شريط الاخبار

سبل الوقاية من النفاق

سبل الوقاية من النفاق


بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الثلاثاء الموافق 27 أغسطس 2024
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، ثم أما بعد، إن من سبل الوقاية من النفاق هو كثرة ذكر الله تعالى، فذكر الله تعالى من سمات المحبين المؤمنين، حيث قال ابن القيم رحمه الله “إن كثرة ذكر الله عز وجل أمان من النفاق، فإن المنافقين قليلو الذكر لله عز وجل، وقال الله عز وجل في المنافقين ” ولا يذكرون الله إلا قليلا ” وقال كعب من أكثر ذكر الله عز وجل برئ من النفاق، فإن في ذلك تحذيرا من فتنة المنافقين الذين غفلوا عن ذكر الله عز وجل فوقعوا في النفاق، وسئل بعض الصحابة رضي الله عنهم عن الخوارج منافقون هم؟ قال “لا، المنافقون لا يذكرون الله إلا قليلا”

فهذا من علامة النفاق قلة ذكر الله عز وجل، وكثرة الأمان من النفاق، والله عز وجل أكرم من أن يبتلي قلبا ذاكرا بالنفاق، وإنما ذلك لقلوب غفلت عن ذكر الله عز وجل” وكما أن من سبل الوقاية من النفاق هو الدعاء، والدعاء هو سلاح المؤمن الذي يقيه من الوقوع في خطر النفاق عن جبير بن نفير قال دخلت على أبي الدرداء منزله بحمص، فإذا هو قائم يصلي في مسجده، فلما جلس يتشهد جعل يتعوذ بالله من النفاق، فلما انصرف قلت غفر الله لك يا أبا الدرداء، ما أنت والنفاق؟ قال “اللهم غفرا، ثلاثا، من يأمن البلاء؟ من يأمن البلاء؟ والله إن الرجل ليفتتن في ساعة فينقلب عن دينه”وكما إن من سبل الوقاية من النفاق هو الاتصاف التام بالصدق في الأمر كله، فإن الصدق هب الصفة الفاصلة بين أهل الإيمان وأهل النفاق.

وقال ابن تيمية “الصفة الفارقة بين المؤمن والمنافق هو الصدق، فإن أساس النفاق الذي بني عليه الكذب” ولهذا قال صلى الله عليه وسلم “إن أصابك شيء” يعني بعد بذل الجهد والإستعانة بالله سبحانه “فلا تقل لو أني فعلت لكان كذا كذا” وجزى الله عنا نبينا خير الجزاء فقد وضح لنا الحكمة من ذلك، حيث قال صلى الله عليه وسلم “فإن لو تفتح عمل الشيطان” أي تفتح عليك الوساوس والأحزان والندم والهموم، حتى تقول لو أني فعلت لكان كذا، فلا تقل هكذا، والأمر إنتهى، ولا يمكن أن يتغير عما وقع، وهذا أمر مكتوب في اللوح المحفوظ قبل أن تخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، وسيكون على هذا الوضع مهما عملت، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم “ولكن قل قدر الله” أي هذا قدر الله، أي تقدير الله وقضاؤه، وما شاء الله سبحانه فعله.

واعلم أن ربك فعال لما يريد، فلا أحد يمنعه أن يفعل في ملكه ما يشاء، ما شاء فعل سبحانه ولكن يجب أن نعلم أنه سبحانه وتعالى لا يفعل شيئا إلا لحكمة خفيت علينا أو ظهرت لنا، والدليل على هذا قوله تعالى ” وما تشاءون إلا أن يشاء الله إن الله كان عليما حكيما ” فوضح أن مشيئته تعالي مقرونة بالحكمة والعلم، وكم من شيءٍ كره الإنسان وقوعه، فصار في العاقبة خيرا له، كما قال تعالى ” وعسي أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم ” ولقد جرت حوادث كثيرة تدل على هذه الآية، فأنت إذا بذلت الجهد، واستعنت بالله، وصار الأمر على خلاف ما تريد، لا تندم، ولا تقل لو أني فعلت لكان كذا، إذا قلت هذا انفتح عليك من الوساوس والندم والأحزان ما يكدر عليك الصفو، فقد انتهى الأمر وراح.

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار