
تعليم الطفل فضل أذكار الصباح والمساء
بقلم / محمـــد الدكـــروري
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أما بعد لقد أوصي الإسلام بتربية الأبناء تربية إسلامية ترضي الله ورسوله المصطفي صلي الله عليه وسلم، وينبغي أن نعلم أبناءنا فضل أذكار الصباح والمساء المأخوذة عن السنة النبوية الشريفة وأنها حصنه من الشيطان والنار، وبالإضافة إلى تعليم أولادنا أركان الإسلام وتحبيبهم فيها ينبغي أن نعلمهم ما يدعم هذه الأركان ومن ذلك حب الله ورسوله المصطفي صلي الله عليه وسلم، حيث يقول الإمام بن تيمية ” مساكين أهل الدنيا خرجوا منها ولم يذوقوا أحلى ما فيها، وقيل وما أحلى ما فيها؟ قال ” حب الله عز وجل” ومن أمثلة المحبين لله تعالى حقا وصدقا.
هو الإمام ابن القيم رحمه الله الذي يقول ” في القلب شعث، أي تمزق، لا يلمّه إلا الإقبال على الله، وفي القلب وحشة لا يزيلها إلا الأُنس بالله وفي القلب خوف وقلق لا يذهبه إلا الفرار إلى الله ” ولزرع حب الله تعالى في قلوبهم الصغيرة طرق كثيرة، وكما ينبغي أن يعرف الطفل فضل والديه والمراحل التي لم يرها من عمره وهو جنين، ثم وليد، ثم رضيع، من خلال القصص المشوقة، ومن خلال من يراهم ممن حوله من أبناء الأقارب والجيران وغيرهم، كما ينبغي علينا أن نعينه على برنا كوالدين من خلال برنا به وإعطاءه حقوقه عندنا من الحب والإحترام والتقدير والعطف والشعور بالأمان وغير ذلك، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” لاعبه سبعا، وأدّبه سبعا وصاحبه سبعا” وهذا بالإضافة إلى أن نكون لهم قدوة، فنبر نحن آباءنا ليبرنا أبناءنا.
وكما ينبغي أن نعلمهم الدعاء للوالدين في حياتهم وبعد مماتهم، وأن نعلمهم أن رضاهما من رضا الله سبحانه، وأن الإحسان إليهما مقترن بطاعة الله تعالى لقوله سبحانه ” واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا، وبالوالدين إحسانا” ويساعد على ذلك أن نحكي لهم من القصص الواقعية التي تبين فضل برهم، ومنه قصة أصحاب الغار الذين حُبسوا فيه بصخرة، ثم ظل كل منهم يدعو الله تعالى أن يخلصهم بفضل عمل صالح قام به فكان أولهم يطعم والديه ويسقيهم قبل أولاده وزوجته فلما عاد ليلة ووجدهما نائمين كره أن يوقظهما وفي نفس الوقت لم يرد أن يؤثر أولاده عليهما فترك أولاده يصطرخون من الجوع وهو جالس إلى جوارهما يحمل إناء اللبن حتى إستيقظا فسقاهما ثم سقى أولاده، فدعا الله قائلا اللهم إن كنت قد فعلت ذلك إبتغاء مرضاتك ففرج عنا ما نحن فيه.
تعليم الطفل فضل أذكار الصباح والمساء
فإنفرجت الصخرة قليلا عن الغار بفضل صنيعه هذا، وكما علينا أن نعلم الطفل ذكر الله تعالي، والذكر في هذه المرحلة لا يكون فقط باللسان وإنما بالقلب، والله تعالى يقول “إذكروني أذكركم” فهنيئا لذاكر الله تعالى بالخير والرحمة والبركة والمغفرة، فإن من نسيه الله صار مغمورا ضائعا لا ذكر له في الأرض ولا في الملأ الأعلى، ويمكن أن نقول لأولادنا لك أن تتخيل أنه إذا ذكرك بالخير مدير المدرسة مثلا أو مدير النادي، أو محافظ البلدة التي نسكن بها، أو رئيس الجمهورية، فماذا يكون شعورك؟ أما إذا ذكرك ملك الملوك جل شأنه فماذا أيضا يكون شعورك؟ فاللهم أبرم لأمة محمد أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك ويهدى فيه أهل معصيتك ويؤمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر يا سميع الدعاء، اللهم أنصر دينك وكتابك وسنة نبيك وعبادك المؤمنين، اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان، واجعلنا من الراشدين.