
وأنا صغيرة
بقلم سمر يوسف
وأنا صغيرة كنت فاكرة إن الكبار دول ما بيعيطوش
وما بيغلطوش
وما بيحبوش الحاجات السخيفة اللي إحنا بنحبها
زي البلالين… والمراجيح… ورش الميّة من البلكونة .
كنت فاكرة إنى لما أكبر
هأبطل أقول “مش عايزة أنام”
وأبطل أنده على ماما في كل حاجة
وإنى هأبطل أصدّق إن كلام الحواديت بيتحقق..
و كبرت…
واكتشفت إننا بنكبر لكن الطفل اللى جوانا مابيكبرش
وبدل ماكنت بأعيط على كل حاجه عشان اخدها ..
نضجت..
وبقيت أعيط كتعبير عن مشاعرى.
نضجت ..
وبقيت أغلط بس أعتذر.
نضجت..
بس بقيت انا اللى باكتب الحواديت واحكيها ..
نضجت ..
بس لسه بأفرح بالبونبوني زي زمان وباخبيه فى شنطتى.
نضجت ..
ولسه بحب انفخ البالونه
بس بقيت اعرف اخلى بالى منها لا تفرقع ..
نضجت..
ولسه بألعب وبحب اللعب
بس وأنا عارفة قوانين اللعبة..
وبقيت كل مااقف قدام المرايا اشوف البنت الصغيرة ام ضفيرة اللى كانت فاكرة إن الدنيا وردي
وآخدها فى حضنى واطبطب على خدَّها الرقيق ..
إحنا كبرنا بس ماسكين الطفل اللى جوانا من إيده جامد..
وكل شويه نبتسمله ونطمنه ونقول له
“مهما كبرت… مش هسيبك..”
النضج اننا نفضل نلعب بنفس الجديه اللى كنا بنلعب بيها واحنا اطفال..
طبطبوا عالطفل
وأنا صغيرة