مقالات

كفران العشير كبيرة من الكبائر

كفران العشير كبيرة من الكبائر

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

كفران العشير كبيرة من الكبائر ، إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا وأصلي وأسلم وأبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن إهتدى بهديه إلى يوم الدين أما بعد إن شكر من أحسن إليك مبدأٌ إسلامي أصيل يعتبر من مكارم الأخلاق، وإن من أحسن الشكر أن تقول لمن أحسن إليك جزاك الله خيرا، وقد ورد في السنة النبوية أحاديث كثيرة تدل على ذلك منها ما روي عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” من صنع إليكم معروفا فكافأوه فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه ” رواه أحمد، وعن أسامة بن زيد رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” من صنع إليه معروف فقال لفاعله جزاك الله خيرا فقد بالغ في الثناء ” رواه الترمذي.

 

وعن السيدة عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” من أُتي إليه معروف فليكافئ به، فإن لم يستطع فليذكره، فمن ذكره فقد شكره ” رواه أحمد، وعن طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” من أُولي معروفا، فليذكره، فمن ذكره فقد شكره، ومن كتمه فقد كفره ” رواه الطبراني، وعن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم ” قال من أُعطي عطاء فوجد فليجز به، فإن لم يجد فليثني، فإن من أثنى فقد شكر، ومن كتم فقد كفر، ومن تحلى بما لم يعط كان كلابس ثوبي زور ” رواه الترمذي، وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” إذا قال الرجل لأخيه جزاك الله خيرا، فقد أبلغ في الثناء ” وقال المباركفوري “جزاك الله خيرا” أي خير الجزاء أو أعطاك خيرا من خيري الدنيا والآخرة ”

 

فقد أبلغ في الثناء” أي بالغ في أداء شكره، وذلك أنه اعترف بالتقصير، وأنه ممن عجز عن جزائه وثنائه، ففوض جزاءه إلى الله ليجزيه الجزاء الأوفى، وقال بعضهم إذا قصرت يداك بالمكافأة، فليطل لسانك بالشكر والدعاء” وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه ” لو يعلم أحدكم ما له في قوله لأخيه جزاك اللهُ خيرا، لأكثر منها بعضكم لبعض” وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم ” يا معشر النساء تصدقن، فإني رأيتكن أكثر أهل النار، فقلن وبما ذلك يا رسول الله؟ قال تكثرن اللعن وتكفرن العشير ” رواه البخاري ومسلم، وقد ترجم الإمام البخاري لهذا الحديث بقوله باب كفران العشير وهو الزوج وهو الخليط من المعاشرة، وفي هذا الحديث وعيد على كفران العشير الزوج وهذا الوعيد يدل على أن كفران العشير كبيرة من الكبائر.

 

 

ولذا كان من عاقبة نكران الجميل هو زوال النعم، وحلول النقم، ونكران الجميل وجحد معروف الآخرين سبب من أسباب دخول النار، لأن النبي صلي الله عليه وسلم وضح لنا بأن النساء أكثر أهل النار لأنهن يكفرن العشير، والعشير في اللغة هو المخالط، من العشرة، وفسره أكثر العلماء في هذا الحديث بالزوج، ويحتمل أن يراد به العموم، وقال ابن عبد البر وأما قوله ” يكفرن العشير ويكفرن الإحسان ” فالعشير في هذا الموضع عند أهل العلم هو الزوج، والمعنى عندهم في ذلك كفر النساء لحسن معاشرة الزوج، ثم عطف على ذلك كفرهن بالإحسان جملة في الزوج وغيره، وقال ابن حجر رحمه الله تعالى أي تجحدن حق الخليط وهو الزوج، أو أعم من ذلك، وقال أهل اللغة العشير المعاشر والمخالط، وحمله الأكثرون هنا على الزوج، وقال آخرون هو كل مخالط.

 

ومعنى الحديث أنهن يجحدن الإحسان لضعف عقلهن وقلة معرفتهن، فيستدل به على ذم من يجحد إحسان ذي إحسان، والحاصل أن أكثر أهل العلم على أن المراد بالعشير هو الزوج، وبعضهم أشار إلى أنه عام في كل مخالط والذي يظهر أن فضل الوالد وحقه على ابنه أعظم، وأن البنت إذا كفرت نعمة أبيها عليها في تربيتها والإحسان إليها، وجحدت فضله فهي على خطر عظيم أن ينالها مثل هذا الوعيد فالعشير إن لم يكن يشمل الوالد والوالدة بعمومه اللفظي، فالمعنى يقتضيه ويدل عليه.

كفران العشير كبيرة من الكبائر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى