مقالات دينية

 شرع الله تعالى للبشرية

جريدة موطنى

 شرع الله تعالى للبشرية

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله الذي كان بعباده خبيرا بصيرا، وتبارك الذي جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا، وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا، فاللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آله وأصحابه أجمعين، الذي كانت من مظاهر رحمته صلى الله عليه وسلم هو رحمته بالأعداء حربا وسلما، فعلى الرغم من تعدد أشكال الأذى الذي ذاقه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من الكفار في العهد المكي، إلا أنه صلى الله عليه وسلم قد ضرب المثل الأعلى في التعامل معهم وليس أدل على ذلك من قصة إسلام الصحابي الجليل ثمامة بن أثال رضي الله عنه عندما أسره المسلمون وأتوا به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فربطوه بسارية من سواري المسجد ومكث على تلك الحال ثلاثة أيام وهو يرى المجتمع المسلم عن قرب. 

حتى دخل الإيمان قلبه ثم أمر النبي صلى الله عليه وسلم بإطلاقه فانطلق إلى نخل قريب من المسجد فاغتسل، ثم دخل المسجد فقال ” أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله، يا محمد والله ما كان على الأرض وجه أبغض إلي من وجهك فقد أصبح وجهك أحب الوجوه إلي والله ما كان من دين أبغض إلي من دينك فأصبح دينك أحب الدين إلي والله ما كان من بلد أبغض إلي من بلدك، فأصبح بلدك أحب البلاد إلي ” وسرعان ما تغير حال ثمامة فانطلق إلى قريش يهددها بقطع طريق تجارتهم وصار درعا يدافع عن الإسلام والمسلمين، كما تجلت رحمته صلى الله عليه وسلم أيضا في ذلك الموقف العظيم يوم فتح مكة وتمكين الله تعالى له، حينما أعلنها صريحة واضحة ” اليوم يوم المرحمة ” وأصدر صلى الله عليه وسلم عفوه العام عن قريش.

التي لم تدخر وسعا في إلحاق الأذى بالمسلمين، فقابل الإساءة بالإحسان، والأذية بحسن المعاملة، ولقد شرع الله تعالى للبشرية من الدين ما يوافق طبيعتها وفطرتها، ووضع الأصول لذلك، وترك للبشر استنباط التشريعات الجزئية التي تتجدد مع تجدد الحياة في حدود المنهج الكلي للدين، فإذا اختلفوا في شيء، رجعوا به إلى تلك الأصول الكلية التي شرعها الله تعالى للناس، لتبقى ميزانا يزن به البشر كل تشريع جزئي، وكل تطبيق حادث على مدار الزمن، وبذلك يتوحد مصدر التشريع، ويكون الحكم لله وحده وهو خير الحاكمين, وما عدا هذا المنهج فهو خروج على شريعة الله عز وجل، وعلى دين الله تعالى، ومع وضوح هذا إلا أن بعض الناس يجادلون في هذا، ويجرءون على استمداد التشريع من غير ما شرع الله، زاعمين أنهم يختارون لشعوبهم ما يسعدهم. 

كأنما هم أعلم من الله، وأحكم من الله، ولولا كلمة الفصل لقضى بينهم، والله تبارك وتعالى هو الحق الذي يحب الحق ويدعو إليه، ويكره الباطل ويحذر منه، وما ترك أحد الحق إلا جرته الشياطين إلى الباطل, فاليهود لما نبذوا كتاب الله وراء ظهورهم جرتهم الشياطين إلى الكفر والكذب كما قال سبحانه وتعالى عنهم كما جاء فى سورة البقرة ” ولما جاءهم رسول من عند الله مصدق لما معهم نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب كتاب الله وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون، واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر”.

 شرع الله تعالى للبشرية

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار