صحيفة العمر شعر مهدي خليل البزال ديوان الملائكة هيَ الأيامُ تُبقينا وتوصِفُ وضعَنا الأمثل ْ . وبعضُ الدّمع ِ يأسُرنا كسجنٍ باتَ لا يُحمَل . وبعضُ الصَّمتِ يأخُذنا ويكشِفُ سرَّنا المُثقَل ْ . ويعقد خَطوةَ الشّيطانِ في التجويف ِ بالمُجمَل . ويكثِر فوقَنا غَيثاً ظننَّا أنَّهُ مُنزَل . ولكن لم يكُن ْ غَيثاً يخدِّر جَنبنا الأثْقَل . ويترِك بعضَ أجسادٍ تعرَّى سِحرُها الأجمَل . ولم يُبقي سوى كهلٍ سقاهُ الكأسَ من حنْظَل . وأعرفُ أننّي التالي سأشربُ ذلك َ المِنهل . ظننتك بلسماً شافي ليظهَرَ فاتِكَ المِفصَل . ألا يا أيّها السَّاقي أهذا إسمه ُ الخَردَل . لماذا تُعطني سُمّاً وفوق َ رمادنا تَجذِل . ألا تَكفيكَ أعذاري لتَغوي جِسميَ الأعزَل . أما صارَحتَ أفكاري لتَصنعَ أحرفي مِغزل . أخذت الحبَّ من روحي وقلبي لم يزل مُقفَل . وتدنو من غِوار ِ النّار تلقي اللّهبَ أو تُكمل . فلا تأسفْ على الأجسامِ عِندَ فناءِها تَرحل . أَأتُرِكْ نظرةً حَيْرى وإكليلاً على محمَل ْ . تذكَّر أنَّك َ التالي على أكتافهم ْ تُحمَل . فهلْ أحسنت َ تقديراً ببعضِ الخير أن تعمَل . وهلْ أثقَلتَ ميزاناً وباقي الأمرِ لا تسألْ . هوَ اللّهُ الذي يُحصي حِساباً جمْعُهُ أثقل . صحيفة العمر