الأحد, أغسطس 10, 2025
الرئيسيةمقالاتشناشيل
مقالات

شناشيل

شناشيل

شناشيل 

 

 

بقلم ـ السعيد عبد العاطي مبارك الفايد 

شناشيل

( رأس الشاعر ) 

الشاعر و الباحث و الصحفي المغربي د٠ حسن نجمي / ١٩٦٠ م ٠

” أَنَا مِنْ هُنَاكَ.

تَأْتِينِي الرِّيحُ بِأَصْوَاتِ الكَمَنْجَاتِ.

وَأُغَنِّيَ أُغْنِيَةَ حُبِّي القَدِيمِ.

كَأَنَّ كَمَنْجَةً عَلَى رُكْبَتِي ” ٠

٠٠٠٠٠٠

من دولة المغرب نتوقف مع فنون الآداب و الثقافة حيث تجسد مسيرة الإنسان الذي لا ينفك من رحلة العطاء بين ظلال الكلمة يعزف لنا صدى وجوده مغنيا لمعاني الحياة في تلقائية نحو قيم تحكم معادلة الحياة من جديد وسط زحام العمل و المتغيرات بكافة أنواعها هكذا ٠

فكان اللقاء مع صوت أصيل يأتي من أعماق خريطة هذا المنعطف الإنساني بلا حدود من خلال المبدع د٠ حسن نجمي الذي يواصل رحلة الحصاد كالنهر المتجدد و الحرف المتجذر مع الحياة ٠٠

يظل يعزف متوالياته بين السياسة و الشعر من أجل النضال و الكفاح و قضايا الإنسان باحثا عن الحرية و العدالة في المجتمع و كل هذا مسطر في تجربته متأصلة الفكرة بروح المبدع و عقل الفيلسوف ٠٠ 

و مهتما بالشعر الشفوي ، و الحاصل على جائزة ابن عربي العالمية من أسبانيا ٠

 

= أليس هو القائل يلخص لنا خلاصة تجربته :

أوقظُ الفجر

أحيانا لا أرضى بهذا الليل –

حين لا يعطي لرَبْوَتِكِ شكلاً

حيث تنْطَرِحين على العشب وأغطيكِ بجسدي. 

 

* نشأته :

ولد الشاعر و الكاتب و الصحفي المغربي حسن نجمي ، عام 1960م ، في ابن احمد إقليم سطات ٠ 

ثم انتقل الى الرباط ٠

فهو شاعر ومؤلف وصحفي مغربي، رئيس اتحاد كتاب المغرب بين عامي 1998 و 2005 م ٠

ورئيس سابق لبيت الشعر في المغرب يشغل حاليًا منصب مدير هيئة الكتاب والمطبوعات بوزارة الثقافة.

 في بداية الثمانينات التحق حسن نجمي بـ جامعة محمد الخامس ليتابع دراسته في الآداب. 

وحصل على الإجازة ودبلوم الدراسات العليا في شعرية الفضاء. 

حصل على الدكتوراه في الشعر المغربي المعاصر، ودبلوم الدراسات العليا في الأدب الحديث من كلية الآداب بالرباط عام 1996. 

يحاضر عادة في قضايا الإبداع الشعري والتشكيلي في المغرب والعالم العربي، الخطاب الثقافي، المسألة الإعلامية، قضايا الديموقراطية وحقوق الإنسان، قضايا واهتمامات الشباب الفكرية والسياسية.

ترأس تحرير مجلة (الرائد)، ورأس تحرير صحيفة (النشرة)، وكان مديرا لمجلة (آفاق)، مجلة اتحاد كتاب المغرب . بدأ العمل الصحفي في صحيفة (الاتحاد الاشتراكي) منذ يوليو 1984، وعمل محررا صحفيا منذ 1984، ثم مدير لمكتب الصحيفة بالرباط منذ 1999. عمل أستاذا بمعهد الإعلام والتكوين الصحفي الخاص بالدار البيضاء ٠ 

 

* و قد صدرت له عدة أعمال شعرية و أدبية ونقدية، منها:

لك الإمارة أيتها الخزامى (شعر، البيبضاء 1982)

سقط سهوا (شعر، البيضاء، 1990)

الرياح البنية (شعر، الرباط 1993 – باشتراك مع الفنان محمد القاسمي)

حياة صغيرة (شعر، البيضاء 1995)

الحجاب (رواية، البيضاتء 1996)

الناس والسلطة (مقالات، طنجة 1997)

مسار فكر (حوار – سيرة ذاتية مع المهدي المنجرة، مراكش 1997 – باشتراك مع محمد بهجاجي)

الكلام المباح (حوار – سيرة ذاتية مع أحمد فؤاد نجم الدار البيضاء 1987)

الشاعر والتجربة (نصوص نقدية، البيضاء 1999)

شعرية الفضاء (دراسة نقدية، بيروت 2000)

شعرية الأنقاض : يوميات الحرب على العراق -2004

على انفراد – شعر – دار النهضة العربية -2007

جيرترود – رواية- المركز الثقافي العربي – 2011

غناء العيطة: الشعر الشفوي والموسيقى التقليدية -2007 م٠

 

وقد صدر له أخيرا ديوان ( رأس الشاعر ) و الذي وبين طياته ثلاثة أعمال شعرية ٠

 

و الفائز بجائزة ابن عربي الدولية للآداب العربية لهذا العام 2025 م ٠

* مختارات من شعره :

ضريح أنا أخماتوفا

” صلوا من أجلي” (أنَّا، 1938)

لا شتاء أطول من هذا الشتاء.

الآلهة الصغيرة وحدها تعرفُ –

لماذا بقينا هنا، إلى الآن، نحرس الضريح.

(حتى في الليل لا نفترف عنكِ).

قالت كتبٌ ستنهض التَّتريةُ من أبدِ نومها –

وستمضين، بقلب أخضر، عائدة إلى بلاط الحياة.

لهذا نحن هنا –

تُصلي قصيدنا من أجلك.

 

تُفّاحاتُ سِيزانْ

صدري الآن صحنٌ.

اتكئي ببستان تفاحك.

لا تطلي من نافذة الليل –

 

لكَم أسعدني هذا الظَّفَرُ بليلتنا:

شفرة اللسان حادة وتلمع في بَلَلِ الضوء.

 

والتفاحتان على صحني.

صوت المغني

سقطت من يدي كأسُ الأغنية

كنت شرِبتُ وارتويت وغنيتُ

وانصرف بي الشرابُ

وكنا معا في الأغنية نتبادل المعنى

أنت تبكين –

وأنا، مخطوفَ النظرة أعُدُّ الدمع والكلمات

ومضى بنا حديث الأغنية 

سألتْني:

لِمَ تنكسر النبرة في المقاطع؟

وسأْلْتُكِ:

ما الذي يُلَمِّحُ إليه صوت المغني؟ 

٠٠٠٠٠

شناشيل

أوقظُ الفجر

أحيانا لا أرضى بهذا الليل –

حين لا يعطي لرَبْوَتِكِ شكلاً

حيث تنْطَرِحين على العشب وأغطيكِ بجسدي.

 

ولا يمنح أصابعي ما يكفي من وَميضٍ

كي تنفتح مسامُّكِ.

وتنبت على نهديك قُبْلتي

وأرى عمري يرتعش في دفء أنفاسك.

أحيانا اتعب من الليل –

حين يخفق الضوء في رواق الحديقة. كأنّ الساعاتِ توقفتْ

والنجوم تَعَتَّمت بزرقة حَرْبٍ.

صدقت الليل طويلا –

والآن ضَجِرْتُ.

سأذهب لأوقظَ فجري المتأخر.

“الغصون تلاعب صوت الريح

وورق الشجر مرايا تضيء الوجوه

يمر الغيم فيغير الظلَّ-

والنفسَ

وأنا هنا في الشرفة

أنتظر حبيبتي”

( من ديوان : على انفراد )

شناشيل

و نختم له بهذه المقطوعة :

 أَنَا مِنْ هُنَاكَ.

تَأْتِينِي الرِّيحُ بِأَصْوَاتِ الكَمَنْجَاتِ.

وَأُغَنِّيَ أُغْنِيَةَ حُبِّي القَدِيمِ.

كَأَنَّ كَمَنْجَةً عَلَى رُكْبَتِي.

الخَيْلُ هُنَا فِي الأُغْنِيَةِ.

مَا مِنْ شَيءٍ غَيْرُ الشَّرَاشِفِ والمَلاَءَاتِ

(بَيْضَاءُ بَارِدَةٌ).

مَا مِنْ أَحَدٍ مَعِي غَيْرُ ذِكْرى صَوْتِكِ.

غَنِّي لِيَ غِنَاءَكِ.

غَنِّي لِي مَا لاَ يَطْلُبُهُ المُسْتَمِعُونَ.

سَأَسْمَعُكِ وَلَوْ مِنْ بَعِيدٍ.. وَلَوْ مِنْ وَرَاءِ التُّرابِ.

أُرَدِّدُ الكَلِمَاتِ الَّتِي غَنَّيْنَاهَا مَعاً.

أَطْفُو فِي صَوْتِكِ.

أَنْحَنِي بِقُبَّعَتِي تَحِيَّةً أَوِ اعْتِذَاراً لِلطَّرِيقِ.

وَأنَا أَمْشِي فِي الأُفْقِ وَحْدِي.

هذه كانت وقفة مع عالم الشاعر المغربي الموسوعي الرمز الثقافي التنويري الذي وظف لغته للفن و قضايا المجتمع في ثنائية فلسفية جمالية تشرق من أعماق الروح دائما ٠

 

 

شناشيل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Translate »