مقالات

صُنَّاع السعادة والأمل

جريدة موطني

صُنَّاع السعادة والأمل
محمود سعيدبرغش

السعادة والأمل هما مفتاحا الحياة الطيبة التي يسعى إليها كل إنسان. فبينما تمثل السعادة شعورًا بالرضا والفرح الداخلي، يمثل الأمل القوة التي تدفع الإنسان للاستمرار رغم العقبات. في الإسلام، نجد أن القرآن الكريم والسنة النبوية قدّما لنا منهجًا واضحًا لتحقيقهما.

السعادة في ضوء القرآن الكريم

يؤكد القرآن الكريم أن السعادة الحقيقية لا تأتي من المال أو الجاه، بل من الإيمان والعمل الصالح. قال الله تعالى:

﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ﴾ (النحل: 97).

إن العمل الصالح والإيمان يجلبان السكينة وراحة البال، وهي أعظم صور السعادة.

الأمل في رحمة الله

اليأس ليس من صفات المؤمن، فقد فتح الله باب الرحمة والتوبة لكل من ضاقت به الدنيا. يقول الله تعالى:

﴿لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا﴾ (الزمر: 53).

هذه الآية تملأ القلب بالرجاء، وتجعل المؤمن متفائلًا مهما اشتدت المحن.

السعادة في السنة النبوية

كان النبي ﷺ يبث السعادة في قلوب من حوله بالكلمة الطيبة والابتسامة، حيث قال:

“لا تحقرن من المعروف شيئًا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق” (رواه مسلم).

فالابتسامة والكلمة الطيبة قد تكون سببًا في تغيير حياة إنسان وإدخال السرور على قلبه.

كيف نكون صُنَّاعًا للسعادة والأمل؟

1. التقرب إلى الله: قال تعالى: ﴿أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾ (الرعد: 28).

2. الإحسان إلى الناس: قال النبي ﷺ: “أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس” (رواه الطبراني).

3. التفاؤل وحسن الظن بالله: قال ﷺ: “أنا عند ظن عبدي بي، فليظن بي ما شاء” (رواه البخاري ومسلم).

4. الصبر والثقة بالله: قال الله: ﴿إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا﴾ (الشرح: 6).

الخاتمة

السعادة والأمل لا يُشترَيان بالمال، بل يُصنعان بالإيمان، والعمل الصالح، والتفاؤل، وحسن الظن بالله. كن أنت صانع السعادة والأمل في حياة الآخرين، تكن من أسعد الناس!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى