
روحه كريهة
حقد القلوب يغتال الروح
يُظلم النفس وتسود الجروح
يأكل الروح ويميت اليقين
في قلبها غل وحسد دفين
تتلوى ألمًا وتتوجع الأسى
يا حسرتا على قلبٍ أسود
مظلمًا لا نور فيه يهتدى
يفقد الرحمة ويفتقد الإيمان
يغُوص في دُنيا من الظُلمات
لا شُعاع فيها ولا إشراق
يَبقى الحقدُ في القلب كالسم
يَفتك بالرُّوح ويُميت القلب
يَبقى الحقدُ في القلب كالسم
يَفتك بالرُّوح ويُميت القلب
ويُصبحُ الفؤادُ قفرًا مُوحشًا
تَعوي بهِ الضغائنُ كذئبٍ مُغتربِ
تُعشِّشُ فيهِ الأوهامُ السوداءُ
وتنمو فيهِ الشكوكُ كعُشبٍ مُجْدِبِ
يُرى العالمُ بعينٍ كليلةٍ
ويُفسَّرُ كلُّ فعلٍ بقصدٍ مُريبِ
تضيقُ بهِ الدنيا على اتساعِها
ويُحسُّ بالغربةِ بينَ الأقربِ
يُحاصرُهُ الماضي بأشباحِهِ
ويستقبلُ المستقبلَ بوجهٍ مُقطَّبِ
يُنكرُ الجميلَ ويُضمرُ البغضاءَ
ويفرحُ لِمصابِ الآخرينَ المُتعبِ
يُحادثُكَ بلسانٍ فيهِ لُيونةٌ
وفي الصدرِ براكينُ من الغضبِ المُحتجبِ
يُخفي الدسائسَ ويبدي المودةَ
كأفعى تندسُّ تحتَ الثوبِ المُذهَبِ
يُعاني في صمتٍ من نارٍ تُضرمُهُ
ويحسدُ الهانئَ في مَرقَدِهِ الطَّيِّبِ

تُؤرِّقُهُ النِّعمَةُ في كفِّ غيرِهِ
ويبيتُ ليلهُ بتقليبٍ مُتعِبِ
يُقارنُ حالَهُ بغيرِهِ سُخطًا
وينسى عطايا اللهِ التي لا تُحسبِ
يُعميهِ الحقدُ عن رؤيةِ الحقِّ
ويُصمُّ أُذنَهُ عن صوتِ المُؤَنِّبِ
يُسيطرُ عليهِ الشيطانُ بسهولةٍ
ويُزينُ لهُ الشرَّ فعلًا مُستَحَبِ
يُصبحُ أسيرًا لأفكارٍ مُظلمةٍ
ويفقدُ القدرةَ على التفكيرِ المُهذَّبِ
يُشعلُ الفتنَ بينَ الناسِ سعيًا
ويزرعُ بذورَ الشقاقِ في كلِّ مَذهَبِ
يُفرحُهُ الخلافُ ويُسعِدُهُ النزاعُ
ويُغضبُهُ الوِفاقُ والصفُّ المُرتَّبِ
يُفسدُ العلاقاتِ ويُشيعُ الظنونَ
ويُحبُّ أن يرى الجميعَ مُعذَّبِ
يُقلِّلُ من شأنِ الآخرينَ عمدًا
ويُعلي من نفسِهِ بوصفٍ مُكذَبِ
يُحاولُ إطفاءَ نورِ الناجحينَ
ويُسرُّ إذا ما نجمُهُم قد غَرُبِ
يا لشقاءِ الروحِ التي تحملُ الحقدَ
ويا لخسارةِ القلبِ الذي بهِ استَوْطَنَ اللهبُ
فالحقدُ يُفسدُ الدنيا ويُعذبُ الروحَ
ويُلقي بصاحبهِ في مهاوي العطبِ
فاللهمَّ طهِّرْ قلوبَنا من الغِلِّ
واجعَلْنا من عبادِكَ الذينَ تَحبُّ
بقلم/شيماء الدنان