—
هنا نابل
بقلم المعز غني
قيمتك تكمن في ذاتك …!؟
تمضي الأيام كأنها أختبارات متتالية تضعك أمام خيارين لا ثالث لهما :
إما أن تكون قدوة تُلهِم ، أو عِبرة تُذكِّر …
فأختر ما يليق بضميرك ، وما يتماشى مع نقاء روحك ، وما يعكس جمالك الداخلي لا الخارجي .
فقيمتك الحقيقية ليست ثوبًا ترتديه ،
ولا لقبًا تتباهى به ،
ولا رأيًا عابرًا يطلقه الآخرون عنك ،
بل هي نورٌ يسكن داخلك ،
ينبع من صدقك ، من إخلاصك ، من طريقة تعاملك مع الحياة حين تضيق ،
وحين تتسع .
قيمتك تظهر حين تُبتلى ، لا حين تُمدح ،
حين تظل صامتًا لتجنب الأذى ،
وحين تختار أن تداوي لا أن تجرح ،
وحين تظل لطيفًا رغم ما في قلبك من وجع .
لا تسمح لأحد أن يقلّل من شأنك لأنك مختلف ،
فالاختلاف في عالمٍ مكرّرٍ فضيلة ،
وأن تكون نفسك وسط الزيف بطولة .
توكل على الله ، وأستعن به في كلّ أمورك ،
وأجعل يقينك به زادك في الطريق الطويل .
أحتضن من يمنحك طمأنينة القلب لا ضجيج الكلمات ،
من يراك في صمتك ويفهمك دون شرح ،
من يجعل عينيك تبتسم قبل شفتيك ،
ومن يعيد لروحك نورها بعد كلّ عتمة .
أحذر أن تربط قيمتك بعدد الإعجابات أو المديح ،
فالقيمة ليست في التصفيق ، بل في الصدق .
القيمة ليست في أن تُرى ، بل في أن تكون نورًا خفيًا
يُضيء قلوب من يمرّ بك دون أن تدري .
أما بعد …
فأنا أختار أن أكون قدوة تُضيء الدرب لا تتباهى به ،
أن أكون نفسي في العلن كما في الخفاء ،
أن أتعلم من عثراتي ، وأجعلها سلالم نحو النضج .
أقبل أن أكون عِبرة لذاتي حين أخطئ ،
وأن أنهض كل مرة بروحٍ أكثر وعيًا ونقاءً .
لأنني أدركت أخيرًا أن القيمة لا تُمنح … بل تُزرع ،
ولا تُقاس بالمظاهر … بل تُكتشف في المواقف .
فكن أنت ، بكل صدقك ، بكل وجعك ، بكل ما فيك من نقاء ،
ولا تبحث عمّن يُقيّك ، بل عمّن يُقدّرك كما أنت .
🩷
᭓🝳 مع خالص تحياتي ᘓ᭄🩷
——-

