السبت, أغسطس 9, 2025
الرئيسيةمقالاتفسوف يلقون غيا 
مقالات

فسوف يلقون غيا 

فسوف يلقون غيا 

فسوف يلقون غيا 

 

بقلم ـ محمـــد الدكـــروري

 

الحمد لله خلق الخلق وبالعدل حكم مرتجى العفو ومألوه الأمم كل شيء شاءه رب الورى نافذ الأمر به جف القلم، لك الحمد ربي، من ذا الذي يستحق الحمد إن طرقت طوارق الخير، تبدي صنع خافيه، إليك يا رب كل الكون خاشعة، ترجو نوالك فيضا من يدانيه، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، أسلم له من في السماوات والأرض طوعا وكرها وإليه يرجعون وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا، ثم أما بعد، لا شك أن الله سبحانه وتعالى خلق الخلق لعبادته سبحانه، ولا يمكن ذلك إلا بإتباع أوامره تعالى وأوامر رسوله المصطفي صلى الله عليه وسلم وإجتناب النواهي، والبعد عن المحرمات والحذر من الكبائر، فكل ذلك من السبل الموصلة إلى رضوان الله عز وجل. 

 

ومن ثم يقر العبد بمغفرة ربه له ورحمته إياه، ثم ينال بعد ذلك ما كان يصبو إليه العبد من دخول الجنة والنجاة من النار، فمن أراد الجنة والفوز بها فطريقها واضح معلوم، وكذلك النار والنجاة منها أيضا واصح معلوم، لا يغفل عنهما إلا حيوان لا عقل له أو من تشبه به من بني البشر، فالله تعالى بحكمته البالغة وعلمه الذي وسع كل شيء بين للناس طريقي الخير والشر، فقال تعالى كما جاء في سورة البلد ” إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا” وكما قال الله عز وجل ” وهديناه النجدين ” فيجب على العبد وجوبا أن يحكم عقله ويعمل رأيه في ذلك لإختيار الطريق الذي يوصله إلى مرضاة ربه وبالتالي إلى جنة عرضها السموات والأرض، ولقد بين النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم ذلك الأمر بكلام واضح لا يحتاج معه المرء إلى تفسير أو توضيح وذلك في بيان طريقي الخير والشر. 

 

وأن الجنة والنار قد حفت كل منهما بما يناسبها وبما يدعو العبد للعمل به ليدخل الجنة وبما يحذر منه فيجتنب النار فقال عليه الصلاة والسلام “حفت الجنة بالمكاره، وحفت النار بالشهوات” فمن هذا المنطلق وجب على العبد أن يسعى في هذه الدنيا جاهدا كادحا لإرضاء ربه ونبذ ما سواه من الشهوات والكبائر، فإتباع الهوى سبب لوقوع العبد في المعصية وقد يزين له الشيطان هذه المعصية فيألفها العبد فيتخبط في المعاصي ويرتكب الكبائر غير مراع لما قد يحصل له من سوء الخاتمة عند إصراره على المعصية، فقال الله تعالى كما جاء في سورة ” فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلوات واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا” وقال ابن حجر الهيتمي اعلم أن جماعة من الأئمة أنكروا أن في الذنوب صغيرة، وقالوا بل سائر المعاصي كبائر، وإنما يقال لبعضها صغيرة وكبيرة. 

 

بالإضافة إلى ما هو أكبر منها، وقال جمهور العلماء أن المعاصي تنقسم إلى صغائر وكبائر، ولا خلاف بين الفريقين في المعنى، وإنما الأولون فروا من هذه التسمية وكرهوا تسمية معصية الله تعالي صغيرة، وقال الإمام الذهبي الكبيرة هي ما نهى الله تعالي ورسوله عنها في الكتاب والسنة والأثر عن السلف الصالحين وقد ضمن الله تعالى في كتابه العزيز لمن إجتنب الكبائر والمحرمات أن يكفر عنه الصغائر من السيئات لقوله تعالى كما جاء في سورة النساء ” إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما ” وكما قال تعالى كما جاء في سورة النجم ” الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم إن ربك واسع المغفرة ” فأسأل الله سبحانه أن يحصن فروجنا، وأن يحفظ نساءنا وأبناءنا وبناتنا، إنه جواد كريم، بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم.

 

فسوف يلقون غيا 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Translate »