اليوم العالمي للشعوب الأصلية
كتب : حمدى حسن عبدالسيد
امين عام جمعية التراث النوبى
في التاسع من أغسطس من كل عام، يحتفل العالم وهو مناسبة أقرّتها الأمم المتحدة عام 1994 تقديرًا لدور الشعوب الأصلية في الحفاظ على التنوع الثقافي والبيئي، وللتذكير بحقوقهم في الأرض واللغة والتراث والحياة الكريمة.
تعيش الشعوب الأصلية في مختلف قارات العالم، وتحمل معها تاريخًا يمتد آلاف السنين، وثقافات غنية بالتقاليد والمعارف المرتبطة بالطبيعة، مثل الزراعة المستدامة، الطب الشعبي، والفنون الأصيلة. ورغم ذلك، فإن هذه الشعوب ما زالت تواجه تحديات كبيرة، منها التهميش، فقدان الأراضي، وتأثيرات التغير المناخي على بيئتها ومصادر رزقها.
في منطقتنا العربية، تمثل النوبة نموذجًا مشرقًا للشعوب الأصلية التي حافظت على هويتها رغم التغيرات الجغرافية والسياسية، حيث يحتفظ النوبيون بلغتهم وفنونهم المعمارية والموسيقية وأزيائهم المميزة التي تعكس ارتباطهم العميق بالنيل والبيئة المحيطة.
يركز الاحتفال هذا العام على أهمية تمكين الشباب من الشعوب الأصلية وإشراكهم في صناعة القرار وحماية الموروث الثقافي، بما يضمن استمرارية هذه الحضارات للأجيال القادمة.
إن اليوم العالمي للشعوب الأصلية ليس مجرد ذكرى، بل دعوة للعالم لاحترام التنوع الثقافي، ودعم المجتمعات التي تمثل الجذور الإنسانية للأرض، وضمان أن تظل هذه الجذور حية نابضة رغم كل التحديات.
