تصاعد الغضب في غزة: القيادة بعيدة عن الواقع والناس يئنّون تحت الجوع والدمار
عبده الشربيني حمام
رغم استمرار عمليات إسقاط المساعدات جواً والسماح بدخول عدد محدود من الشاحنات عبر المعابر، فإن الكارثة الإنسانية في قطاع غزة لا تزال على حالها، بل تزداد تفاقماً مع انسداد أفق التفاوض وتصاعد الأعمال العسكرية على أكثر من جبهة.
في هذا المناخ الخانق، تتصاعد مشاعر الغضب واليأس بين سكان القطاع، الذين يواجهون أزمة حادة في الغذاء والدواء والمياه والخدمات الأساسية، وسط اتهامات متزايدة لقيادات حركة حماس في الخارج بالانفصال عن واقع المعاناة اليومية، وبتعطيل فرص التوصل إلى هدنة عبر رفع سقف المطالب التفاوضية.
يعبّر كثير من الغزيين عن شعور عميق بالخيانة، ليس فقط من المجتمع الدولي الذي يرونه عاجزاً عن كبح جماح آلة الحرب الإسرائيلية، بل أيضاً من قيادة حماس التي يعتبرونها غارقة في الحسابات السياسية والإيديولوجية، بعيداً عن مأساة المدنيين تحت الركام.
وتكشف تقارير ميدانية أن جزءاً من المساعدات الإنسانية الشحيحة التي تدخل القطاع لا يصل فعلياً إلى مستحقيه، بل يتم تحويله أو الاستيلاء عليه من قبل مجموعات مسلّحة أو يُفقد وسط الفوضى الأمنية، ما يحرم الشرائح الأكثر هشاشة من أبسط مقومات الحياة.
وتزيد حالة المجاعة شبه العامة في غزة من حدة السخط الشعبي، خاصة في ظل ما يُتداول عن نمط حياة مريح لقادة الحركة المقيمين في الخارج، في تناقض صارخ مع الواقع المأساوي الذي يعيشه أطفال غزة ونساؤها تحت القصف والجوع والعتمة.
“نريد وقفاً لإطلاق النار… نريد فقط أن نعيش”، يقول أحد سكان غزة، في عبارة تختصر حال آلاف العائلات التي لم تعد ترى في استمرار الحرب سوى عبء إضافي يهدد ما تبقى من إنسانيتها.
من جانبه، يرى الخبير في الشأن الفلسطيني حسن سوالمة أن الحركة “أصبحت مطالبة بمراجعة أدواتها وخطابها السياسي، خاصة في ظل التحولات الإقليمية وتغيّر أولويات الحلفاء التقليديين”، موضحًا أن “الدخول في اتفاق سياسي لا يعني نهاية المقاومة، بل قد يشكل نقطة انطلاق لإعادة بناء المشروع الوطني الفلسطيني وضمان حضور فاعل في أي تسوية مقبلة.”
ويؤكد مراقبون أن فرصة التوصل إلى اتفاق ما زالت قائمة، خاصة مع تصاعد الزخم الدولي وإدراك جميع الأطراف بأن استمرار الحرب سيزيد من الخسائر على الجميع.
ومع تزايد الفجوة بين قيادة حماس في الخارج والواقع المرير داخل القطاع، تتزايد مخاوف من تحوّل هذا الإحباط الشعبي إلى غضب جماعي قد يصعب احتواؤه، في حال استمرت المأساة بلا أفق ولا حلول.
تصاعد الغضب في غزة: القيادة بعيدة عن الواقع والناس يئنّون تحت الجوع والدمار