مقالات

هنا نابل / بقلم المعز غني جمعية صيانة مدينة نابل تحتفل برأس السنة الهجرية 1447 ومهرجان عرائس السكر

هنا نابل / بقلم المعز غني

جمعية صيانة مدينة نابل تحتفل برأس السنة الهجرية 1447
ومهرجان عرائس السكر

في قلب المدينة العتيقة بنابل، حيث يمتزج عبق الياسمين برائحة الفخار، وتداعب نسائم البحر العتيق جدران البيوت البيضاء المزينة بالأقواس والألوان، تحتفل مدينة نابل كعادتها بطريقتها الخاصة ببداية العام الهجري الجديد.

نابل عاصمة الوطن القبلي …
مدينة الذاكرة والجمال ، تستقبل 1 محرّم 1447هـ الموافق لـ 26 جوان 2025م بنبض موروث من الزمن الجميل ، حيث تتوشح الأزقة بالألوان ، وتنبض الساحات بالحياة ، وتصدح الألسن بالدعاء والتمنّي بعام هجري مبارك ، خالٍ من الأوجاع حافل بالسكينة واليقين.

وككل عام ، تحرص جمعية صيانة مدينة نابل، هذا الحارس الأمين على تراث المدينة وحافظ الموروث الثقافي على إحياء عادة قديمة تمزج بين الفرح الشعبي والبعد الروحي ، بين الفولكلور المحلي والإشعاع الحضاري.
وكيف لا ؟ وهي من ترعى هذا الحدث الثقافي الفريد الذي يجمع الأهالي والزائرين في تظاهرة مميزة : مهرجان عرائس السكر.

■ عرائس السكر … حكاية الطفولة والحلوى
منذ ساعات الصباح الأولى ، تتحول دار نابل مقر الجمعية إلى خلية نحل ؛ الأطفال يجرّون أولياءهم نحو منصات العرض ، العيون تتلألأ والوجوه تشع بهجة بينما تصطف عرائس السكر
– تلك المجسمات الرائعة المصنوعة من السكر الملوّن – في زهو وفخر، وكأنها نُحتت من أحلام الصغار.
فهنا عرائس ترتدي الزي التقليدي التونسي ، وهناك فرسان على صهوات خيولهم السكرية ، وهناك أيضًا هلال ونجمة يرمزان إلى الهجرة النبوية ويربطان الماضي بالحاضر بروح فنية خالصة.
هذا المهرجان ليس مجرد تظاهرة فنية ، بل هو درس في الذاكرة الجماعية وجسر للتواصل بين الأجيال ؛ الكهول يستعيدون طفولتهم ، والآباء يزرعون في قلوب أبنائهم حب التقاليد.
فكم من يد صغيرة امتدت بتلهف لتلمس وجه عروسة سكّرية؟ وكم من عدسة التقطت لحظة دهشة خالدة؟

■ إحتفال بالهوية والإيمان
ورغم الطابع الاحتفالي ، لا تُفرغ هذه التظاهرة المناسبة من معناها الديني والروحي ؛ فالهجرة النبوية بما تحمله من دلالات التضحية والثبات والإيمان ، تبقى راسخة في وجدان الجميع ، حاضرة في الأحاديث والخطب وفي الصلوات الجماعية التي تُقام بمساجد المدينة حيث يُرفع الدعاء بأن يكون هذا العام عام أمن وخير للأمة الإسلامية جمعاء.

■ نابل … مدينة لا تنسى أن تحتفل
أن تحتفل نابل ، يعني أن تتنفس الحياة من جديد أن تزيّن ذاكرتها بحلوى الذكرى ، أن تقول للعالم : «نحن نحب الفرح ، ولكن لا ننسى الجذور».
أن تُعلّم الأجيال أن الهجرة ليست إنتقالًا في الزمان والمكان فقط ، بل هي رحلة من الظلم إلى العدل ومن الضياع إلى اليقين.

وها هي نابل وككل عام تحتفل برأس السنة الهجرية وبمهرجان عرائس السكر، حيث شرفتنا بالحضور السيدة هناء الشوشاني والية نابل والسيد محمد الهادي الشعباني معتمد نابل المدينة، بحضور كافة أعضاء جمعية صيانة مدينة نابل يتقدمهم السيد أنور المرزوقي إبن الجمعية والنائب الأول لمجلس نواب الشعب ، وكذلك الرئيس الشرفي والمؤسس للجمعية السيد فؤاد دغفوس ، ومختلف مكونات المجتمع المدني بجهة نابل ، حيث تم تغطية هذا الإحتفال من قبل مختلف الوسائل الإعلامية المقرؤة والمسموعة والمرئية إلى جانب الصحافة الرقمية.

نابل ، عاصمة الوطن القبلي تثبت مرة أخرى أنها مدينة لا تحتفل بالحدث فحسب ، بل تصنع منه مهرجانًا نابضًا بالإبداع ترعاه سواعد أهلها وقلوب أبنائها وجمعياتها التي تدرك أن صيانة المدينة لا تكون فقط بالحجارة والجدران، بل بالروح التي تسكنها.

كل عام وأنتم بخير.
وكل عام ونابلنا الجميلة أكثر إشراقًا … وأكثر حبًا.

هنا نابل …
حيث يولد الجمال من رحم العادة ، وينبع الفرح من عبق التراث.
وكل عام وأنتم بألف خير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى