
كيف لا أشكوك
إلى أهل الهوى ؟!
و الحب في قلبي قد سرى
و الناس هنا قد نامت
على موعد حلم المُنى
و العاشقون يتقلبون في نار الجوى
و قد أرهقتهم الليالى الثكلى
و حنين فرط النوى ٠٠
و نبض الشجن طاب و استوى
و ها هي الذكريات تعود بما مضى !٠
فكيف أكتم لوعة البعد الدامي
و سهدي الطويل و أنيني الدائمِ؟
و كيف أداري دمعًا حارقًا يسيلُ
إذا لاح طيفك في ليلي القاتمِ؟
أشكو إلى النجوم سرًا دفينًا
و إلى القمر الشاهد على عذابي اللازمِ
و إلى الرياح الهائمة في الفضاء الرحيبِ
تحمل أنفاسي المثقلة بالهمومِ.
هنا في وحدتي، أصغي إلى صدى
ضحكاتك العذبة، و همساتك الناعمِ
تتردد في أرجاء روحي الكليلةِ
فتزيد اشتياقي و تشعل ضرامي.
أرى وجهك البهي في مرآة خيالي
يضيء عتمتي و يبلسم جراحي الدوامي
و أشم عطرك الفواح في ذرات الهواءِ
فأحيا به لحظاتٍ من الوصل الحالمِ.
يا حبيبي الغائب الحاضر في وجداني
متى ينجلي هذا البعد و يزولُ؟
متى تعود لترتوي أرضي القاحلةِ
من فيض حنانك و دفء وصالك السامي؟
أناجيك في صمتي، و دمعي يترجمُ
لوعة الفراق و مرارة الأيامِ
و قلبي يخفق باسمك في كل نبضةٍ
ترنيمة حبٍ عذبة الأنغامِ.
فصبراً يا روحي على هذا العناءِ
فما بعد الضيق إلا الفرج القادمِ
و ما بعد الليل الطويل و سهدهِ
إلا صباحٌ مشرقٌ باسمِ.
و تبقى الذكريات سلوى فؤادي
و بلسمًا لجروحي و سقمي الدائمِ
إلى أن يحين اللقاء المنتظرُ
و يجمعنا القدرُ جمعًا دائمِ.
[ السعيد عبدالعاطي مبارك- الفايد – مصر ]