المقالات

ذكاء وفراسة المؤمن

جريده موطني

ذكاء وفراسة المؤمن

بقلم / محمـــد الدكـــروري

ذكاء وفراسة المؤمن

إن الحمد لله، نحمده سبحانه وتعالي ونستهدية ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، إنه من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمد عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه الى يوم الدين ” يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ” أما بعد، روي عن حبر اﻷمة ابن عباس رضي الله عنهما، أنه قال ثلاثة لا أقدر على مكافأتهم ورابع لا يكافيه عني إلا الله، فأما الثلاثة، رجل أوسع لي في مجلسه، ورجل سقاني على ظمأ، ورجل اغبرت قدماه يمشي في حاجتي، وأما الرابع فما يكافئه عني إلا الله، رجل نزل به أمر فبات ليلته يفكر فيمن يقصده ثم رآني أهلا لحاجته فأنزلها بي.

 

وقيل أن بعد وفاة السيدة فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه من خولة بنت جعفر بن قيس الحنفية وهي من بني حنيفة، فولدت له ولدا سمّاه محمد، فهو محمد بن علي، غير أن الناس أرادوا التفريق بينه وبين ذرية السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها فسموه، محمد بن الحنفية، واشتهر بها أبدا رضي الله عنه، ولم يكن يكبره أخواه الحسن والحسين رضي الله عنهما بأكثر من عشرة أعوام، ونشأ محمد بن الحنفية، نشأة أبيه فروسية وبطولة وشدة وشكيمة، فكان أبوه يقحمه في الشدائد والمعارك، فقال له بعضهم يوما، لماذا يقحمك أبوك في مواطن لا يقحم فيها أخويك الحسن والحسين ؟ فكان جوابه عجبا من الفصاحة الهاشمية.

 

قال لأن أخويّ هما عينا أبي وأنا يده، فهو يقي عينيه بيديه، فتأمل كيف تجاوز حظ نفسه، وكيف فضّل أخويه، وكيف التمس العذر لأبيه، وكيف لم يسقط في فخ النميمة، وتأمل عبارته وإيجازها وإعجازها، ووقع بينه وبين أخيه الحسن خلاف فكتب إليه، أما بعد، فإن الله تعالى فضّلك عليّ، فأمك فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأمي امرأة من بني حنيفة، وجدك لأمك رسول الله صلي الله عليه وسلم، وصفوة خلقه، وجدي لأمي جعفر بن قيس، فإذا جاءك كتابي هذا فتعال إليّ وصالحني حتى يكون لك الفضل عليّ في كل شيء، فلما بلغ كتابه أخاه الحسن رضي الله عنه، بادر إلى بيته وصالحه، فسبحان الله العظيم، ذرية بعضها من بعض، وعجب في التربية، فقد كان فطنا إلى درجة أن جعل الفضل كله لأخيه.

 

ولم يبادر هو إلى مصالحة أخيه، حتى لا يكون له الفضل عليه، وأعطاه فرصة لذلك، ونبهه على فضل السبق، وأدبه هذا ليس مجرد أدب الأخ مع أخيه الأكبر، بل كان أدبا مع ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم، رضي الله عنه وعن إخوته وكل آل البيت الأطهار، ما تعاقب الليل والنهار، فصلوا وسلموا على خير خلق الله محمد بن عبد الله، صلي الله عليه وسلم فقد أمركم الله بالصلاة والسلام على نبيه، فقال في محكم التنزيل ” إن الله وملائكته يصلون علي النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما “ذكاء وفراسة المؤمن

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار