فارتدا بصيرا
فارتدا بصيرا
بقلم / هاجر الرفاعي
فارتدا بصيرا
إن قصة سيدنا يوسف علية السلام كانت اختبار وامتحان اولا له ثم لأبوية أبية خاصة فمنذ أن حلُم برؤياه الصادقة والله سبحانه وتعالى يختبرة ويختبر صبرة كي يمنحة تصديق الرؤيا فالله سبحانه وتعالى وجد انه صابرا وأن سيدانا يعقوب أيضا صابرا صادقا مؤمنا بقضاء ربه متوسلا متضرعا اليه وبعد أن ذهب بصره أعاده الله اليه وجائته البشرى بأن يزسف حي يتنفس جيث قال الله تعالى في سورة يوسف بسم الله الرحمن الرحيم: “قال لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرخم الراحمين *اذهبوا بقميصي هذا فألقوه على وجه أبي يأت بصيرا وأتوني بأهلكم أجمعين**ولما فصلت العير قال أبوهم إني لأجد ريح يوسف لولا أن تفندون **قالوا تالله انك لفي ضلالك القديم **فلما أن جاء البشير ألقاه على وجهه فارتدا بصيرا قال الم أقل لكم أني اعلم من الله مالا تعلمون **”
اي”فـ { قَالَ } لهم يوسف عليه السلام، كرما وجودا: { لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ } أي: لا أثرب عليكم ولا ألومكم { يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ } فسمح لهم سماحا تاما، من غير تعيير لهم على ذكر الذنب السابق، ودعا لهم بالمغفرة والرحمة، وهذا نهاية الإحسان، الذي لا يتأتى إلا من خواص الخلق وخيار المصطفين تفسير السعدي الآية 93 من سورة يوسف: “أي: قال يوسف عليه السلام لإخوته: { اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هَذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيرًا } لأن كل داء يداوى بضده، فهذا القميص – لما كان فيه أثر ريح يوسف، الذي أودع قلب أبيه من الحزن والشوق ما الله به عليم – أراد أن يشمه، فترجع إليه روحه، وتتراجع إليه نفسه، ويرجع إليه بصره، ولله في ذلك حكم وأسرار، لا يطلع عليها العباد، وقد اطلع يوسف من ذلك على هذا الأمر.{ وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ } أي: أولادكم وعشيرتكم وتوابعكم كلهم، ليحصل تمام اللقاء، ويزول عنكم نكد المعيشة، وضنك الرزق.”
{ وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ } عن أرض مصر مقبلة إلى أرض فلسطين، شمَّ يعقوب ريح القميص، فقال: { إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلَا أَنْ تُفَنِّدُونِ } أي: تسخرون مني، وتزعمون أن هذا الكلام، صدر مني من غير شعور، لأنه رأى منهم من التعجب من حاله ما أوجب له هذا القول.”: “قوله تعالى : فلما أن جاء البشير ألقاه على وجهه أي على عينيه . فارتد بصيرا و ” أن ” زائدة ، والبشير قيل هو شمعون . وقيل : يهوذا قال : أنا أذهب بالقميص اليوم كما ذهبت به ملطخا بالدم ; قاله ابن عباس . وعن السدي أنه قال لإخوته : قد علمتم أني ذهبت إليه بقميص الترحة فدعوني أذهب إليه بقميص الفرحة . وقال يحيى بن يمان عن سفيان : لما
جاء البشير إلى يعقوب قال له : على أي دين تركت يوسف ؟ قال : على الإسلام ; قال : الآن تمت النعمة ; وقال الحسن : لما ورد البشير على يعقوب لم يجد عنده شيئا يثيبه به ; فقال : والله ما أصبت عندنا شيئا ; وما خبزنا شيئا منذ سبع ليال ، ولكن هون الله عليك سكرات الموت .قلت : وهذا الدعاء من أعظم ما يكون من الجوائز ، وأفضل العطايا والذخائر . ودلت هذه الآية على جواز البذل والهبات عند البشائر . وفي الباب حديث كعب بن مالك – الطويل – وفيه : ” فلما جاءني الذي سمعت صوته
يبشرني نزعت ثوبي فكسوتهما إياه ببشارته ” وذكر الحديث ، وقد تقدم بكماله في قصة الثلاثة الذين خلفوا ، وكسوة كعب ثوبيه للبشير مع كونه ليس له غيرهما دليل على جواز مثل ذلك إذا ارتجى حصول ما يستبشر به . وهو دليل على جواز إظهار الفرح بعد زوال الغم والترح . ومن هذا الباب جواز حذاقة الصبيان ، وإطعام الطعام فيها ، قد نحر عمر بعد حفظه سورة ” البقرة ” جزورا . والله أعلم .قوله تعالى : قال ألم أقل لكم إني أعلم من الله ما لا تعلمون ذكرهم قوله : إنما أشكو بثي وحزني إلى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون .”
فارتدا بصيرا