فضل بر الوالدين في الإسلام
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله الذي شرح صدور المؤمنين فانقادوا لطاعته، وحبب إليهم الإيمان وزينه في قلوبهم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه، لقد أرسل الله نبيه الكريم محمد صلي الله عليه وسلم ليكون هاديا ورحمة للبشرية الغارقة في غياهب الظلام، وعبادة الأوثان والجهل والضياع، فكان ميلاد الرسول صلي الله عليه وسلم هو الخير وإشراقة الأمل للبشرية جمعاء، حيث حملت به آمنة بنت وهب ووضعته نبيا هاديا محمودا ذكره في الحياة الدنيا والآخرة، حيث في شهر ربيع الأول، بزغ فجر الإسلام وولد خير البشرية، رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم، رسول الرحمة المهداة للبشرية الذي من الله به علينا حيث زيّن الله به نفوس المسلمين، وطهّر قلوبهم بهدايته، وجعله الرحمة المهداة للعالمين.
حيث لا طاعة لله إلا بطاعته، ولا يتحقق إيمان الإنسان إلا بمحبة رسوله المصطفى صلي الله عليه وسلم إنه الشفيع يوم القيامة، وأول من تفتح له الفردوس الأعلى، ومن عظيم حقوقه علينا كمسلمين هي الاقتداء بسنته، ونسلك دروبه وطريقه واتباع منهجه، والاقتداء بصفاته وأخلاقه، حيث قال الله تعالي في كتابه الكريم ” وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا،واتقوا الله، إن الله شديد العقاب” حيث يأمرنا الله عز وجل بطاعة الرسول صلي الله عليه وسلم والسير على أوامره والابتعاد عن نواهيه صلى الله عليه وسلم، فلا بد للمسلم من الانقياد بأوامر رسول الله صلي الله عليه وسلم واتباع نهجه وسنته، والثبات عليها، كي نفوز برؤيته في جنان الخلد والنعيم، فاللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آل محمد الطيبين المخلصين الطاهرين.
وأصحابه الغر الميامين رضي الله عنهم بإحسان إلي يوم الدين، أما بعد فإن بر الوالدين لا ينتهي بموتهما، فعن أبي أسيد الساعدي قال فيما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ جاءه رجل من بني سلِمة فقال يا رسول الله، هل بقي من بر أبويّ شيء أبرهما بعد موتهما؟ قال صلى الله عليه وسلم” نعم، الصلاة عليهما والاستغفار لهما وانفاذ عهدهما من بعدهما، وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما وإكرام صديقهما” فإن بر الوالدين يستمر في ذرية الإنسان وعقبه من بعده، فعن ابن عمر رضى الله عنهما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” بروا آباءكم تبركم أبناؤكم، وعقوا تعف نساؤكم” كذلك بر الوالدين يزيد في العمر، فعن سهل بن معاذ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “من بر والديه طوبى له، زاد الله في عمره” وإن من العجب العجاب .
أن ترى أنسانا قد أحاطت به الأرزاق من كل جانب، وارتفع مستواه الاجتماعى والمادى والمعنوى وعاش فى الترف وطغا وبغا وتكبر على أمه وأعمت الدنيا بصره وطمست على قلبه وعق أمه بسبب الحرص على الدنيا وحب الشهوات والزوجة الحسناء التي لا تفقه في دينها ولا دنياها وقد أجاد الكثير في ذلك حيث تبرأ أحدهم من أمه وألقى بوالدته المراكز الاجتماعية، وقذف أحدهم والدته عبر الطرقات، ووضع أحدهم أمه بجانب النفايات، ورمى بعضهم أمه في المستنقعات ودعا أحدهم على والديه بالموت والهلاك، وطرد كل من الزوجين أمه في أماكن غير معروفة، وسب أحدهما والدته ولعنها وطردها وكأنها بهيمة، والآخر يتمنى فراق والدته بمشورة من زوجته.
وهذا آخر يضرب أمه على وجهها بسبب إيقاظه لصلاة الفجر، والآخر لا يحب أمه ويحتقرها ويقول لها أنت كذا، وغير ذلك كثير من العقوق والمظاهر السيئة، أهكذا تكافأ الأم وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟فضل بر الوالدين في الإسلام