… قالت فى دعواها { حبه خنقنى وارغب فى بعض القسوة } … هذه الزوجة لها كامل الحق في رفع دعواها للخلع من زوجها ، لماذا ؟! ، لأن : … هذه الدعوي تتفق وفطرتها ، والإسلام دين الفطرة ، هل إذا ترك الزوج لزوجته الحرية كاملة ولبى لها كل رغباتها ستكون سعيدة بذلك ؟! ، أقول من وجهة نظر علم النفس الإنسانيه : طبعا لا ! ، حتي لو سعدت هى بذلك مدة من الزمن فإنها سرعان ماستمل من ذلك وتزدري زوجها وتنظر إليه على أنه ليس رجلا ” حتى وإن لم تظهر ذلك أمام الناس ” ، فهذا المعنى سيتأصل في قرارة نفسها وسيكون سببًا لكثير من المشكلات … وماذلك إلا لأن الله تعالى فطر المرأة على أن يكون لها رجل قيمٌ يمارس حق القوامة عليها فيكون لها مصدرا للسند والحماية والقوة … الكل رفض هذا التصرف منها واعتبره كذا و ، و ، و … هذه الدعوي وإن كانت في ظاهرها تدعو إلى السخرية والضحك وتذكر على إنها طرفة ، إلا أن تصرف المرأة صاحبة دعوى الخلع يعد تصرفًا صحيحًا ، وحجتها التي بررت بها دعواها كلام حقيقي من وجهة نظري لأنها تتفق ومبادئ علم النفس والفطرة السليمة للمرأة ، فهي تحتاج دائما بفطرتها للرجل القوام عليها ، فلاتظلموها !؛ … على الجانب الٱخر نجد من يفهم القوامة خطأ ويفضل لممارسة القوامة ، أن يصل الأمر بالرجل لقهر المرأة بدءا بالضرب والتعنيف اللفظى حتى أعلى درجات التعذيب الجسدى وهو يعتقد أن فى ذلك إثبات لرجولته وقوامته … وللأسف فإن بعضهم يحاول أن يستشهد بٱية ( الضرب ) فى القرٱن الكريم لتبرير سلوكه العدوانى ويستغلها على غير ماذكرت من أجله ، والقرٱن برئ منه براءة الذئب من دم بن يعقوب … لذلك أخى الكريم يلزمك أن تعرف التفسير الصحيح ” وأضربوهن ” ! … معنى رائع كنت أبحث عنه للرد على الملحدين الذين يصورون للعالم أن الإسلام دين عدوانى ولايحترم ٱدمية وإنسانية البشر ويأمر المسلمين بضرب نسائهم … فالمعنى مختلفا تماماً عما فسروا وفسره بعض المتمسلمين للأسف … وخلاصة بحثى وتدقيقى أسوق إليكم المعنى الحقيقي والمنطقي : ماهو المقصود بكلمة “واضربوهن” في القرآن الكريم ؟! , سوف نندهش من الإجابة … مبدأيا لايمكن أن يُتصوَّر أن الله يأمر بضرب شريكة الحياة بمعنى ” الجلد “ … وهذا التفسِّير يتعقب كلمة (ضرب) في القرآن ليأتي بمعنى جديد فقد كنتُ على يقين أن ضرب النساء المذكور في القرآن لايمكن أن يعني الضرب بالمعنى والمفهوم العامّي ( الإيذاء البدنى ) ، لأنّ دينناً الإسلامى بهذه الرِّفعة والرُّقي والعظمة ، والذي يأمرنا بالرفق بالحيوان ولايسمح بإيذاء قطة ، فلايمكن أن يسمح بضرب وإيذاء وإهانة الجدة والأم والأخت والزوجة والإبنة والخالة والعمة والحفيدة … ويتابع التفسِّير : المعنى الرائع لكلمة ( فاضربوهن ) في القرآن ويفسّرها ليس كما يفسرها الآخرون ، ماذا تقول الآية ؟! { وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَتَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً } ، من خلال المعرفة البسيطة في اللغة العربية وتطوّرها وتفسيرها فإن العقوبة للمرأة الناشز أي المخالفة نراه في هذه الآية عقوبة تواترية تصاعدية : … بالبداية تكون ” بالوعظ والكلام الحسن والنصح والإرشاد ” ، فإن لم تستجيب ، فيكون الهجر في المضاجع أي في أسرّة النوم وهي طريقة العلاج الثانية ، ولها دلالتها النفسية والتربوية على المرأة ، والهجر هنا في داخل الغرفة … أما ( واضربوهن ) فهي ليست بالمدلول الفعلي للضرب باليد أو العصا ، لأن الضرب هنا هو المباعدة أوالإبتعاد خارج بيت الزوجية … ولماكانت معاني ألفاظ القرآن تُستخلص من القرآن نفسه ، فقد تتبعت معاني كلمة ( ضرب ) في الٱيات وفي صحيح لغة العرب ، وجدت أنها تعني في غالبها المفارقة والمباعدة والإنفصال والتجاهل ، خلافاً للمعنى المتداول الآن لكلمة ( ضرب ) … فمثلا الضرب بإستعمال عصا يستخدم له لفظ ( جلد ) ، والضرب على الوجه يستخدم له لفظ ( لطم ) ، والضرب على القفا ( صفع ) ، والضرب بقبضة اليد ( وكز ) ، والضرب بالقدم ( ركل ) ولم يذكر أى لفظ من ذلك فى ٱية النشوذ … وفي المعاجم وكتب اللغة والنحو لوتابعنا كلمة ضرب لنرى مثلاً في قول : ( ضرب الدهر بين القوم ) أي فرّق وباعد بينهم ، و ( ضرب عليه الحصار ) أي عزله عن محيطه ، و ( ضرب عنقه ) أي فصلها عن جسده … فالضرب إذن يفيد المباعدة والإنفصال والتجاهل وهذا هو الأقرب للتفسير فى ٱية النشوذ … وهنالك آيات كثيرة في القرآن تتابع نفس المعنى للضرب أي المباعدة : { وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقاً فِي الْبَحْرِ يَبَساً لَّا تَخَافُ دَرَكاً وَلَا تَخْشَى } ، أي أفرق لهم بين الماء طريقاً ، { فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ } ، أي باعد بين جانبي الماء ، { لِلْفُقَرَاء الَّذِينَ أُحصِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي الأَرْضِ } ، أي مباعدة وسفر وهجرة إلى أرض الله الواسعة ، { وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللَّهِ } ، أي يسافرون ويبتعدون عن ديارهم طلباً للرزق ، { فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ } ، أي فصل بينهم بسور … ويُقال في الأمثال (ضرب به عُرض الحائط) أي أهمله وأعرض عنه ، وذلك المعنى الأخير هو المقصود في الآية … أما تفسير الآية التي تحض على ضرب الزوجة { فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ } : فالآية تحض على الوعظ ، ثم الهجر في المضجع ، والإعتزال في الفراش ، أي لايجمع بين الزوجين فراش واحد ، وإن لم يُجْدِ فى ذلك نفعا ، فهنا ( الضرب ) بمعنى المباعدة والهجران والتجاهل ، وهو أمر يأخذ به العقلاء من المسلمين وهو الأقرب إلى التفسير الصحيح … وأعتقد أنه سلاح للزوج والزوجة معاً في تقويم النفس والأسرة والتخلص من بعض العادات السيئة التي تهدد كيان الأسرة فهي الأساس المتين لبناء المجتمع الإسلامي والإنساني … وفى هذا السياق لدينا كلمات نمارسها ايضا ك ( أضرب ) عن الطعام أى امتنع عنه وتركه ، والإضرابات فى الجامعات أوالعمل مثلا فكل معناها هى ترك العمل أو الدراسة أوإهمالهما … أيها الأحباب إستوصوا بالنساء خيرا وخير الأمور أوساطها فلا إفراط فى الحب ولاتفريط فى القوامه فتحلوا بالأخلاق الإسلامية في معاملة الزوجة كن لها زوجا وأبا وأخا وحبيبا وصديقا وإبنا … أخي العزيز لاتذكر عيوب زوجتك لأهلك أوأصدقاءك أوأيا ماكان ، ولاتجرح مشاعر زوجتك بأي عيب من عيوبها حتي لاتفقدها ثقتها بنفسها ، ولاتحرمها من زيارة اَهلها ، ولاتحرمها من التنزه من آن لآخر بصحبتك ، ولاتكن معها بخيل أكرمها يكرمك الرحمن ، ولاتكن شديدا معها فهي خلقت من إحدي أضلعك ، ولاتغضب وتثور عندما تواجهكما مشكلة بل اهدأ ، وخذ الأمر بحكمة الأب ، وعالجه ، ولاتغلق أذنيك عندما تحكي لك أمورا من وجهة نظرها تراها مهمه ، واحتويها ولاتتركها عندما تجدها حزينه ، بل كن لها الصدر ألحاني والحبيب والصديق والأخ والأب ، ولاتعاتبها وقت الخطأ بل بعد أن تهدأ عاتبها برفق ولين ، ولاتنسي أن جعل بينكم مودة ورحمه ولاتفرض عليها أي شيء تكرهه فماخلقت للذل والإهانة ، ولاتلزمها بأي أعمال لأهلك إلا اذا هي قدمت ذلك بحب فهى شرعا غير ملزمة إلابك وبأولادكم ، ولاتستمع لأحد يحاول التخريب بينكما كن حذّرا ، ولاتظلمها كن عادلا معها ، وكذلك مع أمك وأختك وإبنتك أعط كل ذي حق حقه دون أن توقع الظلم علي الطرف الٱخر فتظلم نفسك ، ولاتتصرف فى أمور حياتك معها دون المشورة ، قد يكون رأيها أصوب ، ولاتحرم نفسك وأهل بيتك من عظيم الأجر وهي الصلاة حتي ولوبركعتين قيام الليل فلهما سر عجيب في سعادتكما … قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( استوصوا بالنساء خيرا ) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم … تحياتى …