رأس البر بين الماضي والحاضر
رأس البر بين الماضي
والحاضر
بقلم / محمود الهنداوي
يعتبر مصيف رأس البر عروس وجنة المصايف المصرية على الخريطة السياحية لما أغدقت عليه الطبيعة من سحر وجمال وهدوء وموقع فريد محصور بين غرب ضفة نهر النيل الشرقية (فرع دمياط) وشاطئ البحر المتوسط فضلاً عن كثرة الحدائق والأشجار التي تكسبه رونقًا وجمالاً وكذلك به العديد من المزارات السياحية المتعددة والرائعة…بالإضافة إلى النموذج التخطيطي الفريد والشكل المعماري المتميز للمدينة
وبالرغم من أنه أقدم منتجع على الشواطئ المصرية تتميز به محافظة دمياط إلا أنه يشهد في الفترة الأخيرة قفزة حضارية هائلة تضعه في مقدمة مصايف الجمهورية
المــــوقع
يمتاز مصيف رأس البر بموقع فريد على شكل بانوراما رائعة من صنع الله على الضفة الغربية لنهر النيل عند التقائه بالبحر المتوسط وهو جزيرة على شكل مثلث رأسه منطقة اللسان وضلعه الشرقي نهر النيل وضلعه الغربي البحر المتوسط وقاعدته القناة الملاحية التي تصل البحر المتوسط بنهر النيل ويشغل مساحة قدرها 2014 فدان (800 فدان رأس البر الحالية – 1214فدان للامتداد العمراني الجديد لرأس البر).
ويمتاز بطبيعته الجميلة وجوْه المعتدل الخالي من التلوث البيئي وهوائه الجاف المشبع باليود.
*** كما توجد عدة طرق رئيسية تربط المدينة بالمدن المختلفة وكذلك الطريق الدولى الساحلى الذى يربطها بـ
الإسكندرية – طنطا – المحلة الكبرى – المنصورة – بورسعيد….. وباقى محافظات الجمهورية
منذ أن نشأت دمياط كانت رأس البر ضاحية من ضواحيها يتردد عليها الصيادون والملاحون في أوقات السلم.
وكانت ساحة للقتال في أوقات الحرب، كما ارتبط تاريخها بتاريخ الساحل الذي اقيم عليه هذا المصيف.
يبدأ تاريخ رأس البر مع مستهل القرن التاسع عشر وبالتحديد ابتداءً من عام 1823م بعد أن عمَّ الهدوء المنطقة وغسلت أمواج البحر آثار المواقع والحروب حيث كان مشايخ الطرق الصوفية يقصدونها للاحتفال بمولد الشيخ الجربي…
وكان التجار من دمياط يفدون إلى رأس البر لاستقبال سفنهم العائدة من رحلاتها البحرية ، كما كانت بعض الأسر تقصدها لقضاء النهار في النزهة والصيد والرياضة.. ومن هنا فضل الجميع الإقامة في هذا المكان الهادئ الجميل الذي يبعث في النفس روعة التأمل وطمأنينة التعبد بالاضافة الى نقاء هواؤه الصحى ورماله التى تشفى من الأمراض، وشيّدوا أكواخًا من الأكياب والحصير حيث كانت تزال فى نهاية كل صيف ويتم نقلها الى الشاطئ المقابل من النيل للتخزين حتى حلول فصل الصيف التالى ليعود الشاطئ مساحة من الرمال تغسلها أمواج البحر تمهيداً لاستقبال الصيف الجديد فى العام التالى.
تدرجت من عشش قليلة متفرقة إلى صفوف منتظمة بين شاطئ النيل وشاطئ البحر ثم إلى عشش تقام على أرضيات من الخشب أوالبناء.
وقد ظهر الفندق الأول برأس البر عام 1886، لكن أول فندق راقٍ كان عام 1891 وهو فندق كورتيل الذي بناه رجل وسيدة فرنسيين ثم توالت بعد ذلك الفنادق مثل مارين فؤاد وسيسل وغيرها التي كانت تجذب كبار المصطافين بعد أن كانت الذهبيات والسفن الشراعية تقوم مقامها..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وضعت أول خريطة هندسية بسيطة للمصيف عام 1902 موضحًا بها مواقع العشش والفنادق وأرقامها والأسواق وغيرها.. وتقرر تأجير أرضه وإضاءة طرقه بالفوانيس وتسيير مركب نيلية لنقل المصطافين والبريد والمياه من دمياط عن طريق نهر النيل ..
وفي عام 1925 بدأت السيارات تعمل ما بين دمياط ورأس البر فور انشاء وتشغيل الطريق الغربي كما تم فُتَح كوبري دمياط عام 1930 فربط بين ضفتي النيل وسهَّل الانتقال للمصيف بالسيارات..
وفي عام 1938 أقامت مصلحة الموانئ والمنائر رصيفًا من الأسمنت المسلح «اللسان» طوله 250 متر وعرضه متران ونصف لوقاية الساحل من التآكل وحماية البوغاز.
ازداد إقبال المصطافين على مصيف رأس البر أثناء الحربين العالميتين الأولى والثانية نظرًا لامتناع الناس عن مغادرة البلاد للمصايف الأجنبية وواكب ذلك الكثير من التحسينات بالمصيف.
-فى نهاية السبعينات تم إنشاء وتشغيل الطريق الشرقى الموازى للضفة الشرقية لنهر النيل ليكون طريقاً جديداً للوصول للمدينة كما تم تطويره فى 2005م ليصبح مزدوجاً لاستيعاب الكثافة العالية من السيارات الزائرة والمغادرة للمدينة لاستيعاب الكثافة المرورية الحالية والمستقبلية
بعد ذلك بدأ العمران وما يتبعه من خدمات ومرافق يزحف على المصيف فأصبح مصيفًا للطبقة الأرستقراطية وكبار رجال الدولة والاقتصاد والسياسة والمفكرين والأدباء والفنانين، ثم أصبح مع الزمن مصيفًا لكل طبقات الشعب وقد صدر قرار جمهورى باعتبار راس البر مدينة عام 1960م.
وفـي السنـوات الأخيرة شهد مصيف مدينة رأس البر تطورًا هائلاً قفز به إلى مقدمة مصايف الجمهورية شمل مختلف المرافق والخدمات والمشروعات التي تحقق أقصى مستويات الراحة والاستمتاع لقاصدي المصيف وعاشقيه..
إلا أن هذه القفزة قد اتسعت بشكل كبير وملحوظ مع مشروعات التطوير المستمرة التى شهدتها المدينة في الآونة الأخيرة في جميع المزارات السياحية والخدمات والمرافق وشاطئ البحر والمبانى الحديثة والحدائق المنتشرة بالمدينة لتكسوها زيًا أخضرًا رائعًا لتجعل من جزيرة رأس البر جنة على الأرض لها مذاقًا ولونًا فريداً يزيد من عشاقها عامًا بعد عام لما تنعم به المدينة من هدوء وأمان ونظافة وبساطة حيث تنفرد رأس البر بموقعها الفريد ..
-حيث أنها مصيف و مدينة بمعنى أن كل أرجاء المدينة مزارات سياحية سواء على النيل أو شاطئ البحر الممتدين بطول المدينة شرقاً وغرباً أو بالأسواق التى تعد منتجع سياحى وكذلك طبيعة جميع شوارع المدينة الرملية فكل من يدخل رأس البر مصطاف.
-تنفرد جزيرة راس البر بموقعها بين ملتقى نهر النيل الذى يمر بتسع دول قبل التقاؤه بالبحر الأبيض المتوسط عند منطقة اللسان وما صاحب منطقة اللسان من تطوير وتجميل جعلها منطقة فريدة لا يضاهيها أى مكان بالعالم حيث تتجلي فيها الآية القرآنية الكريمة……
بسم الله الرحمن الرحيم
( مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان )
صدق الله العظيم سورة الرحمن الآيات ( 19-20)