Uncategorized

يوم كان شره مستطيرا بقلم / محمـــد الدكـــروري

يوم كان شره مستطيرا
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله خلق الخلق فأتقن وأحكم، وفضّل بني آدم على كثير ممن خلق وكرّم، أحمده سبحانه حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، يليق بجلاله الأعظم، وأشكره وأثني عليه على ما تفضل وأنعم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الأعز الأكرم، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله المبعوث بالشرع المطهر والدين الأقوم، صلى الله وبارك عليه وعلى آله وصحبه وسلم، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد ذكرت المصادر الإسلامية الكثير والكثير عن يوم القيامة وأهوال يوم القيامة، فيا عباد الله إن يوم القيامة يوم عظيم، يوم كان شره مستطيرا، وكان يوما عبوسا قمطريرا، وطول ذلك اليوم خمسون ألف سنة، ذكّر الله عباده به ليحذروا شر ذلك اليوم وليستعدوا له، ولا شك أن التفكر في أهوال الآخرة هو الضامن لإصلاح النفوس، وتغيير الحال إلى الأفضل.

والعظة والإعتبار باليوم الآخر هي التي تغير سلوك الناس، وتوقظ الغافلين وتنبه السادرين في غيهم، وقد دلت النصوص من الكتاب والسنة النبوية الشريفة وإجماع سلف الأمة على أن الصراط حق وهو الجسر المنصوب على متن جهنم أعاذنا الله منها يمر الناس عليه على قدر أعمالهم، وعليه كلاليب تخطف الناس بأعمالهم، فمن مرّ على الصراط دخل الجنة، ومن خطفته تلك الكلاليب دخل النار، فيمر الناس عليه على حسب أعمالهم، فناجي مخدوش، وناجي مسلَّم، ومكردس في نار جهنم، فإذا عبروا عليه وقفوا على قنطرة بين الجنة والنار، فيقضى لبعضهم من بعض، فإذا هذبوا ونقوا أذن لهم في دخول الجنة، والصراط حق وإعتقاد وجوده واجب، وهو مما يعتقده أهل السنة والجماعة، وقال العلامة ابن عثيمين ” حكم من أنكر وجوده إن كان جاهلا فإنه يُعلم حتى يتبين له.

فإذا بلغ بالأحاديث الواردة في ذلك فإنه يجب عليه أن يعتقده، فإن أنكره مع علمه أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر به كان مرتدا كافرا لتكذيبه رسول الله صلى الله عليه وسلم ” فالصراط ثابت بالكتاب، والسنة، واتفق أهل السنة على إثباته، حيث قال الله تعالى ” وإن منكم إلا واردها ” وقد فسّرها عبد الله بن مسعود، وقتادة وزيد بن أسلم بالمرور على الصراط، وفسّرها جماعة منهم ابن عباس بالدخول في النار، لكن ينجون منها، وقال النبي صلى الله عليه وسلم ” ثم يُضرب الجسر على جهنم، وتحلّ الشفاعة ويقولون اللهم سلم سلم ” متفق عليه، وأما صفة الصراط فقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الصراط فقال ” مدحضة مزلة ” عليه خطاطيف وكلاليب وحسكة مفلطحة، لها شوكة عقيفاء، تكون بنجد، يقال لها السعدان ” رواه البخاري، وله من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

” وبه كلاليب مثل شوك السعدان، غير أنها لا يعلم قدر عظمها إلا الله، تخطف الناس بأعمالهم” وفي صحيح الإمام مسلم من حديث أبي سعيد رضي الله عنه قال بلغني أنه أدق من الشعر، وأحدّ من السيف، وذهب بعض أهل العلم إلى أنه طريق واسع، وإستدلوا بقوله صلى الله عليه وسلم ” إنه دحض ومزلة ” وهذا لا بد أن يكون واسعا يسلكه الناس، وليس المهم أن نعرف هل هو واسع أو ضيق، لكن المهم أن نعرف كيف يسير الناس عليه، ولماذا إختلف سير الناس عليه، حيث يختلف الناس في المرور على الصراط ، إما كلمح البصر، أو كالبرق، أو كالريح، أو كالفرس الجواد، أو كركاب الإبل، ومنهم من يمشي مشيا، ومنهم من يسعى سعيا، ومنهم من يزحف زحفا ومنهم من يكردس في نار جهنم ويعذب بقدر ذنوبه ومعاصيه.

فلا يمر عليه إلا المؤمنون، ممن كتب الله لهم الجنة، أما الكفار فإنهم لا يعبرون على الصراط، وإنما يحشرون إلى جهنم ” وردا ” كما قال الله عز وجل لأنهم لم يكونوا عابرين على الصراط في هذه الدنيا فيكون جزاؤهم أن يحشروا إلى النار بدون أن يعبروا على هذا الصراط ، فيساقون إلى النار مباشرة، نسأل الله العافية والسلامة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى