قصة قصيرة زعيم الحياة الطبيعية منذ الصغر وهو نابغ في دراسته ومتفوق علي أقرانه وبعد أن حصل علي الثانوية العامة بتفوق حصل علي منحه دراسية لدراسة الهندسة قسم إلكترونيات من إحدى الجامعات الإنجليزية العريقة. وفي الجامعة ومع توافر الإمكانيات الجبارة والمعامل المتقدمة والمكتبة المتنوعة عاش أجمل أيام حياته غواصا في بحر العلم ونهل من المعارف الكثير حيث تغيرت طريقه تفكيره من التحصيل إلى الإبداع والابتكار وأثناء الدراسة وقعت عيناه عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن مسابقة لوكالة ناسا تدعو إلى تقديم ابتكار أو اختراع يفيد الإنسانية. قرر جمال أن يتقدم بابتكار كان يحلم به منذ أول يوم لدراسته للهندسة وهو نمط إنسان إلى ريبوت يحكم دوله وذلك عن طريق تغذيته بالمعلومات الكثيرة عن ظروف الدولة ومواردها وطقسها وموقعها وعدد سكانها… وبناء عليه يبدأ الريبوت في إصدار القرارات والتعليمات التي ينفذها الجميع عبر شبكة من الفيبراوبتك متصلة بمجلس الوزراء التي ترسل لكل وزاره تعليمات الروبوت وتتابع تنفيذها وأي خطأ يحدث في تنفيذ التعليمات يشعر به الريبوت ويرسل اتذلرات للوزارة ولمجلس الوزراء في وقت واحد لتفادي الخطأ. وكان من أهم أسباب نجاح الفكرة هو تجنب الخطأ البشري في هذا الموقع الحساس كذلك الروبوت ليس له شهوات أو أطماع أو أيدولوجيه وبالتالي كل قراراته ستكون علمية ومنطقية وعادلة تم استدعاء جمال إلى وكالة ناسا لمناقشة الفكرة وتم التواصل مع جوجل لإمداد الريبوت بجميع المعلومات اللازمة لنجاح المشروع. بعد الانتهاء من أنشاء الريبوت تم دخوله الكثير من الاختبارات التجريبية والتي نجح فيها بتفوق في السياسة والاقتصاد واللغات وكذلك عدد ساعات العمل عرضت الوكالة على جمال العمل بها وإكمال دراسته في إحدى الجامعات الأمريكية على أن تتحمل الوكالة كل مصاريف جمال. أنهى جمال دراسته سريعا وأصبح مهندسا في الوكالة التي قررت عدم نشر ذلك البحث العلمي واستغلاله عبر السي إي إيه في إحدى الدول النامية واختارت السي إي إيه بلاد الموز لعمل الجهاز بها وتجربته على أرض الواقع خاصة أن ملك تلك الدولة شخص بدائي وعلي علاقة جيدة بأمريكا وسيرحب بهذا الجهاز الذي سيساعده في أداره بلده. تم سفر الجهاز عبر تكتم شديد من المخابرات والوكالة على أن يكون جمال هو المسئول عن تشغيل الجهاز ودكتورة إيفا مشرفة على التجربة والمسئولة عن تقييم أداء الريبوت على أرض الواقع والحكم بين النظرية والتطبيق. بدا الجهاز في العمل بكم من القرارات الصعبة وأعاده هيكله الوزارات ووضع اللوائح والقوانين والتشريعات وإنشاء المشروعات في البداية ابتهج المواطنون من فكر الجهاز وأدائه بعد سنوات عجاف مع ملك الجزيرة ولكن كم التعليمات التي يتم اتخاذها يوميا لم يستطع المواطنون مجاراتها لأنها تصدر من إله وليس من بشر وبالتالي كان هناك فارق كبير بين معدلات التخطيط ومعدلات الأداء وبالتالي ظهر الكثير منهم بمظهر المقصر وزادت مرات الإنذار في كل الوزارات وبدأت عمليات خصم الحوافز والأرباح والمرتب تزداد بكثرة ووصل الحال الي الفصل من العمل بلارحمه. الريبوت جهاز لا يتعب ولكن البشر لهم طاقة وتحكمهم قدرات ولهم مشاكلهم التي تؤثر علي حالتهم النفسية وأداؤهم في العمل ضج الكثير من التعليمات والخصومات والقرارات. خاصة أن تلك القرارات رغم جودتها التي تعتمد على العلم إلا أنها فشلت في تحسين حياتهم اليومية بل أصبحت عبأ كبيرا عليهم وزادت من مشاكلهم النفسية والاجتماعية فازدادت معدلات الطلاق وانتشرت السرقة وبدا الناس في التذمر كانت حياتهم البسيطة مع ملك الجزيرة رغم بساطتها حياة هادئة جميلة. قد يكون الريبوت نجح في تحسين وضع الجزيرة ولكنه لم يحسن وضع الفرد خاصة أن تقارير الريبوت تعلن يوميا زيادة الإنتاج ومع كل زيادة يسال سكان الجزيرة واين تذهب هذه الزيادة. لم يشعر بها أحد قررت الوكالة عمل اختبار بعد ٣ سنوات وهو استطلاع رأي يشارك فيه جميع سكان الجزيرة والسؤال هل تختار للجزيرة الحاكم البشري أم الريبوت. ذهب الجميع إلى لجان الاستفتاء وبعد ساعات من الفرز الإلكتروني كانت النتيجة هي فوز حاكم الجزيرة كونتشو علي الريبوت بنسبه ١٠٠٪ لقد اختار الجميع بلا استثناء كونتشو لأنه بشر مثلهم يشعر بهم ويتفاعل مع الالامهم ويحلم معهم رغم كل أخطائه لأنه في النهاية بشر يصيب ويخطئ ولكنه يتفاعل وأحيانا يتغافل وليس أداه أو ماكينة لا تشعر وتتعامل مع الوضع كانه رقعه شطرنج. مع خروج نتيجة الفرز من الريبوت انفجر الريبوت لان النتيجة كانت خارج توقعاته التي وضعها جمال أثناء برمجه الريبوت شعر جمال بالذنب عندما وضع معادلاته النظرية لتتحكم في بشر لهم مشاعر وأحاسيس ورغبات وطموحات. كانت الفكرة عبقرية ولكن التنفيذ غلط كان يحدث نفسه بذلك أخبرته إيفا أنه حان وقت العودة إلى الوكالة بعد فشل التجربه وتم تحديد موعد السفر غدا مساء رد في هدوء يحسد عليه وقد حسم أمره أنه لن يعود إلى صخب المدن وهدوء المعامل وروتين العمل بل سيظل في تلك الجزيرة ويصبح أحد مواطنيها يتمتع بجمال الطبيعة ونسيم البحر وجمال البساتين. ابتسمت إيفا وصارحته بحبها له وأنها وجدت فيه معنى الرجولة خلال فترة عملها معه وقررت أن تتزوج من جمال الذي فرح بعرضها وذهبا إلى ملك الجزيرة الذي أقام لهما حفل زفاف أسطوري و منحهما شاليه يطل على المحيط كهديه للزواج و تكليفهما بالعمل كمستشارين له بغرض الاستفادة من علمهما في تحسين أحوال الجزيرة نشرت جميع الجرائد الأمريكية خبر اعتزال جمال وإيفا العمل البحثي والإقامة في الجزيرة البدائية وسافر صحفي من جريدة الواشطن بوست وهرست لعمل لقاء معهما ويعد الحديث الصحفي. أجرت معهما قنوات النيشرول جوجرافي وبرنامج البيت مش بيتك و… الكثير من القنوات عدد من اللقاءات التي تصور جمال الطبيعة والحياة البسيطة مما ساهم في شهره الجزيرة وأصبحت منتجعا سياحيا عالميا وأطلق على جمال في الصحف الأمريكية زعيم الحياة الطبيعية تمت م محمود عبد الفضيل/ مصر
