اخبار

أفق المعرفة: رحلة البحث والابتكار”

خبير الصيد البري و رحلة التحدي والتفاني في خدمة البحث العلمي 

 

بقلم/جهاد بكر كيلانى 

 

في قلب محافظة الأقصر، حيث الطبيعة تمتزج بالتاريخ، نشأ علي حسين محمد سلمي منذ طفولته على حب المغامرة والاكتشاف. لم يكن طفلاً عاديًا، فمنذ أن بلغ السادسة من عمره، بدأ في تعلم مهارة لا يتقنها الكثيرون—صيد الثعابين السامة، وخاصة الكوبرا المصرية وثعبان البخاخ (كوبرا البخاخ) والعقارب والحيات ، تلك الكائنات التي يخشاها الجميع لكنه تعلم كيف يتعامل معها بكل احترافية وشجاعة.  

 

 

 

 

رحلة التعلم على يد والده رغم المخاطر  

 

لم يكن هذا الطريق سهلًا، فقد بدأ والده، الذي كان خبيرًا في التعامل مع الثعابين، بتعليمه كيفية الإمساك بها وتقيمها لمردي معامل المصل واللقاح والكليات والجامعات المصرية لخدمة البحث العلمي ، حيث تُستخدم في إنتاج الأمصال المضادة للدغات السامة والتطعيمات ، الأمر الذي يجعل عملهم رسالة علمية وإنسانية تساهم في إنقاذ الأرواح وخدمة البحث العلمي .  

أفق المعرفة: رحلة البحث والابتكار”

 

 

 

لكن هذه المهنة الخطيرة لم تمر دون تضحيات، فقد تعرض والده ذات يوم للدغة قاتلة من أحد الثعابين السامة، ما أدى إلى إصابته بعجز في يده اليسرى ، عانى خلالها من الألم والعجز لكنه لم يفقد شغفه بمهنته، وعرض مرة ثانية للدغة أخرى عجز على إثرها أصبع يده اليمنى ولم يتراجع بل استمر في تدريب ابنه علي على التعامل مع هذه الكائنات الفريدة.  

 

 

 

 

لحظة الخطر: عندما كاد علي يفقد حياته 

 

كبر علي وتعمقت خبرته، لكنه في أحد الأيام تعرض لاختبار قاسٍ عندما لدغه ثعبان كوبرا البخاخ ، ذلك الثعبان الخطير الذي يمكنه نفث سمه من مسافة بعيدة. لم يكن أمامه سوى التصرف بسرعة لإنقاذ نفسه، ومع ذلك، ورغم الألم والخطر وعجز أصبع في يده اليسرى، لم يتراجع عن مواصلة مسيرته في حماية البيئة وخدمة البحث العلمي . 

 

رحلة التحدي والتفاني في خدمة البحث العلمي 

 

 

– دوره في حماية الطبيعة الإفريقية 

 

لم تقتصر جهود علي حسين محمد سلمي على صيد الثعابين وتقديمها لمعامل البحث، بل أصبح واحدًا من المدافعين عن حماية الحياة البرية والتنوع البيولوجي في القارة الإفريقية. بفضل خبرته، انضم إلى مركز حماية الطبيعة الإفريقية، حيث يعمل على:  

 

– تدريب الأجيال الجديدة على التعامل السليم مع الحيوانات البرية الخطرة –  

 

– المساهمة في حملات الحفاظ على الأنواع المهددة بالانقراض.  

 

– تقديم الاستشارات في إدارة الحياة البرية والتوازن البيئي في الدول الإفريقية وعلى الرغم من عدم تعلمه في المدارس إلا أن خبراته جعلته مصدر معلومات هامة للجامعات الإفريقية .  

 

 

 

 

التعاون الأكاديمي والدبلوماسي في حماية الطبيعة

 

يُعد مركز حماية الطبيعة الإفريقية أحد أبرز المشاريع البيئية في القارة، وقد نشأ نتيجة تعاون أكاديمي ودبلوماسي مشترك بين:  

 

– سفارة جمهورية النيجر بالقاهرة

 

– جامعة الوفاق الدولية المعتمدة من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار التقني بجمهورية النيجر 

 

 

 

 

ومن خلال انضمام عل إلى هذا التعاون، ساهم علي حسين محمد سلمي في نشر الوعي البيئي، وتنفيذ برامج لحماية الحياة البرية، والتدريب على التعامل مع الكائنات السامة بنظام التعليم عن بعد مما جعله رمزًا للتفاني في خدمة البيئة والبحث العلمي في إفريقيا.  

 

 

 

 

إرث من الشجاعة والتضحية

 

اليوم، يواصل علي حسين محمد سلمي مسيرته بكل فخر، متحديًا كل المخاطر من أجل تقديم خدمة إنسانية وعلمية عظيمة. 

 

رغم ما تعرض له من أخطار، ورغم العجز الذي أصاب والده،والذي أصابه هو إلا أنه يؤمن بأن حماية البيئة والمشاركة في صناعة الدواء والطعومات ليست مجرد مهنة، بل هي رسالة حياة، ومهمة يجب أن تستمر لأجيال قادمة.

 

خبير الصيد البري و رحلة التحدي والتفاني في خدمة البحث العلمي 

 

“أفق المعرفة: رحلة البحث والابتكار”

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى