مقالات دينية

كن على قدر الاصطفاء… ولا تضيّع حجّك

جريدة موطني

” كن على قدر الاصطفاء… ولا تضيّع حجّك

كتب ا.د. عامر الخالدي.
يا من اصطفاكم الله واختاركم من بين أكثر من مليار مسلم…

اعلموا أنكم الآن في موضع اصطفاء، لا يناله إلا ذو حظ عظيم. فكم من قلبٍ تمنى، وكم من لسانٍ دعا، وكم من عينٍ بكت، ولم يُكتب لها ما كُتب لكم. فاحمدوا الله على هذه الفرصة التي لا تتكرر، فقد لا تعود، وقد لا يُتاح لكم مثلها إلا بنسبة 0.5%، بل أقل.

وما دمتم قد وُفّقتم لهذا الشرف، فلا تفرّطوا به بالتهاون، ولا تضيّعوه بالغفلة، فإنّ الحج ليس رحلة سفر… بل هو وقوفٌ بين يدي الله، هو لبّ الإسلام وروحه، هو تجردٌ من الدنيا وارتقاءٌ بالروح.

فالمحاضرات التي تُقدَّم لكم اليوم ليست محاضرات عابرة، بل هي صمام الأمان، هي طوق النجاة.

كم من حاج عاد بلا حج! نعم، بلا حج! أخطاء في النية… تقصير في الطواف… جهل في الترتيب… ارتكاب محظورات… وبعضها تكلّفك فدية، بل قد تكلّفك كفارة تبلغ أربعة آلاف دولار!
بينما بإمكانك أن تتعلّم، أن تستفسر، أن تتهيأ… أن تضمن – بإذن الله – حجًا صحيحًا، لا ندم فيه، ولا خسارة.

أيّها المبارك، كل شيء في الحياة قابل للتأجيل والتعويض: السفر، العمل، الزيارة…
إلا الحج! فمناسكه مواعيد لا تؤخر… أيامه محددة لا تُبدّل… من فاتَهُ ركنٌ، فاتَهُ الحج كله.

تذكّر: من قرأ ألف كتاب، ولم يحضر محاضرة واحدة، قد يجهل كيف يُفرّق بين الركن والواجب والسنة. أما من حضر، سيفهم بوعيٍ أين يُطبّق الحكم، وكيف يُترجم العلم إلى عمل.

فلا تكن ممن يقول عند رجوعه: “يا ليتني حضرت… يا ليتني سألت… يا ليتني فهمت”…

واعلم أن هناك أكثر من مليار مسلم يقولون لك الآن: لو كنتُ مكانك، لما ضيّعت لحظةً واحدة من وقتي إلا في ما يُعينني على أداء هذا الركن العظيم كما يحبّه الله.

فكن عند الاصطفاء، كما يحبّ الله.
ولا تضيّع حجّك… فربما لا يُعاد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى