بين الحقيقة والمؤامرة
بقلم الأديب المصرى
د. طارق رضوان جمعة
سأكتب هذا المقال عملا بقول الأمام الشافعى رحمة الله عليه:” رأيى صواب يحتمل الخطأ ، ورأى غيرى خطأ يحتمل الصواب “. فأنا أكتب لكى أحث القاريء على التساؤل والبحث؛ لا لأفرض عليه وجهة نظرى أو وجهة نظر أتبناها.
من الطبيعى أن اكتب عن العلاقة بين نبى الله سليمان والجان ، أو العلاقة بين نبى الله عيسى واادجال، أو العلاقة بين النبى موسى وفرعون.لكن اليوم أكتب العلاقة بين النبى موسى والمسيخ الدجال ، وهذا بإشراف النبى سليمان الذى أمر الجان بنحت لوحة فنية بديعة :” يعملون له ما يشاء من محاربب وتماثيل”
حديثى اليوم عن لوحة تلفت الأنتباه يعود عمرها إلى ثلاثة ألاف سنة مصنوعة من حجر البازلت؛ وهو حجر يصعب بل من المستحيل النقش عليه فى هذا الوقت. لذلك يقول الباحث الأردني احمد الجوهرى أن النبى سليمان هو من أمر الجان برسم هذه اللوحة. ويرى أن اللوحة نربط بين الماضى وما حدث به وبين المستقبل وتنبؤاته.
ففيها يظهر رجل بأمر بالحق الأيمن لوجهه وعلي وجهه أفعى وفوق رأسه شعر على شكل كتابة بلغة قديمة التى تم ترجمتها لتشير للنبى موسى
حيث كان ه عقدة فى لسانه :” وتحلل عقدة من لسانى”. كما نظهر صورة بقرة والتى تذكرنا برواية السامرى والعجب.هنا يذهب الباحث الأردني إلى أن السامرى هو المسيح الدجال …لماذا؟ يقول لأن السامرى كان له قدرة فريدة على رؤية جبريل وأخذ قبضة من أثر جبريل وفرسه . كما أن النبى موسى لم يعاقبه على ما فعله من جرم فى حق الله؛” قال فأءخب فإن لك فى الحياة أن لا مساس وإن لك موعدا لن تخلفه ”
وإذا نظرنا للوحة من جهة معاكسة ترى رجل بعين واحدة فوق رأسه عقرب وفى اخر رأس الرجل قرد أعور ذو عين بشعة. ويظهر فى الصورة خنزير أعور فالرجل إشارة إلى الدجال. والقرد والخنازير إشارة إلى أتباعه من اليهود. كما ظهر وجه فرعون كدلالة للأصل المصرى للنبى موسى وكاشارة للدور المخيف الذى سيفعله الدجال فى مصر. العقرب تم تفسيره على أنه المسلم المنافق.
لكن الغريب لماذا التكتم على هذه اللوحة؟ لماذا لم يدرسها علماء الدين بالتعاون مع رجال الأثار للوقوف على ماهيتها وحقائقها؟هل هذه التفاسير حقيقة أم أنها مؤامرة للخلط بين مفاهيم وديانات مختلفة؟