مسيرة اسطورية لحارس الميرنجي
كتب:اسلام منصور
في عالم كرة القدم، هناك أسماء لا تُنسى، لاعبوها يتجاوزون مجرد الأداء الرياضي ليصبحوا أيقونات خالدة ومن بين هذه الأسماء اللامعة،
يبرز اسم إيكر كاسياس، حارس مرمى ريال مدريد ومنتخب إسبانيا، الذي لم يكن مجرد حارس مرمى، بل كان رمزًا للشجاعة، الوفاء، والقيادة.
مسيرته الأسطورية:
هي قصة إصرار بدأت في أكاديمية ريال مدريد، وتوجت بأهم الألقاب العالمية والقارية،
انضم كاسياس إلى ناشئي ريال مدريد وهو في التاسعة من عمره، متدرجًا في فئاته السنية حتى وصل إلى الفريق الأول في عام 1999،
لم يحتج سوى لوقت قصير ليثبت جدارته ويصبح الحارس الأول للفريق، محققًا حلمًا راوده منذ الصغر كان أول ظهور له في دوري أبطال أوروبا
في نهائي عام 2000 ضد فالنسيا، وهو في التاسعة عشرة من عمره، ليُصبح أصغر حارس مرمى يفوز باللقب الأوروبي.
كانت تلك مجرد بداية لمسيرة حافلة بالإنجازات:
خلال 16 موسمًا قضاها مع ريال مدريد، كان كاسياس حصنًا منيعًا للفريق، بفضل تصدياته الخارقة التي غالبًا ما كانت تحسم المباريات الصعبة،
لقبته الجماهير بـ “القديس”، ليس فقط لمهاراته الفائقة، بل لشخصيته القيادية وتفانيه في الدفاع عن شعار النادي،
فاز كاسياس بخمسة ألقاب في الدوري الإسباني، وثلاثة ألقاب في دوري أبطال أوروبا، وكأس العالم للأندية،
والعديد من الألقاب الأخرى التي جعلت منه أحد أكثر اللاعبين تتويجًا في تاريخ النادي الملكي.
لكن مسيرة كاسياس لم تقتصر على النادي فقط. على الصعيد الدولي، قاد إسبانيا كقائد للفريق إلى حقبة ذهبية لم يسبق لها مثيل.
كان حجر الزاوية في تحقيق لقب كأس أمم أوروبا عام 2008، ثم كأس العالم عام 2010 في جنوب أفريقيا،
حيث قام بتصديات حاسمة لا تُنسى، أبرزها تصديه لانفراد آريين روبن في النهائي ضد هولندا.
وختم هذه الحقبة الذهبية بلقب كأس أمم أوروبا عام 2012،
ليصبح أول قائد في تاريخ كرة القدم يحقق ثلاث بطولات كبرى متتالية في عام 2015، انتقل كاسياس إلى بورتو البرتغالي،
منهيًا حقبة حافلة مع ريال مدريد، في لحظة مؤثرة أدمعت لها عيون الملايين من عشاقه.
استمر في التألق مع بورتو قبل أن يضطر إلى إنهاء مسيرته الكروية في عام 2020 بعد تعرضه لأزمة قلبية
لم تكن النهاية كما يتمناها الكثيرون، لكنها لم تقلل من حجم الأسطورة التي بناها طوال أكثر من عقدين من الزمن.
إيكر كاسياس لم يكن مجرد حارس مرمى، بل كان مثالًا للولاء، والشغف، والاحترافية.
مسيرته هي مصدر إلهام لكل حارس شاب يحلم بالوصول إلى القمة تصدياته، ألقابه،
وقيادته ستبقى محفورة في ذاكرة محبي كرة القدم إلى الأبد.
885 مباراة — 340 كلين شيت —- 25 بطولة