الدكروري يكتب عن حول الآباء والأبناء
بقلم / محمـــد الدكـــروري
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله صلي الله عليه وسلم إنه مما يجلب بر الأبناء علي الآباء هو أن يقدم الأب رضا الله سبحانه وتعالى على رضاهم، ولا تحمله عاطفته وحبه على تنفيذ ما يشتهونه وإن كان محرما حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “من طلب رضا الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط الناس” رواه الترمذي، وروى الإمام مسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال “ما رأيت أحدا كان أرحم بالعيال من رسول الله صلى الله عليه وسلم” فقيل أنه قبّل رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي، وعنده الأقرع بن حابس التميمي جالسا، فقال الأقرع إن لي عشرة من الولد ما قبّلت منهم أحدا، فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال “مَن لا يَرحم لا يُرحم”
ولذلك قال العرب لاعب ابنك سبعا، وأدبه سبعا، وصاحبه سبعا، وأيضا فإن أول مسؤوليات الإنسان هي مسؤوليته عن نفسه، ومن ثم فحري به أن يعنى بتربيتها وإصلاحها، وإن من حقوق الأبناء على آبائهم هو إحسان الاسم وهو أن يختار الاسم الشريف، والاسم المطلوب في الإسلام، وفي الحديث الصحيح “أحب الأسماء إلى الله عبدالله وعبد الرحمن” أما الحديث الذي يقول “أحب الأسماء إلى الله ما عبد وحمد” فلا يصح، لكن كل اسم فيه لفظ العبودية فهو طيب وحبيب إلى القلوب لأن ابنك يوم أن يتردد في ذهنه هذا الاسم اسم عبد الله، عبد الرحمن، عبد الوهاب، عبد السلام، يتذكر هذه الصلة بينه وبين الله، والله شرف أنبياءه بالعبودية، فقال لرسوله عليه الصلاة والسلام فقال تعالي في سورة الإسراء.
” سبحان الذي أسري بعبده ليلا من المسجد الحرام إلي المسجد الأقصي ” وكما قال تعالي في سورة الفرقان ” تبارك الذي نزل الفرقان علي عبده ليكون للعالمين نذيرا” وكما نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يتسمى بعض الأسماء فقيل أنه جاءه رجل فقال ما اسمك؟ قال غاوي بن ظالم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم ” بل أنت راشد بن مقسط” فبدل عليه الصلاة والسلام اسم غاوي براشد وظالم بمقسط، تفاؤلاً أن يكون راشدا مقسطا،لأن الاسم جزء من شخصية الإنسان، وقد كان النبي يحب الأسماء الجميلة، ويكره القبيحة ويبدلها ففي صحيح مسلم والترمذي وغيرهما عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلي الله عليه وسلم غيّر اسم عاصية، وقال “أنت جميلة” وفي رواية لمسلم أيضا أن ابنة لعمر كان يقال لها عاصية.
فسمّاها رسول الله جميلة، وفي صحيح مسلم كذلك عن محمد بن عمرو بن عطاء قال سميت ابنتي بَرّةَ، فقالت لي زينب بنت أبي سلمة، إن رسول الله صلي الله عليه وسلم، نهي عن هذا الإسم، وسميت بره فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم “لا تزكوا أنفسكم، الله أعلم بأهل البر منكم” فقالو بم نسميها؟ قال ” سموها زينب” فواجب الأب أن يسمي ابنه اسما حسنا، يقول عليه الصلاة والسلام كما في الحديث الحسن “أحسنوا أسماءكم وأسماء أبنائكم، فإنكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم وأسماء آبائكم” فإذا جمع الله الأولين والآخرين ليوم لا ريب فيه نادانا بأسمائنا وأسماء آبائنا، نادانا مع الملايين المملينة والألوف المؤلفة من الشعوب والأمم والمجتمعات يا فلان ابن فلان ابن فلان من آل فلان.
قم إلى الله ليحاسبك ولا يظلمك هذا اليوم أفلا يريد المسلم أن يكون اسمه حسنا؟ ولا يكون اسما لا معنى له، اسم مستورد من أسماء الغرب التي لا تدخل في العقول، ولا في اللغة، ولا في الأدب، ولا في المجتمع، أو من الأسماء التي توحي ببعض المجون، أو الظلم، أو الفحش، أو سوء الأدب، فهذه أسماء تقشعر منها الأبدان، وكان يفعلها العرب.