
مدخل إلى علم النحو و الصرف
السعيد عبدالعاطي مبارك الفايد – مصر ٠
((( مع أنواع الجملة وشبه الجملة )))
ونعتوا بجملة منكرا فأعطيت ما أعطيته خبرا ٠
٠٠٠٠٠
وأخبروا بظرف أو بحرف جر * ناوين معنى كائناً أو استقر ٠
( ألفية ابن مالك )
—–
كل عام و حضراتكم جميعا بخير ٠٠
في البداية مازال حديثنا موصولا
مع حلقات ( مدخل إلى علم النحو و الصرف ) و في هذا اللقاء الذي يعد مراجعة مختصرة عن هذا الباب الجملة اسمية و فعلية ، و شبه الجملة جار و مجرور و ظرف زمان و مكان ، و قد قدمنا من قبل حلقات مفصلة عن كل نوع مع أمثلة تطبيقية شاملة ، و نذكر في هذا اللقاء على ما سبق كي يتقن المتابع لفن النحو و الصرف استخداما نطقا و كتابة في حياته العملية و اليومية ٠٠
و من المعلوم أن الكلمة تتكون من اسم و فعل و حرف ، و الجملة من عدة كلمات و لها أركان مبتدأ و خبر ، هي جملة اسمية و فعلية و شبه جملة جار و مجرور و ظرف زمان و مكان ٠٠
مدخل إلى علم النحو و الصرف
– الجملة في تعريف النحاة :
هي الكلام الذي يترتب من كلمتين أو أكثر وله معنى مفيد مستقل.
مدخل إلى علم النحو و الصرف
– أنواع الجملة العربية نوعان لا ثالث لهما :
جملة اسمية ، وجملة فعلية.
– الفرق بين الجملة و شبه الجملة :
إذا كانت الجملة مبدوءة باسم بدءا أصيلا فهي جملة اسمية.
أما إذا كانت مبدوءة بفعل غير ناقص فهي جملة فعلية.
فمثلا:
( كان سعيد مسافرا ) ليست جملة فعلية؛ لأنها لا تدل على حدث قام به فاعل، وإنما هي جملة اسمية دخل عليها فعل ناسخ ناقص ٠
و هكذا ( قصيدة قرأت ) ليست جملة اسمية بالرغم من أنها تبدأ باسم، لكنها لا تبدأ به بدءا أصيلا، فكلمة ” قصيدة ” مفعول به، وحقه التأخير عن فعله، وإنما تقدم لغرض بلاغي، ومعنى ذلك أن بدء الجملة به بدء عارض، وإذن فهي جملة فعلية.
و الذي نفهمه من خلال دراستنا لباب الجملة في اللغة ، ونوع الجملة هو التحليل الصحيح لمدى فهمنا لأركانها لأساسية كما يتضح لنا ٠
والجملة لا بد أن يكون فيها ركنان أساسيان أو “عمدتان” يربط بينهما “الإسناد” وهو من أهم المصطلحات النحوية؛ فالخبر يسند إلى المبتدأ ٠
والفعل يسند إلى الفاعل أو نائب الفاعل، أي أن الخبر والفعل مسند، والمبتدأ والفاعل ونائب الفاعل مسند إليه.
= ركنا الجملة الاسمية:
للجملة الاسمية ركنان أساسيان، متلازمتان تلازما مطلقا، حتى عدهما سيبويه كأنها كلمة واحدة وهما المبتدأ والخبر. وحين تلتقي بجملة اسمية عليك أن تسأل نفسك: أين المبتدأ؟ وأين الخبر؟ وعليك أن تحدد موقعهما بدقة. والمبتدأ هو الاسم الذي يقع في أول الجملة؛ لكي نحكم عليه بحكم ما، وهذا الحكم الذي نحكم به على المبتدأ هو الذي نسميه الخبر؛ فهو الذي يكمل الجملة مع المبتدأ ويتمم معناها الرئيسي.
والمبتدأ والخبر مرفوعان، وعلينا أن نبحث عن العامل الذي يعمل فيهما الرفع.
سبق أن قلنا: إن الفعل هو الذي يرفع الفاعل وينصب المفعول والظرف … إلخ، وإن حرف الجر هو الذي يعمل الجر في الاسم، وإن حرف النصب يعمل النصب في الاسم أو في الفعل. فهذه كلها عوامل لفظية.
أما العامل في المبتدأ فهو عامل معنوي وهو ما نسميه “الابتداء”؛ ولذلك يعرف المبتدأ بأنه الاسم المجرد من العوامل اللفظية، فكون الاسم مبتدأ هو الذي يعمل فيه الرفع، وإذا سبقه عامل لفظي يعمل فيه، نسخ حكمه وجعله شيئا آخر غير المبتدأ. أما الخبر فالذي يعمل فيه الرفع هو المبتدأ.
العامل في المبتدأ إذن هو الابتداء، والعامل في الخبر هو الابتداء أو المبتدأ أو هما معا.
= شبه الجملة :
أنواعها : ظرف الزمان ، وظرف المكان ، والجار والمجرور .
سبب تسميتها بشبه الجملة : لأنها لا تؤدي معنى مستقلاً في الكلام ، وإنما تؤدي معنى فرعياً ، فكأنها جملة ناقصة أو شبه جملة .
التعلّق في الظرف والجار والمجرور :
لزوم التعلق : لا بدّ للظرف أو الجار والمجرور من متعلَّق .
شبه ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﺗﺆﺩﻱ ﻣﻬﻤﺔ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺃﻭ ﻣﺎ ﻳﺸﺒﻪ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻟﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻘﺎﺭﺏ ﺍﻟﻮﺛﻴﻖ ﻭﺍﻟﺴﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ، ﻓﺸﺒﻪ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻻﻟﺔ ﺍﻟﻤﻌﻨﻮﻳﺔ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﺃﻭ ﺷﺒﻪ ﺍﻟﻔﻌﻞ، ﻓﻘﺪ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺯﻣﺎﻥ ﺣﺼﻮﻟﻪ، ﺃﻭ ﻋﻠﺔ ﺣﺼﻮﻟﻪ، ﺃﻭ ﺁﻟﺔ ﺣﺼﻮﻟﻪ، ﻭﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺣُﺬﻑ ﻣﻦ ﺃﻓﻌ ﺎﻝ ﺃﻭ ﺃﺷﺒﺎﻫﻬﺎ، ﻭﻳﻨﻮﺏ ﻣﻨﺎﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ٠
* الخلاصة :
الجار والمجرور مع الظروف، يُطلَق عليهما اسم (شبه الجملة)، وهو مصطلح وسط بين قسمي القول المفرد: وهو ما ليس جملة ولا شبه جملة، والجملة: وهي ما تكونت من مبتدأ وخبره (اسمية) أو فعل وفاعله (فعلية).
أمثلة تطبيقيةلشبه الجملة :
– لؤي في المسجد ، شبه جملة اسمية جار و مجرور ٠
– شاهدت جهينة في المعرض ، شبه جملة فعلية جار و مجرور ٠
– الكتاب فوق المكتب ، ظرف مكان ٠
– أفطرت عند الأذان ، ظرف زمان ٠
= مع القاعدة :
يتضح لنا أن ( شبه الجملة من الجار والمجرور والظروف ) حسب حاجة الجملة إلى محل من الإعراب، فيكون:
في محل رفع خبر المبتدأ، أو خبر الحروف الناسخة.
في محل نصب خبر الأفعال الناسخة، أو مفعولًا ثانيًا لها.
في محل رفع أو نصب أو جر صفة.
في محل رفع نائب فاعل.
في محل نصب حال.
لا يكون لشبه الجملة محل من الإعراب إذا وقع صلة للاسم الموصول.
إذا وقع شبه الجملة في غير المواضع السابقة فإنه يتعلق مجرد تعلق معنوي بالفعل قبله أو بما يشبهه، ويُقصد بما يشبه الفعل الوصف المشتق منه، كاسم الفاعل، واسم المفعول، وصيغة المبالغة، واسم التفضيل.
و في النهاية نتمنى أن نكون قدمنا فائدة لغوية نحوية و صرفية بعد هذا المطاف الجميل لحصاد لغتنا العربية دائما ٠
مع الوعد بلقاء متجدد إن شاء الله ٠
و على الله قصيد السبيل ٠