![](https://mawtany.com/wp-content/uploads/2025/01/inbound2724200288029805808.jpg)
كلُّ حيٍّ فاطمة .
كنّا نُلَملِمُ بعضَ النُّبلِ من وجع ِ
الأزمانِ نخفِقُهُ في الكأسِ فانصدَعا .
كنّا نجمِّعُ بعضَ الشَّوقِ من وَلَهِ
الأولادِ نَخزِنُه من عُمرِنا وجَعا .
في طَرفِهِ شغَفَ الصِّبيانِ دونَ حُلُم
في وِسِطهِ حُزنٌ كالدَّهرِ مُصطَنَعا .
لم يترِكوا ظلماً إلاَّ ذرُوهُ هنا
الظُّلمُ قاسٍ وذاكَ الطّفلُ ما خضَعا.
لم يجمَعوا أمراً إلاَّ الفسادُ بهِ
ألحبُّ نبلٌ معَ الأوثانِ ما اجتمعا .
لم يعرِفوا أنّهُ في جوفِهِ رجلٌ
كالدُّرِّ جوهَرُهُ في الصَّلبِ قد رُصِعا .
والجودُ من أمَةٍ أوصَتْ بهِ ِ خيراً
تِرياقُ نورٍ معَ الإيمانِ قد رضَعا .
ذاكَ الصَّبيُّ هنا في عاملٍ وجَدوا
كعبَ النِّعالِ على رأسِ العِدا وَضَعا .
في جدولٍ دَفنَ الأحلامَ منتَفِضاً
أشلاؤهُ نُثِرت ْ فوقَ الثَّرى قِطَعا .
في الجانبِ الثاني أُمٌّ ك فاطمةٍِ
قالتْ إلهي وسامَ العزِّ مُرتَفعا .
ما دامَ يحمِلُ سيفَ النّصر في يدِهِ
فالحقُّ باقي وغيرَ الحقِّ ما نَفعا .
شِبل ٌ يُناجي بليلٍ حالِكٍ خجلا
هلاَّ وفيتُ بخضبي عندما ارتَفعا .
هلاَّ وفَيتُ وأَوصالي هنا نزَفت
والخَضبُ أزهرَ من أجزاءِه ِ ورَعا.
هلاَّ وفيتُ وروحي لم تزلْ ثكلى
والغُصنُ أورَق َ من أغصانِه ِ ودَعا .
لو قطّعوا جسَدي في كلِّ أوديةٍ
عندَ النِّداءِ ألبِّي الأمرَ إن رجَعا .
هذا امتحانٌ ونرجو اللّهَ أيسَرَهُ
إنَّ البلاءَ بعينِ الله ِ إنْ وقَعا .
يا آيةً نزَلت في الذِّكر ِ بييِّنةً
إنَّ البيانَ بركنِ البيت ِ قد وُضِعا .
قصيدتي كلّ بيتٍ فاطمة .
مهداة إلى أنبلِ الأمهات ، وأطهر الزينبيات ،وأكرم الشهداء.
الشاعر مهدي خليل البزال
ديوان الملائكة.