نجمة عمياء .
كانَ ليلاً لم أشاهِد مثلُ ذاك الليل ِ حَلكة .
سكون ٌ رهيب ،لا صوتَ يُسمعُ سوى حَفيفِ الغصون ،
وصوت الهواءِ يكاد ُ ينزع عباءة َ جذوع ِ الشّجر ، من قوتهِ حيثُ أنهُ قبل َ أيام نزعَ اللباسَ الأخضرَ عن غصونها ،وكسّرَ أغلبَ عيدانِها الرقيقة.
وهنا في حديقتي حيث ُ جمعتُ بعضَ الورودِ الهجينةِ ، التي تقاوم ُ الهواءَ ،وتقاوم الصقيعَ ،
كلّما نظرت ُ إليها عن قرب أسمعُ مناجاتها، أنينها ، حنينها ، كأنها تقول لي ليتَ الهواءَ يخفُّ قليلاً ،ورذاذُ المطر ِ ،يبعدُ عني لأنّ عطري نفذ، فقد أخذته المياه ،وتناقلته السّواقي .
كان ليلاً يشبهُ الجنون ، ظلامٌ لا مثيلَ له ، كأنّ الزمانَ انتهى وأتى يوم ُ الحساب .
ورغمَ كلّ شيءٍ لم يعد من أملٍ يساندني ، وكنت داخل دوامة 🌀 متاهة ، ظلمة ، لا شيئ أبيض أو لون فاتح يحول الظلام إلى نور .
فجأة ظهرت نجمة من لؤلؤات السماء، وأغدقت نورها وبريقها ، وأعادت الأنس إلى ظلام الليل ، كأنني أنظر إلى نجمة عمياء بعثرت نورها إلى كلَّ الجهات .
مهدي خليل البزال .
6/8/2023.
نجمة عمياء .