اعلم اخي الحبيب القارئ المجيب انه لا يكره الموت الا احد رجلين احدهما من لا يؤمن بالاخره وعنده ان لا حياه ولا نعيم الا في الدنيا كمن وصفاهم الله تعالى بقوله ولا تجنهم احرص الناس على الحياه ومن الذين اشركوا يود احدهم لو يعمر الف سنه وما هو مزحزح من العذاب ان يعمر
يا حبيبي والثاني يؤمن به ولكن يخاف ذنبه فاما من لم يكن كذلك فانه يحبه وتمناه كما احبه الصالحون وتمنوه وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من احب لقاء الله احب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه
وقال تعالى فتمنوا الموت ان كنتم صادقين
فلنوت هو باب من ابواب الجنه منه يتوصل اليها ولو لم يكن موت لم تكن الجنه ولذلك من الله تعالى به على الانسان فقال الذي خلق الموت والحياه ليبلاكم ايكم احسن عملا
فقدم الموت على الحياه تنديها على انه يتوصل به الى الحياه الحقيقيه وعده علينا في نعمه فقال تعالى كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام فباي الاء ربكما تكذبان
وقال تعالى كيف تكفرون بالله وكنتم امواتا فاحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم
فجعل الموت انعاما انعاما لانه لما كانت الحياه الاخرويه نعمه ولا وصول اليها الا بالموت فالموت يعمل لان السبب الذي يتوصل به الى النعمه نعمه ولكم الموت ذريعه الى السعاده الكبرى لم يكن الانبياء والحكماء يخافون حتى قال احدهم والله ما ابالي اقرا على الموت او يقع الموت علي وكانوا يتوقعونه ويرونه انهم في حبس فينتظرون المبشر باطلاقهم قال تعالى ولئن متم او قتلتم لإلى الله تحشرون
