المقالات

(بين الفهم والتفهم عقلا واعيا وقلبا ذو بصيره)

(بين الفهم والتفهم عقلا واعيا وقلبا ذو بصيره)


أحبتى …أصدقائى
عندما يتقدم بنا العمر لا نحتاج إلى من يحبنا فقط ، بل نحتاج إلى من يفهمنا ويحترمنا ويقدر ذاتنا ، فنحتاج إلى أشخاص نشعر بوجودهم معنا بأمان وأطمئنان، لانخاف أن يفهمونا خطأ ، ولا نخاف خسارتهم فى وقت لاحق– فقط نستحق علاقات مريحه دون أسئله تقلقنا ولا أجوبة تحيرنا ، نحتاج علاقات تجعلنا نبتسم فى أصعب الأوقات .
فسنوات من أعمارنا مرت بلمح البصر ، غيرتنا الظروف التى عشنا بها ، فغيرت من مفاهيمنا وأولوياتنا وأسلوبنا ، وغيرت من دعواتنا ، فتلك السنوات غيرت بداخلنا كل شيئ حتى مقامات ناس كثيره كنا نكن لها كل تقدير ، حتى وصلنا الى النسخه التى نحن عليها الأن .
فعذرا لأحبتى سأعيش حياتى لنفسى ولمن يبادرنى مشاعر المحبه الصادقه فى الله ، ولن تتوقف حياتى عند حبيب أو قريب أو صديق خاب ظني به ، سأستمر وأدفن مشاعرى بعيدا عن قلبى ، ولن أنتظر أحدا ليشعرنى بقيمة نفسى ، فأنا أعرف قيمتى جيدا ، (عفوا أحبتى) قد يظن البعض منكم أنه غرورا أو تعالى حاشى لله ، ولكن من كثرة ما رأيته من خسة ونداله من بعض من المقربين وبخاصة أصحاب المصالح وما أكثرهم هذه الأيام .. سالغى من حياتى كل ما يضايقنى بتصرفاته حتى لو كان أعز انسان لى ، فقناعتى بأننى لا أملك عمرين أو عمرى يطول أكثر من ذلك تجعلنى أبحث عن راحتى ، وسادير ظهرى للكثير ، ليس غرورأ منى ، بل هى عزة نفس وخشية أن أدخل فى جدال مع صغار العقول . ولما كان لراحة بالى لا تقدر بثمن ، فلا تستغربون من كونى اتجاهل أشياء كثيره أصبحت واضحه جدأ لى .
فليس كل من يدعى معرفتك يفهمك ، وليس كل من يفهمك يتفهمك لأن الفهم يحتاج عقلا واعيا ، أما التفهم يحتاج قلبا ذو بصيره يرى ما لا يراه الأخرون ، أحتاج قلبا يعذرنى ويحتوينى وقت ما احتاج اليه ويعطى لتفاصيلى وحياتى قدسيتها ويراعى أحاسيسى وشعورى ،أحتاج إلى قلب يحبنى ويتحملنى وانا فى أسوء حالاتى يتحمل مزاجى العكر وعصبيتى الزائده فى بعض الأحيان ..
فأحيانا أحتاج الى هدوء يشبه هدوء الوحده ، أحتاج إلى شيئ يشبه البحر يسمعنا بصمت ولا يجادلنا ، ليس لأننى ضعيفا ، بل لأننى بشر يتقلب حالى وتختلط مشاعرى ، نعم يتعب قلبى ولكننى سأظل قويا ، وأتحمل كل ما يدور ويحكى حولى ، ولا يهمنى ما يقال عنى لأننى أدرك جيدا .. أن قيمتى ليست فى عيون الناس بل تكمن فى وجدانى وضميرى ، فأذا ارتاح ضميرى ارتفع مقامى …
وأخيرا لا تتجاهلوا أشخاص يهتمون بكم ، فربما تدركون يوما أنكم خسرتم الألماس وانتم مشغولون بتجميع الحجاره ..

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار