولكن كان السؤال هل سيتزوج انسيه ام جنيه فهو خليط بين النوعين ولم نجد حل لتلك المشكله خاصة ان عامر لا يراه احد ولايعلم احد بوجوده هو وامه في القريه لانني انا الوحيد الذي اراهم واتحدث معهم والمسهم وكان من نتيجه ذلك اعتقاد اهل القريه انني مجنون لانني افضل الجلوس وحيدا لفترات طويلة وكذلك يراني الكثير وانا اتحدث مع نفسي مع انني اتحدث مع ابني وهو بجواري او امه اثناء السير معي . استدعيت اخوه شيرسان لبحث امر عامر فهو كبر في السن ويحتاج الي زوجه وعمل وبعد بحث عميق واقتراحات كثيرة لم نجد حل حيث طلبت

ان يتم توفير عمل له في احد الشركات خاصة انه ليس له ميراث مني بعد وفاتي لانه لن يذكر في اعلان الوراثه ولكن جميع اخواله فشلوا في إيجاد عمل له لان الوظيفه تحتاج الي واسطه كبيره وليس لديهم معرفه بأحد من المسئولين من البشر كما ان توفير عقد عمل له بالخارج مستحيل لانتشار البطاله بين الجميع رغم انه متفوق في كل شئ وعلي علم بعلوم الحاسب واللغات وكثير من العلوم مثل الطب ومن السهل استخراج اوراق له بكل هذه الدورات وببعض الطلاسم سيظهر للناس فشلنا في ايجاد اي فرصة عمل لعامر وبالتالي صعب ان يتزوج خاصة ان المنزل الخاص بالأسرة لم يتم عمل حساب لعامر في شقه لان لاحد يعلم بوجوده وحتي نقدم له اوراق في اسكان الشباب سيتم استلامها بعد سنوات كثيرة. 

كما انني وامه لم ندخر الاموال الكافيه لتزوجيه خاصة مع ارتفاع اسعار الذهب والاثاث. وقتها غضب اخواله بعد ان فشلنا في إيجاد اي حل لاي مشكله من مشاكل عامر فوق سطح الأرض تصاعدت حده المناقشات بيني وبين اخوه شيرسان حتي قال اخوها الاوسط اننا كعفاريت بنبعتر الناس وانت عمال تبعتر فينا من قبل ما نقابلك وتعاب اختنا ومحملنا هم ابنك حقا انه نسب متعب لنا كجن . حينها قرر الاخ الاكبر ان يتم اصطحاب عامر الي تحت الارض ليعيش بين اخواله

حيث سيعمل في عياده خاله الطبيب

ويتزوج ابنه خاله الاصغر ولديهم العديد من الابنيه والفيلات و السيارات تحت الارض يستطيع عامر ان يمتلك بعضها. نظرت الي امه التي هزت راسها بالموافقه علي سفر عامر مع اخواله تحت الارض علي ان تزوره والدته كل فتره لانه في حاله نزوله تحت السيارات تحت الارض يستطيع عامر ان يمتلك بعضها. 

نظرت الي امه التي هزت راسها بالموافقه علي سفر عامر مع اخواله تحت الارض 

علي ان تزوره والدته كل فتره لانه في حاله نزوله تحت الارض لايستطيع ان يعود مره اخري الينا لان هذا قانون مملكه الجن حال زواج عامر من جنيه. 

وكان سؤالي هل يمكن ان ازوره تحت الارض و كانت الاجابه بالنفي لان جسمي غير مؤهل لتلك الزياره و ان العلم العفريتي لم يتوصل الي حل في ذلك الموضوع حتي الان 

ودعت عامر وهو ينزل تحت الارض مع اخواله و الدموع تنسكب من عينه لانها المره الاخيره التي سيراني فيها و تركت يدي يده و انا اودعه و في لحظات 

اختفي عامر الي الابد وقتها اشرقت شمس الصباح و قمت علي صياح ابي سبابه مستيقظا من سبات عميق لانني غلبني النعاس و لم اهتم بحراسه المحصول. 

تمت 

الواد الجن

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار