تهافت السقوط
د. محمد توفيق ممدوح الرفاعي
إن الواقع العربي الذي نعانيه ونعايشه حالياً ليس واقع افتراضياً مؤقتاً أوجدته الظروف والأحداث التي تحيط بالمنطقة والوطن العربي، بل هو واقعٌ حقيقيٌ كان محتمل الحدوث وهو النتيجة الحتمية المنطقية بكل أسبابها ونتائجها بسبب الأخطاء المتراكمة التي ارتكبها العرب وولاة أمورهم عبر التاريخ وعلى وجه الخصوص الحقبة التاريخية منذ انهيار الدولة العثمانية مرورا بالاستعمار الغربي وانتهاء بمرحلة الاستقلال وما بعده، ففي مرحلة الاستقلال وما بعده تولت مقاليد الحكم ولاة أمور مستبدين منهم من ورث السلطة عن المستعمر الغربي الذي أوكل اليهم إدارة البلاد بما يتناسب مع مصالحهم ومنهم من وصل إلى السلطة بعد صراعات إما أيديولوجية أوعقائدية وثقافية أوعسكرية، فكان جل هم هؤلاء الحكام إقامة حكم ملكي أو جمهوري دكتاتوري متسترا بديموقراطية مزيفة والحفاظ على سلطة يتوارثها الأبناء عن الآباء فأقاموا قواعد حكمهم على ضحاياهم من أبناء شعوبهم والشهداء الذين حققوا الاستقلال وضحوا بأنفسهم في سبيل اوطانهم فمارسوا شتى أساليب القسوة في القمع والإرهاب لفرض هيمنتهم مستقوين على شعوبهم المغلوبة على أمرها في قمعهم حركات التحرر والخلاص بالغرباء الذين استزلموا لهم وسلموهم زمام الأمور لسلب ثرواتنا وخيراتنا تحت مسميات وشراكات وهمية شتى تذهب عائداتها إلى جيوبهم ومصارفهم فكانوا سندا لهم في تثبيت قواعد سلطتهم، وهذا كله دليل على عدم استطاعتهم استيعاب الدروس والعبر التاريخية، وجهلهم أيضا في قراءة التاريخ والأحداث التي مرت بنا وبالعالم أجمع، وعدم الاستيعاب الكامل لحقيقة ديناميكية العلاقات الدولية والمصالح المشتركة والمتقاطعة، وهذا كله يؤكد أن ما تقوم به إسرائيل من عدوان وحشي على العرب قاطبة والمسلمين عامة إن هو إلا نتيجة حتمية لما نحن عليه من تشتت وفرقة وتباغض ليس فقط بين الدول العربية وأيضا الإسلامية، بل حتى المناطقية والأقليات والعشائرية التي بدأت تمزق النسيج الوطني في الوطن الواحد، فجنوح العلاقات بين الدول العربية والإسلامية إلى السلبية والاطمئنان إلى من يريد طمس هويتنا العقائدية ليس كمسلمين فقط وأيضا مسيحيي الشرق الين يعيشون إلى جانب إخوانهم المسلمين منذ اقدم العصور على ارض واحدة الذي يعتبرهم الغرب الماسوني زنادقة مرتدين خالفوا تعاليم الرب بقبولهم البقاء والعيش في دول غالبية حكامها مسلمين، وهم أيضا يريدون أيضا طمس هويتنا القومية والحضارية والثقافية انطلاقًا من محاربة لغتنا العربية وفرنجتهما بوسائل شتى مستغلين التطور العلمي والتكنولوجي في خططهم للقضاء تاريخنا الحضاري على مر العصور، نحن نعلم والجميع يعلم أن قيام دولة إسرائيل بني على وعد غربي ماسوني التي عملت عليه الماسونية منذ الحروب الصلبية إلى أن أصبحت امرا واقعا وجدت نتيجة تحالف غربي أمريكي مع المنظمة الصهيونية والماسونية العالمية، رغم أن ما حققه اليهود حتى الآن يعد نقطة البداية لتحقيق أسطورة الحلم التوراتي التلمودي التي يؤمنون بها التي تقوم على أن إله اليهود الرب يهوه منحهم الأرض المقدسة لتكون أرض المعاد التي يجتمع فيها الرب يهوه مع شعبه المختار بعد الشتات ولتكون بداية إقامة دولة إسرائيل الكبرى بالقضاء على كافة الشعوب في المنطقة التي ستقوم عليها دولتهم وتسخير بقية شعوب العالم لخدمتهم، فهم في الحقيقة يعتقدون أنهم اشتروا ضمائر العالم الذي يضمر العداء للعرب بكنوز الذهب والمال لإقامة دولتهم، لكن الحقيقة تكمن أن الغرب وأمريكا هم الذين باعوا ضمائرهم للشيطان لبناء اساطينهم، وما كان لليهود أن تقوم لهم دولة إلا لتكون يدا للشيطان الذي يعيش في نفوس الغرب وأمريكا ليقضوا على العرب بكل كياناتهم العقائدية والحضارية والثقافية، لقد عمد الغرب إلى جعل إسرائيل دولة قوية ويتم تزويدها بكل ما توصلوا إليه من اختراع وتصنيع احدث الأسلحة ليس فقط من اجل أن تبقى قوية لحماية نفسها فحسب لنفسها بل لتكون المعول الهدام واليد التي تبطش بكل من يقف في طريق سيطرتهم على منابع الثروات والخيرات العربية على وجه الخصوص والعالم عامة، ولتكون المقصلة التي تقطع بها رؤوس كل من يحاول أ يناهضهم العداء، فهي الذراع البتار الذي يحركونه كلما دعت الحاجة إليها، فهم يعلمون مدى تعطش الماسونية والصهيونية العالمية إلى سفك وشرب الدماء التي حثهم عليها الرب يهوه إله الحرب والجند والقتل عندهم، فالغرب يخطط وإسرائيل تنفذ طمعاً في تحقيق مملكة الرب إسرائيل الكبرى، ونحن نسير وعيوننا مفتحة بكل ما نملك في مركب الغرب ننفذ أجندته بحذافيرها ودون أدنى تفكير، قالوا لنا أن وحدتكم عنصرية إرهابية تضر بالسلم العالمي فعليكم أن تتفرقوا فتفرقنا، قالوا أن بعضكم يكيد للبعض الآخر فعليكم أن تتحالفوا معنا فاقمنا أحلافا متناحرة قاتل بعضنا بعضا، قالوا عقائدكم الروحية وتعاليمكم الأخلاقية والثقافية بالية لا تتناسب مع روح العصر الحضاري العالمي فاتبعنا أعرافهم الأخلاقية التي جعلوا منها روحا للعصر وفق مفاهيمهم وصدروها لنا معلبة بأشكال زاهية براقة ففرقتنا مللا باسم السلم والحرية الفكرية والشخصية والعقائدية فاستأثروا بنا، ابتدعوا لنا نظاما يحقق الرفاهية المدمرة والترف الاجتماعي والاقتصادي فاخذنا به متمسكين بتلابيبه، فرضواعلينا نظرية التجويع وسياسة المقاطعة الاقتصادية قمنا بتنفيذها على اكمل وجه دون تذمر فنفذناها بحذافيرها، رسموا لنا سياسة التطبيع مع إسرائيل فسارع ولاة الأمر في تنفيذها معتقدين انهم سيتجنبون الحروب وينعمون بالسلام المزيف ليحافظوا على مقاليد حكم بلادهم، ولكنهم نسوا أنهم وضعنا على رقابنا أطواقنا وفي أيدينا أصفادا، قالوا بلادكم غير آمنة وغير مناسبة للحفاظ على الثروات المالية بسبب بؤر الحروب فضعوا أموالكم ومدخراتكم في مصارفنا كي ننميها لكم ونحافظ عليها وشرعوا أبوابها فوضعناها آمنين لكنها عادت إلينا على شكل صفقات وشركات وهمية وأسلحة نقتل فيها بعضنا، عملوا ويعملون على تمييع معتقداتنا الدينية ليس كمسلمين فقط بل وكمسيحيين وجعلوا منها مذاهب شتى وأوغلوا في الصدور الحقد والضغينة فيما بيننا وأمدونا بالسلاح الفتاك ليقضي بعضنا على الآخر لنتفرق إلى دويلات ضعيفة متناحرة، ابتدعوا فكرة العداء للسامية الماسونية المنشأ التي لا أساس لها من الصحة وليس لها غاية سوى ممارسة الضغوط علينا لتقديم أصول الطاعة فسارعنا إلى تقديم الأغدار بشتى السبل والوسائل وأننا لسنا ضد السامية وما اليهود إلا إخوة لنا واشقاء، وأخيرا وليس آخر ما جاؤوا به من معتقدات جديدة تحت مسميات حوار الأديان واصل منشئها الواحد وصراع الحضارات حتى لا يبق لنا ما يحمينا من تاريخ وعقيدة وحضارة، أما آن لنا أن نصحوا وأن نعلم أن ضعف إسرائيل في قوتها، وقوتنا في وحدة صفنا وعقيدتنا، وعودتنا إلى أصولنا القومية وعقيدتنا الروحية التي تجمع بيننا وبين جميع فئات شعوبنا الواحدة، وأن ليس هناك آية نقاط ضعف فينا كما أهمونا بها، وأن الدم الذي يجري في عروقنا دم واحد يجب أن يعود نقيًا كما كان، وقد أن الأوان أن نفتح آذاننا وعيوننا على الحقيقة.
د. محمد توفيق ممدوح الرفاعي
Falling in a hurry
Dr. Mohamed Tawfiq Mamdouh Al-Rifai
The Arab reality that we are currently experiencing and living is not a temporary virtual reality created by the circumstances and events surrounding the region and the Arab nation, but rather a real reality that was likely to happen and is the inevitable logical result with all its causes and consequences due to the accumulated mistakes committed by the Arabs and their rulers throughout history, and in particular the historical era since the collapse of the Ottoman Empire, through Western colonialism and ending with the independence stage and beyond. In the independence stage and beyond, the reins of power were assumed by tyrannical rulers, some of whom inherited power from the Western colonizer who entrusted them with managing the country in a manner that suits their interests, and some of whom came to power after conflicts that were either ideological, doctrinal, cultural or military. The main concern of these rulers was to establish a monarchy or a dictatorial republican rule disguised as a fake democracy and to maintain authority that is inherited by sons from fathers. They established the foundations of their rule on their victims from among their people and the martyrs who achieved independence and sacrificed themselves for the sake of their homelands. They practiced various methods of cruelty in suppression and terrorism to impose their hegemony. They are relying on their oppressed peoples to suppress the liberation and salvation movements with the help of strangers who have been subservient to them and handed them the reins of affairs to steal our wealth and resources under various fictitious names and partnerships whose revenues go into their pockets and banks, and they were a support for them in establishing the foundations of their authority. All of this is evidence of their inability to absorb historical lessons and morals, and their ignorance in reading history and the events that have passed us and the entire world, and their failure to fully comprehend the reality of the dynamics of international relations and common and intersecting interests. All of this confirms that what Israel is doing in terms of brutal aggression against all Arabs and Muslims in general is nothing but an inevitable result of our dispersion, division and hatred, not only between Arab and Islamic countries, but also regional, minority and tribal groups that have begun to tear apart the national fabric in one homeland. The tendency of relations between Arab and Islamic countries towards negativity and reassurance towards those who want to obliterate our ideological identity, not only as Muslims but also as Eastern Christians who have lived alongside their Muslim brothers since ancient times on one land, which The Masonic West considers them heretics and apostates who have violated the teachings of God by accepting to remain and live in countries whose rulers are mostly Muslims. They also want to obliterate our national, civilizational and cultural identity, starting from fighting our Arabic language and their Frankishness by various means, exploiting scientific and technological development in their plans to eliminate our civilizational history throughout the ages. We know, and everyone knows, that the establishment of the State of Israel was built on a Western Masonic promise that Freemasonry worked on since the Crusades until it became a reality that came about as a result of a Western American alliance with the Zionist Organization and the World Freemasonry, although what the Jews have achieved so far is the starting point for achieving the myth of the biblical Talmudic dream that they believe in, which is based on the fact that the God of the Jews, the Lord Jehovah, gave them the Holy Land to be the land of return in which the Lord Jehovah will meet with his chosen people after the diaspora and to be the beginning of the establishment of the Greater State of Israel by eliminating all the peoples in the region in which their state will be established and harnessing the rest of the peoples of the world to serve them. They in fact believe that they have bought the consciences of the world that harbors hostility towards the Arabs with treasures of gold and money to establish their state, but The truth is that the West and America are the ones who sold their consciences to the devil to build their pillars, and the Jews would not have had a state except to be a hand for the devil who lives in the souls of the West and America to eliminate the Arabs with all their ideological, civilizational and cultural entities. The West has made Israel a strong state and is supplying it with all the inventions and manufacturing of the latest weapons, not only to remain strong to protect itself, but also to be the destructive pickaxe and the hand that strikes down anyone who stands in the way of their control over the sources of Arab wealth and resources in particular and the world in general, and to be the guillotine with which they cut off the heads of anyone who tries to oppose them, as it is the severed arm that they move whenever the need arises, as they know the extent of the thirst of Freemasonry and global Zionism to shed and drink the blood that the Lord Jehovah, the God of war, soldiers and killing, urged them to do. The West plans and Israel implements in the hope of achieving the Kingdom of the Lord, Greater Israel, and we walk with our eyes open with everything we own in the ship of the West, implementing its agenda to the letter. Without the slightest thought, they told us that your unity is racist and terrorist and harms world peace, so we must disperse, so we dispersed. They said that some of you are plotting against others, so we must ally with us, so we formed warring alliances and fought each other. They said that your spiritual beliefs and moral and cultural teachings are outdated and do not fit with the spirit of the global civilized age, so we followed their moral norms, which they made the spirit of the age according to their concepts and exported them to us packaged in bright and shiny forms, so they divided us into boredom in the name of peace and intellectual, personal and ideological freedom, so they monopolized us. They invented for us a system that achieves destructive prosperity and social and economic luxury, so we took it by the collar. They imposed on us the theory of starvation and the policy of economic boycott, and we implemented it perfectly without complaint, so we implemented it to the letter. They drew up for us a policy of normalization with Israel, so the rulers hastened to implement it, believing that they would avoid wars and enjoy false peace in order to preserve the reins of government in their country, but they forgot that they put us on Our necks are our collars and our hands are shackles. They said your country is not safe and not suitable for preserving financial wealth because of the hotbeds of war, so put your money and savings in our banks so that we can grow them for you and preserve them. They opened their doors and we put them in safe hands, but they returned to us in the form of fictitious deals and companies and weapons with which we kill each other. They worked and are working to dilute our religious beliefs, not only as Muslims but also as Christians, and they turned them into various sects and deepened hatred and rancor among us in our hearts and provided us with deadly weapons The killer to eliminate some of us by the other so that we disperse into weak, warring states, they invented the idea of anti-Semitism of Masonic origin that has no basis in truth and has no goal other than to exert pressure on us to present the principles of obedience, so we hastened to present the treachery by all means and methods and that we are not against Semitism and the Jews are nothing but our brothers and siblings, and last but not least what they came with of new beliefs under the names of dialogue of religions and the origin of their one origin and the clash of civilizations so that we have nothing left to protect us from history, belief and civilization, is it not time for us to wake up and know that Israel’s weakness is in its strength, and our strength is in the unity of our ranks and belief, and our return to our national origins and spiritual belief that unites us with all categories of our one people, and that there are no points of weakness in us as they made us care about, and that the blood that runs in our veins is one blood that must return pure as it was, and it is time for us to open our ears and eyes to the truth.
Dr. Muhammad Tawfiq Mamdouh Al-Rifai
