مقالات

سبب خسارة العالم من أرواح وممتلكات

سبب خسارة العالم من أرواح وممتلكات

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

الحمد لله وكفى، وما قلّ وكفى خير مما كثر وألهى، والصلاة والسلام على النبي المصطفى خاتم الأنبياء والمرسلين وشفيعنا يوم الدين، وعلى آله وصحبه وسلم، ثم أما بعد إن الإتقان هو الذي تميزت به أمة الإسلام، وسادت الأمم لما تمسكت به، والإتقان مطلوب في كل شيء، لأنه إحسان والله يحب المحسنين، وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح، وليحد أحدكم شفرته، فليرح ذبيحته ” رواه مسلم، إذن حتى في ذبح البهيمة وإزهاق روحها، يجب أن يكون هذا بإتقان حتى لا يفقد الإحسان بتعذيب هذه البهيمة، والإتقان يؤجر عليه المسلم إذا كان ابتغاء مرضاة الله تعالي، فلا تحرم نفسك الأجر إذا كنت متقنا، وإن من الخسارة أن يكون الهدف الوحيد من الإتقان هدفا دنيويا. 

 

حتى في أعمال الدنيا، كالوظيفة وغيرها، فغير المسلمين تجد منهم من يتقن عمله ولكنه لا يؤجر عليه، والله تعالي يجازيه به في الدنيا، أما المسلم فينبغي له أن يجعل الهدف الأول رضا الله تعالي لأنه أولى الأهداف، وأنت أخي الكريم لا شك أنك تتمنى أن يعاملك الناس بالإتقان في جميع الأمور، وإذا اشتريت آلة تبحث عن الشركة التي تتقن الصنع، وكذلك أنت يجب أن تعامل الناس بما تحب أن يعاملوك به، فإن هذا من كمال الإيمان، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ” رواه البخاري ومسلم، وهكذا في المعاملات الدنيوية مطلوب منا أن نتقن أعمالنا، فأنت أيها المسلم حري بك أن تكون أكثر الناس حرصا على الإتقان في وظيفتك، أو مهنتك، أو عملك، وأن تكون قدوة لغيرك في ذلك، وهذا في كل وقت. 

 

لأنك تعلم أن الله تعالي مطلع عليك، فلا يكون إتقانك لأجل أحد من المسؤولين، وينبغي لنا أن نعلم أن الإتقان في العمل من الوفاء بالعقد، وأن التقصير ونقص العمل من الخيانة وإخلاف الوعد، فكما تريد أن تأخذ راتبك وأجرتك كاملة، يجب أن تؤدي عملك كاملا، بغض النظر عن راتبك قليل أو كثير، وسواء قدرت جهودك أم لا، وسواء كرموك أم نسوك، ولا تترك الإنضباط والإتقان بسبب ما تراه من تسيب بعض الموظفين أو العاملين معك، فتقليدهم لن يعفيك أمام الله عز وجل إن أهملت واجبك، وأنت ما دمت رضيت بعملك، وأبرمت العقد على القيام به، فقم به على أكمل وجه، وإن لم يقدر جهدك مسؤولك، فالمهم أنك أرضيت ربك، وكسبت الكسب الحلال الذي لا إثم فيه ولا شبهة، وإن ترك الإتقان يجر على الناس الويلات، وأحيانا يعرض حياة الناس للخطر. 

 

وانظر كم يخسر العالم من أرواح وممتلكات بسبب الصناعات الرديئة غير المتقنة، فالإتقان محمود في كل شيء وصاحبه ممدوح في الدنيا والآخرة، فقال الله سبحانه وتعالى ” الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا ” أي قالوا أصوبه وأخلصه، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه ” وأن تعبد الله كأنك تراه هذا هو كمال الإتقان ” فإن لم تكن تراه فإنه يراك ” وأن تعلم قبل أن تعمل ذاك قمة الإتقان وهو باب العلم قبل القول والعمل ” فأعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك ” وعليك أن تراقب الله تعالي في سرك مثل علانيتك ذلك هو الإخلاص في الإتقان فيقول تعالي ” وقل أعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون” وعليك أن تحرص على محاسبة نفسك بإستمرار وهذا هو الحرص على الإتقان ” حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا” 

سبب خسارة العالم من أرواح وممتلكات

وكما عليك أن تأخذ بإسباب الإتقان وتبذل الجهد الصادق في ذلك هذا هو طريق الإتقان “فخذها بقوة” فالله تعالي قد وصف نفسه بالأتقان فقال تعالي ” صنع الله الذي أ

تقن كل شيء”

سبب خسارة العالم من أرواح وممتلكات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى