قصة صعود توماس بارتي
كتب:اسلام منصور
من شوارع غانا إلى قمة الكرة الأوروبية:
تعد مسيرة توماس بارتي قصة ملهمة عن الإصرار والعمل الجاد، فقد تحول من لاعب ناشئ في أكاديمية متواضعة بغانا إلى أحد أبرز لاعبي
خط الوسط في أوروبا لم يكن طريقه سهلا، بل كان مليئا بالتحديات التي شكلت شخصيته الرياضية القوية.
البدايات في غانا والانتقال إلى إسبانيا:
كما بدأ بارتي رحلته الكروية في أكاديمية أودوميت للكرة في بلدة أودوميت، حيث أظهر موهبة فطرية وقدرات بدنية تفوق أقرانه
لفتت مهاراته الأنظار مبكرا، وفي عام 2011، كانت الفرصة الذهبية عندما انتقل إلى نادي أتلتيكو مدريد الإسباني
لم ينضم مباشرة إلى الفريق الأول، بل قضى عدة سنوات في فرق الشباب، وهي مرحلة كانت ضرورية لصقل موهبته وتطوير
قدراته التكتيكية بعدها، خرج في فترات إعارة قصيرة إلى ناديي ريال مايوركا و ألميريا، وهما خطوتان كانتا حاسمتين في مسيرته
سمحت له هذه الإعارات باكتساب الخبرة والاحتكاك باللاعبين المحترفين، مما جعله يعود إلى أتلتيكو مدريد أكثر نضجًا وجاهزية.
التألق مع أتلتيكو مدريد تحت قيادة سيميوني:
في عام 2015، عاد بارتي إلى أتلتيكو مدريد، ليصبح جزءا لا يتجزأ من خطط المدرب دييغو سيميوني تحت قيادة سيميوني،
تطورت قدرات بارتي الدفاعية بشكل ملحوظ أصبح يجيد قطع الكرات، والضغط على الخصوم، وتغطية المساحات بفعالية كبيرة.
كما اكتسب قدرة على بناء الهجمات من العمق بفضل تمريراته الدقيقة، مما جعله يمثل حلقة وصل مهمة بين الدفاع والهجوم.
خلال هذه الفترة، ساهم في فوز فريقه بلقب الدوري الأوروبي عام 2018 وكأس السوبر الأوروبي في نفس العام،
ليثبت نفسه كأحد أفضل لاعبي خط الوسط في إسبانيا.
التحدي الجديد في أرسنال:
في عام 2020، كانت اللحظة التي غيرت مسار مسيرته بشكل جذري، عندما انتقل إلى نادي أرسنال الإنجليزي في صفقة ضخمة
كان الانتقال إلى الدوري الإنجليزي الممتاز تحديا جديدا، حيث كان عليه التكيف مع السرعة والقوة البدنية التي تميز هذا الدوري.
على الرغم من بعض الإصابات التي عطلت بدايته، سرعان ما أصبح بارتي قطعة أساسية في تشكيلة المدرب ميكيل أرتيتا.
قدرته على التحكم في إيقاع المباراة، وقوته البدنية في الاحتفاظ بالكرة، جعلته عنصرا لا غنى عنه في خط وسط “المدفعجية”
تُعد مسيرة توماس بارتي مثالا حيا على أن التفاني والعمل الجاد يمكن أن يفتحا الأبواب أمام تحقيق الأحلام، بغض النظر عن نقطة البداية.